- الرأي - إبراهيم القصادي - جازان : يعد الجبل الأسود في محافظة الريث بشموخه واحدًا من أبرز المعالم السياحية في منطقة جازان. فهو يتوشح بغطاء نباتي كثيف، يرسم منه لوحة طبيعية خلابة ويجعله وجهة سياحية تجذب الزوار من داخل وخارج المملكة. ويقع الجبل الأسود شمال شرق مدينة جازان ويبعد عنها بنحو 124 كيلومترًا، ويزيد ارتفاعه على 3 آلاف قدم، بقمم وسفوح ممتدة على هيئة قوس يبدأ من الشمال مع انحناءة نحو الشرق عند أعلى قمة فيه، بمسافة تتجاوز 1800 متر تقريبًا تكسوها خضرة أشجار العرعر والأشجار المعمرة الأخرى، مما جعل تلك الأشجار وظلالها التي ترسمها الشمس خاصة في فترتي الصباح والمساء وفقًا لطبيعة شكل الجبل سببًا في تسميته بالجبل الأسود، كما يبدو للناظر إليه من بعيد. وتعانق السحب قمم الجبل الأسود، في مشهد يأسر القلوب ويبعث في النفس الهدوء، ويزداد المنظر خيالية مع هطول المطر والضباب الكثيف والهواء الذي تتمايل معه أشجارها، ناقلًا معه شذا النباتات العطرية وأزهار الأشجار السامقة. وقد أبدع سكان الجبل الأسود في استغلاله، وحولوه إلى مدرجات زراعية تُثمرُ مختلفَ أنواع المحاصيل، وتُظهر هذه المدرجات براعةَ الإنسان وإتقانه لتطويع الطبيعة لخدمته، مما يُعكسُ تراثًا زراعيًا عريقًا، ووجهة مهمة للمهتمين بإنتاج العسل وتربية النحل، مع زيادة الغطاء النباتي من أشجار السدر والسمر والقتاد والسلام والضهيان والطلح والمرار والسحاة، إضافة لعسل المجرى الذي يُعرف بلونه الأبيض والذي يتفرد الجبل الأسود بإنتاجه عن بقية المواقع الأخرى بالمنطقة. ويشهد الجبل الأسود خلال هذه الأيام إقبالًا متزايدًا من الزوار والسياح من مختلف أنحاء المملكة، وذلك بفضل جماله الطبيعي الفريد وموقعه المتميز. وتسعى الجهات المختصة إلى تطوير البنية التحتية في الجبل كغيره من المواقع السياحية بالمنطقة، وبناء المزيد من المرافق والخدمات؛ بهدف تلبية احتياجات الزوار وتوفير تجربة سياحية استثنائية، خاصة وأنه بمثابة واحة خضراء تُحاكي بجمالها سحرَ الطبيعة، وتُتيحُ للزوار فرصةً لا تُنسى لِلاستمتاعِ بأجواءٍ منعشةٍ ومناظر خلابة.