اهتم الإسلام بصلة الرحم والتواصل الإنساني وترابطه، حيث قال الله تعالى: (يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ ۖ قُلْ مَا أَنفَقْتُم مِّنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ ۗ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ) وقال جل وعلا: (وَالَّذِينَ آمَنُوا مِن بَعْدُ وَهَاجَرُوا وَجَاهَدُوا مَعَكُمْ فَأُولَٰئِكَ مِنكُمْ ۚ وَأُولُو الْأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَىٰ بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللَّهِ ۗ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ)، وهناك آية قرآنية نسمعها في نهاية خطبة الجمعة ويرددها الخطيب وهي: (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ وَإِيتَاءِ ذِي الْقُرْبَىٰ). حيث ربط بين العدل والإحسان والتواصل مع الأقارب، وبحمد الله اهتمت بعض الأسر بالترابط واللقاء الشهري المستمر الذي يزيد التواصل بين أفراد العائلة الكبيرة، والبعض وضع جائزة للتميز والتفوق بين أفراد العائلة، وهناك أيضاً صندوق خيري للتكاتف والضمان الاجتماعي الإنساني.. فلعلنا نصفح ونتسامح ونغض الطرف عن اللوم والعتاب، ونسهم بالرأي والجهد والصدقة إذا كان الإنسان مقتدراً، والعون في كل ما يستطيع من الزيارة والملاطفة وحسن الخلق والصبر على ما تحمله الحياة والوشاة من اختلافات ورؤى وشقاق لأن ذلك أنقى للنفوس وأقرب للقلوب، فمن الذي لا تعد معايبه؟!، وكلما سما الإنسان ببعد نظره وتسامحه كان أقوى على نفسه وأقدر على ترويضها.. (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ). وتأتي أبيات الشاعر المقنّع الكندي مشهورة مع أقربائه الذين وجد منهم الصد والخذلان ومع ذلك سما بأخلاقه ووصلهم وأحسن الظن فيهم وقال: وإن الذي بيني وبين بني أبي .. وبين بني عمي لمختلف جداً أراهم إلى نصري بطاء وإن همو .. دعوني إلى نصر أتيتهم شدا إذا قدحوا لي نار الحرب بزندهم .. قدحت لهم في كل مكرمة زندا فإن يأكلوا لحمي وفرت لحومهم .. وإن يهدموا مجدي بنيت لهم مجدا ولا أحمل الحقد القديم عليهمو .. وليس كريم القوم من يحمل الحقدا أبيات رائعة ومشاعر نبيلة تدعونا إلى صلة الرحم والمودة والمحبة، وديننا القويم حثنا على الوصل وتناسى الخلافات، فلنبدأ بالتواصل والتسامح نجد الحياة أجمل وأبهى، وبالذات مع الأقارب الذين هم السند والعزوة.