جاءت إللي تحكي عن قهر السنين عن قلب أنهكه الألم والأنين عن ماضي يلاحقها وذنبها الأوحد أنها الأرض والسماء. هي الجنة إن أحبت والنار إن كرهت. هي النفس هي الروح ..وإن ثارت أصبحت حمماً لبركانٍ لا ينتهي.. يقولون ويكتبون ويتغنون ليل نهار بأِنها جوهرُ الحياة ونبضُها،رمز الحنان والعطاء والجمال. تحمل في قلبها طاقة المحبة والسلام. وبأن دورها عظيم ! لا يمكن الاستغناء عنه، فهي الأم، والأخت، والزوجة، والابنة، هي الأنثى هي مرآة الإنسانية التي تعكس القوة الناعمة. هذا مايقال ويتغنى به - ولست أعمم هنا - ولكن عندما تأتي اللحظة الحاسمة يبقى الذكر هو الأفضل لدى الكثير من الأسر. لا أعلم ولست أفهم من أعطى الأدوار والحقوق ووزع الأنصبة، لست أتكلم بالعموم، ولكن عن البياض الأعظم. نجد أنفسنا أمام مفارقة حقيقية بين ما نتغنى به وما نعيشه فعليًا. في الواقع، فإن التحيز للذكر ليس مجرد مشكلة ثقافية فقط بل هي متجذرة اجتماعياً ومتمركزة في أغلبنا، وقد تجد أن تاء التأنيث أحياناً ناقمة على نسختها ساخطة عليها..! مازالت تاء التأنيث تقهر وتقمع ويمارس عليها مالا يمارس على الذكر.. مازالت تُوجه إلى مسارٍ يُرضي القبيلة والعائلة والجماعة والجيران. مازالت تشتكي من قهرٍ يمارس عليها بدعوى القيم وبإسم التقاليد رغم كل الإنفتاح والدعم والنور الذي نعيشة مازالت تعاني من قمع ووجع القريب قبل البعيد .. مازالت حائرة موجُوعه تبكي على حالها وعن ذنب تاء التأنيث ( فبأي ذنب تقمع..! ) من المؤلم أن نرى الآمال والطموحات تتلاشى أمام الواقع المرير الذي يميز بين الذكر والأنثى. احتضنتها بين ذراعيي وهمست لها أنت من يستطيع، تغيير كل ذلك. لنبدأ من المنزل ربي أطفالك على المساواة والاحترام المتبادل. علمي إبنتك أنها طائر يتعلم الطيران كما شَقِيقُها يفعل وعندما تكتمل ستُحلق وسيحلق شَقِيقها أيضاً في هذه الحياة، علميها إنها كائن مستقل قوي وأنها مسؤولة عن تصرفتها مثلها مثل شقيقها الذكر.. وعلمي الذكر ياتاء التأنيث أنْك َ خُلِقْت من جسد أنثى وترتمي في حضن أنثى وسترزق بأنثى. تغطيك السماء وتحتضنك الأرض ..! ربما يستغرق التغيير وقتاً، لكنه ممكن. يتطلب ذلك إرادة قوية، وإيماناً بأن العدالة والمساواة هي الأساس لبناء مجتمع متكامل يكمل كلٌ دورهُ في هذة الحياة .. فلولا النساء لم تكن حضارةٌ ولى على الوجود بقاء.. وكما قال الشاعر نزار قباني: تصوري .. ماذا يكون العمر لو لمْ تُوجدي ! كتبه/ حصة الزهراني ماجستير في العلاقات العامة والإتصال المؤسسي- وزارة التعليم