تسود حالة من التوجس في البحرين بعد أن دخلتها قوات خليجية بطلب من الحكومة للمساعدة في استتباب الأمن إثر احتجاجات دامت أسابيع، حيث انتقدت المعارضة استدعاء هذه القوات واعتبرت ذلك "تهديدا" و"قرارا خاطئا"، في حين وصف مسؤول بحريني الوضع في البلاد بأنه "غير مطمئن". وقال رئيس الكتلة البرلمانية لجمعية الوفاق الوطني الإسلامية عبد الجليل خليل إبراهيم إن التبريرات المقدمة للإتيان بالقوات التابعة لدرع الجزيرة غير مقبولة بتاتا، متسائلا "هل هناك حرب، بين البحرين وطرف خارجي حتى تأتي هذه القوات?". وقال "نحن نرحب بالإخوة المسؤولين السياسيين الخليجيين، للمساعدة في حل المشكلة وإقناع الحكومة بالحوار.. أما وأن يتم إرسال قوات لتصطف مع الحكومة وتستعدي الجزء الأكبر من الشعب فهذا قرار خاطئ". وأضاف أنه بعد إعلان ولي العهد البحريني مبادئ الحوار، "تأتي اليوم هذه القوات لتفرض معادلة على الشعب والمعارضة مفادها "ادخل للحوار والمسدس على رأسك"، مطالبا في المقابل درع الجزيرة بالتدخل لوقف إراقة الدماء التي قال إن الجيش البحريني يقوم بها. تطبيق للاتفاقيات وعلمت الجزيرة أن رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني ووزير الخارجية السعودية سعود الفيصل قد زارا أمس العاصمة البحرينية المنامة، حيث تباحثا مع المسؤولين البحرينيين في تطورات الأوضاع هناك. وقال رئيس الوزراء وزير الخارجية القطري إن إرسال درع الجزيرة يأتي تطبيقا للاتفاقيات الموقعة بين دول مجلس التعاون الخليجي، مثمنا جهود ولي عهد البحرين الشيخ سلمان بن حمد بن عيسى آل خليفة ودعوته لحوار وطني. ووصف الوزير القطري الوضع في البحرين ب"الدقيق"، وعبر عن أمله في أن يعود الهدوء إلى الشوارع البحرينية، مؤكدا أنه "لا يمكن إجراء الحوار في ظل التوتر". وكان مراسل الجزيرة قد قال إن دولة الإمارات قررت إرسال قوة أمنية إلى البحرين، استجابة لطلب المملكة للمساهمة في حفظ الأمن والنظام، بعد وصول قافلة قوات سعودية تابعة لقوات درع الجزيرة. ومن جهته قال وزير الخارجية الإماراتي عبد الله بن زايد آل نهيان إن بلاده أرسلت إلى البحرين عددا من قوات الشرطة للمساعدة في حفظ النظام, وأضاف أن هنالك دولا أخرى خليجية ستشترك في هذه المهمة. ودخلت إلى البحرين أمس نحو 150 ناقلة جنود مدرعة ونحو خمسين مركبة أخرى، من بينها عربات إسعاف وصهاريج مياه وحافلات وسيارات. إيران وأميركا ودافعت الإدارة الأميركية عن دخول هذه القوات إلى البحرين، نافية أن يكون ذلك غزوا. وقال المتحدث باسم البيت الأبيض غاي كارني للصحفيين "نشاهد التقارير التي تتحدثون عنها، هذا ليس غزوا لدولة". وأضاف كارني "نحث حكومة البحرين كما فعلنا مرارا، وكذلك دول مجلس التعاون الخليجي الأخرى، على ممارسة ضبط النفس". أما إيران فقد نددت بما وصفته ب"التدخل الأجنبي لقمع المظاهرات في البحرين"، مشددة على ضرورة تلبية "مطالب أغلبية الشعب البحريني". وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية رامين مهمانبرست الاثنين "إن إيران تعتبر أنه ليس صحيحا أن يأتي أشخاص من دول أخرى ويتدخلوا ويقمعوا شعبا ما على أرضه". وأكد أن "أبناء الشعب البحريني هم الذين يجب أن يحلوا مشاكلهم مع الحكومة التي يجب أن تلبي مطالبهم، وأن يتم الوصول إلى طرق حل سلمية ومناسبة وتحدد الطرق العملية الكفيلة بهذه الحلول". ودعا إلى دعم القوى الشعبية، وطالب الحكومات بأن تعتني بأوضاع شعوبها. وحث مهمانبرست الحكومة البحرينية على تلبية مطالب شعبها، وقال "إن الأعمال الإرهابية لن تأتي بحل، وعلى الحكومة البحرينية تفضيل الحوار والاهتمام بمطالبات أبناء الشعب، فالعنف لن يكون ردا صحيحا من قبل الحكومة على هذه المطالب". قطع الطرقات ميدانيا، ومنذ وصول قوات درع الجزيرة إلى البحرين بدأت الأخبار تنتشر في الشارع البحريني عن نية الجيش البحريني وبمساعدة القوات الخليجية فض اعتصام المحتجين في دوار اللؤلؤة، بعد إعلان مرتقب للأحكام العرفية، وفق ما أفادت به مصادر للجزيرة نت. وأضافت المصادر نفسها أن مناطق متفرقة في البحرين شهدت اشتباكات بين مدنيين وقوات الأمن البحرينية من جهة، ومن جهة أخرى بعض المحتجين في المناطق ذات الساكنة الشيعية، أبرزها في منطقة عالي ومدينة حمد جنوب العاصمة، مما أدى لوقوع إصابات متفرقة. وأدى قطع الطرقات يوم أمس إلى شل حركة العاصمة البحرينية المنامة من خلال قطع أهم شوارعها، وهو شارع الملك فيصل الذي يصل المحافظات بالمنامة التي توجد فيها أغلبية الوزارات والدوائر الحكومية، إضافة إلى البنوك والمؤسسات المالية والشركات الكبيرة. وتسود حاليا حالة من الهدوء شوارع العاصمة المنامة، بعد أن قام محتجون بقطع الطرقات باستخدام الحواجز والرمال والأسلاك الشائكة في محاولة منهم لتنفيذ عصيان مدني.