فطرة وشريعة وفي علم الإجتماع علاقة الأقارب هي أحسن العلاقات وأقواها وهم العزوة والفزعة والنجدة والسند والأنس والنعيم المقيم في الحياة الدنيا وهذا موجود حتى في عالم الحيوان لكن مع تغير معطيات الحياة وكثرة الترف والمتع ووجود المال في أيدي الناس واستغناء الناس عن بعض بالخدمات التى تقدمها الشركات والمرافق والمؤسسات والتطبيقات ووجود العالم الافتراضي في وسائل التواصل الإجتماعي ( السوشل ميديا) بدأت تتغير نظرة الاقارب لبعضهم أنهم غير مهمين في الحياة وأن الإنسان قد يعيش بدونهم حياة أفضل فيبدأ يسحب بساط الاقارب من حياته فلا يسأل عن أحد ولا يتفقد الكبير والمريض والمحتاج ولا يشارك في المناسبات الهامة بل يبدأ استثقال الأقارب لبعضهم وعدم تحمل الاخذ العطاء والنقاش والتوجيه من العاقل ويصل الحد إلى العداوة والكراهية في حين تجد هذا الشخص مرن هين لين سمح مع الآخرين من الزملاء والأصدقاء والجيران ويصل الحد ببعض الأقارب لتصيد الأخطاء وصناعة العداوة وزرع الشحناء والكراهية جاء صحابي للنبي صلى الله عليه وسلم فقال - إنَّ لي قَرَابَةً أَصِلُهُمْ وَيَقْطَعُونِي، وَأُحْسِنُ إليهِم وَيُسِيؤُونَ إلَيَّ، وَأَحْلُمُ عنْهمْ وَيَجْهَلُونَ عَلَيَّ، فَقالَ: لَئِنْ كُنْتَ كما قُلْتَ، فَكَأنَّما تُسِفُّهُمُ المَلَّ وَلَا يَزَالُ معكَ مِنَ اللهِ ظَهِيرٌ عليهم ما دُمْتَ علَى ذلكَ. رواه مسلم والمل الرماد الحار في أفواههم هذه صورة من العداوة بين الأقارب في خير الأزمان زمن النبوة والرسالة صورة سيئة جداً فكيف بزمن التقنية الحديثة والاستغناء قال الكندي يصور حال القرابة في حالة نشوب القطيعة والكراهية وَإِن الَّذي بَيني وَبَين بَني أَبي وَبَينَ بَني عَمّي لَمُختَلِفُ جِدّا أَراهُم إِلى نَصري بِطاءً وَإِن هُمُ دَعَوني إِلى نَصرٍ أَتيتُهُم شَدّا فَإِن يَأكُلوا لَحمي وَفَرتُ لحومَهُم وَإِن يَهدِموا مَجدي بنيتُ لَهُم مَجدا وَإِن ضَيَّعوا غيبي حَفظتُ غيوبَهُم وَإِن هُم هَوَوا غَييِّ هَوَيتُ لَهُم رُشدا وَلَيسوا إِلى نَصري سِراعاً وَإِن هُمُ دَعوني إِلى نَصيرٍ أَتَيتُهُم شَدّا وَإِن زَجَروا طَيراً بِنَحسٍ تَمرُّ بي زَجَرتُ لَهُم طَيراً تَمُرُّ بِهِم سَعدا وَإِن هَبطوا غوراً لِأَمرٍ يَسؤني طَلَعتُ لَهُم ما يَسُرُّهُمُ نَجدا فَإِن قَدحوا لي نارَ زندٍ يَشينُني قَدَحتُ لَهُم في نار مكرُمةٍ زَندا الحساسية الزائدة والظنون السيئة بين الأقارب من الشيطان حتى اصبح بعضهم لايتحمل بعض ولا كبير منهم يقدر يوجه ولا حكيم يصلح لهم امورهم لأن الشيطان قد استحوذ عليهم وحرش بينهم قال صلى الله عليه وسلم " إِنَّ الشَّيْطَانَ قَدْ أَيِسَ أَنْ يَعْبُدَهُ الْمُصَلُّونَ فِي جَزِيرَةِ الْعَرَبِ، وَلَكِنْ فِي التَّحْرِيشِ بَيْنَهُمْ ". رواه مسلم والنساء والأطفال والحمقى والمتعجلون في الأسر شتتوهم وزرعوا الفتنة بينهم . مع الأقارب عليك بالتالي/- 1/ بذل كل مافي وسعك لخدمتهم والوقوف معهم في الأزمات . 2/ تحمل كل أذى يصدر منهم . 3/ لا تشره عليهم مافعلوا ماقالوا ماقاموا بالواجب واقبل المتيسر منهم. 4/ غض الطرف عن عيوبهم واستر خللهم. 5/ الحذر من العداوة التى يسوقها طفل أو امرأة أو نمام أو أحمق. 6/ أكرمهم غاية الإكرام من مالك ( على حسب طاقتك) وإن استطعت تجمعهم عندك من فترة إلى أخرى إفعل أو نظم لهم لقاء على حساب الجميع أو يقوم به الأجود منهم والحريصون . 7/ أي مشكلة سارع بردمها سريعاً ولا تكثر والبحث والتفتيش . 8/ كسر روتين الحياة معهم بالضحك والمزح والتبسط وترك الرسمية مطلب ملح اليوم لتقوية العلاقات . 9/ لا تفرد عضالاتك عليهم بأنك أكثر نصيباً من الدنيا منهم بمال أو ولد أو جاه أو علم أو غيره . 10/ توضع لهم حتى تحسسهم أنهم أفضل منك في كل شيء وختاما بين يدي الساعة تفشوا قطيعة الأرحام فساهم في تأخر هذه العلامة وأعلم هداك الله أن القاطع حقت عليه اللعنة. نسأل الصلة والبر والإحسان ودمتم بصلة ومحبة كتبه / حمود سعيد الحارثي واتس اب 0504743110