المرأة كما أراها وأريد وصفها هي هالة من المشاعر الفياضة، تبعث النور والسعادة على كل من حولها، وأحيانا أراها كأمواج البحر الهادئة بطبيعتها المتناسقة في جمالها وحركاتها لا يجعلها تثور إلا عواصف الحياة لتعلو فوق البحر تتلاطم وتتلاحق على الصخور لتقهرها عبر الزمن، تجتاح وتجرف كل ما تواجهه من صعاب، بل هي النجوم المتلألئة في السماء الصافية يهتدى بها الجميع في دروبهم، ربما هي أيضا الشمس الدافئة في قلب الشتاء القارص تخترق أشعتها الغيوم الكثيفة لتنشر الدفء، هي ضياء القمر الذي يضيء الليالي المعتمة، هي قطرات الندى التي تداعب وتلاطف أوراق الجنان تنشر عبيرها عبر نسمات الصباح، هي زخات المطر التي تختلط بذرات التراب لتنبت الحياة، هي الأرض تحوي الجبال والبحار والأنهار، تبعث بالبهجة إلى عيون كل من يراها، هي تلك العين الحنونة نافذة القلوب فترى خلالها من يحويه الفؤاد، وجدها كالمحيط الذي لا تستطيع أن تدرك أعماقه. هي كالمشاعر ليس لها قانون يحكم تدفقها أو انتشارها، ذلك المخلوق الذي إذا امتلكت قلبه وضمنته فقد ضمنت السعادة. لا يسعك إلا أن تعشق رقتها تحبها في جميع حالاتها، هدوئها وثورتها، رضاها وغضبها، لهفتها وحنينها، شوقها وجفائها، حكمتها وطيشها. هي ذلك المذاق الرائع الذي يذوب فيه وجدانك إن أحسنت معاملتها. اعتدنا على سماع أن المرأة هي الأم والزوجة والأخت، وهي فعلا كذلك، ولكن ما الجديد؟ فهذه مسلمات بالنسبة لي، فانظر إلى المرأة بشكل مختلف، هي شريك الحياة بل هي الحياة ذاتها، المرأة هي الأنثى، تعس من نظر إليها أو تعامل معها على أنها مجرد جسد أو سلعة، إذا أردت أن تبنى أمة وحضارة فعليك بالمرأة، اهتم بها، احتويها، وحاوطها بالحب والتقدير والاحترام، المرأة هي مصنع الرجال، هناك ملايين الأمثلة عبر العصور لنساء خاضوا معارك الحياة بمفردهن وأنشؤوا أجيالاً من العلماء. أكرموا المرأة ولا تهينوها، اهتموا بتربيتها، تلك هي المرأة التي اعرفها وما دونها ليس إلا استثناء من القاعدة، بعضهن أجبرن على الحياة الخشنة بسبب جرحهن وما لقينه من بعض الرجال، أجبرن على إخفاء أنوثتهن ورقتهن بسبب تجارب أقحموا فيها، قضت على معاني الثقة، أعطى المرأة الثقة والأمان تعطيك كل شيء.. تعطيك الحياة، تملك قلب المرأة برجولتك وليس بذكوريتك، ما أجمل الحوار مع المرأة! ما أعذب الكلمات الصادقة التي تخرج من فؤادها! ما أرق ضحكاتها! عندما تحب امرأة فكأنما دبت الروح في فؤادك الميت أو في ذلك الفؤاد الحي الميت، كاذب من يدعي أنه يستطيع الحياة من دون امرأة فلن تستقيم له الحياة، بائس من يحصر المرأة في قصص العشق والغرام الوهمية.. المرأة أسمى من ذلك بكثير، المرأة هي الحياة بكل تفاصيلها، لم يعرف المرأة من لم يعرف التضحية، لم يعرف المرأة من لم يستمتع بغروب الشمس في أحضان البحر، من لم يهرب تحت ضياء القمر وسط البحر. المرأة هي ذلك المخلوق الساحر بكل تفاصيله، لا تستطيع أن تنظر إليها نظرة عادية خاطفة قبل أن تدرك أنها مثال أو تمثل كل ما هو جميل في الحياة، هي الحياة بعينها، جمعت في صفاتها المعنى الحرفي للحنان والشوق والمشاعر الجميلة. هي السكن الذي يبحث عنه الجميع، خلقت لتؤنس الرجل وتدعمه وتدفعه إلى النجاح والاستمرار. هي من يأوي إليها أشد وأعتى الرجال، يتخلصون من همومهم على أعتاب عيونها فقط بنظرة منه،ا تستطيع أن تحكي القصص والروايات، ابتسامة رقيقة من ثغرها يمكن أن تمدك بطاقة عجيبة تبني بها جبالاً، وتخوض بها ومن أجلها المعارك، هي الصفاء والنقاء، هي العضد، من يستطيع أن يقاوم سحر امرأة اختبأت في أضلعه طالبة السند والحماية سوى رجل قاس لا يعرف معنى الحب. تتقاسم معك غذاءها، هي مؤتمنة عليك ونعم الأمين، هل يستمتع الطفل إلا بجوار أمه، هل يستمتع العاشق بالجمال إلا بجوار محبوبته. لن أستطيع أو يستطيع أحد أن يعبر عن قيمة المرأة في بضعة سطور بل نحتاج إلى مجلدات لذلك، وليس بالكلمات بل بالمواقف التي ينبغي أن نظهر للمرأة بها تقديرنا لها وقيمتها.. كما لا يليق بها يوم في العام للاحتفال بل في كل لحظة، امتنانا لوجودها فى الحياة. استوصوا بالنساء خيرا.. تلك وصية نبيكم خير خلق الله محمد صلى الله عليه وسلم.