وكأمواجِ البحرِ هي مشاعري، تتلاطم وتتداخل .. تثورُ تارةً وتهدأ تَارةً أخرى. تحملُ في طياتها أحاسيس متناقضة من فرح وحزن، أملٍ وخوف، يجذبني نحو أعماقهِ حينًا، ويدفعني نحو الشاطئ حينًا آخر. أعشقُ جنونه وأخاف غدره، فهو يأخذني في رحلات حالمةٍ تارة، ويقذفني في دواماتٍ مجهولة تارةً أخرى. البحر مرآةٌ لأعماقي، يعكس تناقُضاتي ويفجرُ ألغاماً خاملة. ولكنه مخيف لست معهُ بأمان. وما الأمان ..؟ سواءً كُنتَ محيطاً فية الأعماق السحيقة والخنادق المخيفة أو بحراً دافئ المياه فيك تتنوع وتختلف الحياة..! لا أريدك مُسطحاً مائياً تجمع الموت والحياة !! بك ما لا أعرفة وما لا أتخيلة! لستُ ممن يتعنْصر ضِد الذكر ِأو الأنثى ! ولكنها حقيقة… جميعها مذكرة!! المحيط والبحر والنهر والوديان..وأنا النجمةٌ العالية، أُنير الدُروبَ وأُجمِل السماء. أعذرني أيها المحيط وانت يابحر وكذلك يانهر ياشلال !! أريد الأمان والسكون، أريدُ المودة والرحمة .. وكم من أنثى آمنت بمحيطٍ فبتلعها وأحبت بحراً فقهرها ورضيت بالنهر فنهرها عن أدنى حقوقها .. أريد ذلك الرجل الآتي من بعيد أو من قريب، ليسير معي في دروب الحياة آمنة معه مطمئنة. أريدهُ كاجبل شدا الأعلى القريبُ منْ السماء والبعِيدُ عن تفاهاتِ منْ يعيشُ على الأرض ! من أحتمي به من يفهمني ويقدرني من يعي حقوقي ويلتزم بها من يحبني كأبي ويحن عليَ كأمي .. أنْ كُنت كذلك أو تَظُن أنك ستكون ذلك .. فلا تتردد بالإرتباط بالمرأة التي تحمِلُ فِكْركَ .. وعقلك .. ماتُأمِنُ بهِ وما تُنْكِرُه. لا تظلم وردةً من أجلِ نحل يودون أن يقتاتون على رحيقها .. لاتظلمها بإسم العادات والتقاليد، إرتبط بمن تشبهك أو تكتمل بوجُودها حياتك، بمن تتوافق مع فكرك وعقلك وتوجهاتك. كنْ الحبيبَ والطبيبْ، وستكون لك الصاحبَ والرفيق والحب الذي لاينتهي .. فإن ساءتْ الأحوال وقست، أجعلها غيمة صيفٍ ومضت، ذكرى وغابت. وأن كان بينكم الشيء الوحيد الذي يمكن أن يُحطم قلب إمرأةٍ في هذا الوجود فلا تكسر قلبها بِهم .. بل كنْ لها عوناً لتكون النجمةَ التي ترشدهم الطريق والشعاع الذي يهديهم السبيل.. قال تعالى:( فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ ..) بقلم/ حصة الزهراني ماجستير في العلاقات العامة والإتصال المؤسسي- وزارة التعليم