يقف الجبل الأسود بمحافظة الريث شامخاً على ارتفاع يزيد على 3 آلاف قدم، كواحد من أبرز المعالم السياحية في منطقة جازان، تغطيه أشجار العرعر الكثيفة، في لوحة جمالية طبيعية خلابة تجذب أنظار الزوار. ويمتاز الجبل الأسود بقمم وسفوح ممتدة على هيئة قوس يبدأ من الشمال مع انحناءة نحو الشرق عند أعلى قمة فيه، بمسافة تتجاوز ال 1800 متر تقريبًا، حيث ترسم ظلال الأشجار خاصة في فترتي الصباح والمساء مشهدا كان سبباً في تسميته بالجبل الأسود، كما يبدو للناظر إليه من بُعد. وفي مشهد يأسر القلوب ويبعث في النفس الهدوء، تعبر السحب قمم الجبل الأسود، وسط مناظر خيالية تتكرر يوميًا مع المطر والضباب الكثيف الذي يعانق قمم الجبال، ناقلاً معه شذا النباتات العطرية وأزهار الأشجار. ولم يكتفِ سكان الجبل الأسود بجمال الطبيعة، بل أبدعوا في استغلاله من خلال تحويله إلى مدرجات زراعية تُثمرُ مختلفَ أنواع المحاصيل حيث تُظهر هذه المدرجات براعةَ الإنسان وإتقانه لتطويع الطبيعة لخدمته، مما يعكس تراثًا زراعيًا عريقًا، ووجهة مهمة للمهتمين بإنتاج العسل وتربية النحل، حيث زيادة الغطاء النباتي من أشجار السدر والسمر والقتاد والسلام والضهيان والطلح والمرار والسحاة، إضافة لعسل المجرى الذي يعرف بلونه الأبيض والذي يتفرد الجبل الأسود بإنتاجه عن بقية المواقع الأخرى بالمنطقة. وفق "أخبار 24". ويشهد الجبل الأسود في هذه الأيام إقبالًا متزايدًا من الزوار والسياح من مختلف أنحاء المملكة، ممّا يُؤكد على مكانته كوجهة سياحية متميزة، إضافة لسعي وعمل الجهات المختصة الدائم إلى تطوير البنية التحتية في الجبل كغيرها من المواقع السياحية بالمنطقة، وبناء المزيد من المرافق والخدمات لتلبية احتياجات الزوار. ويُجسّدُ الجبل الأسودُ نموذجًا فريدًا لِمُقوّماتِ السياحة الطبيعية المُتميّزة في المملكة، لكل من يبحث عن الاستجمام والاسترخاء فهو واحة خضراء تُحاكي بجمالها سحرَ الطبيعة، وتُتيحُ للزوار فرصةً لا تُنسى لِلاستمتاعِ بأجواءٍ منعشةٍ ومناظر خلابة.