((الزكاة)) ((النماء)) ((الزيادة)) الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين: أما بعد: فإن الزكاة ركن من أركان الإسلام ، لذلك أحببت أن أوجه هذا النداء إلى أصحاب الأموال فأقول: يا أغنياء زكوا أموالكم تغنموا رضى ربكم وتسدوا جوع إخوانكم ويُبارك لكم في أموالكم و أولادكم . معنى الزكاة: كلمة الزكاة لها معنًى جميل : وهو النماء والزيادة والطهارة ، فإذا أراد صاحب المال أن يزيدَ ماله ويطهر وينمو ويبارك له فيه عليه بالزكاة ولو أن المسلمين أدوا فريضة الله في هذ المال والله ما بقى بينهم فقيراً واحداً ، كيف وبعض أفراد التجار زكاة أمواله مئات الملايين. الزكاة : هي الركن الثالث من أركان الإسلام وقد قرنها الله تعالى بالصلاة في كتابه في عشرات المواضيع مما يدل على عِظم شأنها وكمال الاتصال بينها وبين الصلاة و وثاقة الارتباط بينهما ، حتى قال أبو بكر الصديق رضى الله عنه في حروب الردة ( والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة الزكاة ). واسمع يا تاجر هذا الحديث الثابت في الصحيحين عن أبي هريرة رضى الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( ما من صاحب ذهب ولا فضة لا يؤدي منها حقها ، إلا إذا كان يوم القيامة صفحت له صفائح من نار فأحمى عليها في نار جهنم ، فيكوى بها جنبه وجبينه وظهره ، كلما بردت أعيدت له، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة حتى يقضي الله بين العباد فيرى سبيله ، إما إلى الجنة وإما إلى النار) ، قيل يا رسول الله فالإبل ؟ قال : ( ولا صحاب إبل لا يؤدي منها حقها ، ومن حقها حلبها يوم وردها ، إلا إذا كان يوم القيامة ، بُطح لها بقاع قرقر أوفر ما كانت عليه ، لا يفقد منها فصيلاً واحداً ، تطؤه بأخفافها ، وتعضه بأفواهها ، كلما مر عليه أُولاها رُد عليه أُخراها ، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، حتى يقضي الله بين العباد ، فيرى سبيله إما إلى جنة وإما إلى نار ) قيل يا رسول الله فالبقر والغنم ؟ قال : ( ولا صاحب بقر ولا غنم لا يؤدي منها حقها إلا إذا كان يوم القيامة بطح لها بقاع قرقر ، لا يفقد منها شيئاً ليس فيها عقصاء ولا جلحاء ولا عضباء تنطحه بقرونها وتطؤه بأظلافها ، كلما مر عليه أولاها رد عليه أخراها ، في يوم كان مقداره خمسين ألف سنه حتى يقضي الله بين العباد ، فيرى سبيله إما إلى جنة وإما إلى نار ) قيل يا رسول الله : فالخيل ؟ قال ك( الخيل ثلاثة : هي لرجل وزر ، لرجل ستر، وهي لرجل أجر ، فإما التي هي له وزر ، فرجل ربطها رياء وفخراً ونواء ( أي مناواة ومعاداة) على أهل الإسلام فهي له وزر ، وأما التي هي له ستر ، فرجل ربها في سبيل الله ثم لم ينسَ حق الله في ظهرها ولا رقابها فهي له ستر، وأما التي هي له أجر ، فرجل ربطها في سبيل أهل الإسلام في مرج وروضة فما أكلت من ذلك المرج أو الروضة من شيء الا كتب له عدد أرواثها وأبوالها حسنات ولا تقطع طولها فاستنت شرفاً أو شرفين (أي جرت شوطاً أو شوطين) إلا كتب الله له عدد آثارها وارواثها حسنات ولا مر بها صاحبها على نهر فشربت منه ولا يريد أن يسقيها إلا كتب الله له عدد ما شربت حسنات ) ، قيل يا رسول الله فالُحمر ؟ قال : ( ما أنزل عليَّ في الحُمر إلا هذه الآية الفاذة الجامعة (فمن يعمل مثقال ذرة خيرا يره ومن يعمل مثقال ذرة شرا يره) سورة الزلزلة (7-8) تجب الزكاة على صاحب المال إذا توفرت فيه خمسة شروط: 1-) الإسلام 2-) الحرية 3-) امتلاك النصاب المقرر في الشرع في كل صنف من المال. 4-) الملكية التامة. 5-) مضي الحول على المال غير الخارج من الأرض والركاز فإنه عند الحصاد. الأموال التي تجب فيها الزكاة أربعة: 1- بهيمة الأنعام: وهي البقر والإبل والغنم بقسميها الماعز والضأن. 2- الحبوب والثمار والعسل والمعادن والركاز وتسمى الخارج من الأرض 3- النقدان وهما الذهب والفضة وما يأخذ حكمهما من النقود الورقية كالريال والجنيه والدولار. 4- عروض التجارة: وهي ما أعد للبيع والشراء لأجل الربح، وسمي بذلك لأنه يعرض ليباع ويشترى من سيارات ومصانع وقطع غيار وملابس وأسواق تجارية على اختلاف أنشطتها وشركات وعقارات وغير ذلك بيان أهل الزكاة ومن لا تجوز لهم. 1- الفقراء: وهم الذين لا يجدون شيئا يكتفون به في معيشتهم ولا يقدرون على التكسب أو يجدون بعض الكفاية 2- المساكين: وهم أحسن حالاً من الفقراء، فالمسكين: هو الذي يجد أكثر كفايته أونصفها فيعطى من الزكاة تمام كفايته لعام كامل. 3- العاملون عليها: وهم العمال الذين يقومون بجمع الزكاة من قبل الدولة إذا لم يكن لهم رواتب 4- المؤلفة قلوبهم: وهم قسمان كفار ومسلمون فالكافر يعطى من الزكاة إذا رجي إسلامه أو إذا حصل بإعطائه كف شره عن المسلمين، والمسلم يعطى لتقوية إيمانه أو إسلام نظيره 5- الرقاب: وهذا في عتق الرقاب وهي تكاد تكون معدومة اليوم إلا في بعض بلاد أفريقيا كموريتانيا. 6- الغارم: والمراد به المدين وهو نوعان: أحدهما غارم لغيره: وهو الغارم لأجل إصلاح ذات البين بأن يقع بين قبيلتين أو قريتين نزاع في دماء أو أموال ويحدث بسبب ذألك بينهم شحناء وعداوة فيتوسط الرجل بالصلح بينهما ويغرم في ذمته أموالاً فهذا يعطى من الزكاة تشجيعاً له على حسن فعله. والأخر الغارم لنفسه كمن خسر في تجارة واستدان نفقة 7- في سبيل الله: وهم الغزاة المتطوعون الذين لا رواتب لهم من بيت المال 8- ابن السبيل: وهو المسافر المنقطع به سفره أوضاع نفقته. ولا يجوز صرف الزكاة في غير هذه المصارف التي عينها الله من المشاريع الخيرية الأخرى كبناء المساجد والمدارس وحفر الابار وبناء المساكن والاوقاف الخيرية وكفالة الدعاة وطلبة العلم إلا من يدخل تحت أحد الأصناف الثمانية . الذهب: إذا بلغ 85 جراماً وحال عليه الحول وجبت فيه الزكاة ربع العشر (الشرح الممتع لابن العثيمين المجلد 4) الفضة: إذا بلغت 595 جراماً وحال عليها الحول وجبت فيها الزكاة ربع العشر. أفضل ما تؤدي الزكاة إلى الأقربين ما خلاء عمود النسب أي الآباء والأجداد والأولاد وأولادهم لان فيها أجر الزكاة وأجر الصلة. فيا تاجر، الله أعطاك الكثير، ولم يطلب منك إلا القليل زكاة المليار خمسة وعشرون مليونا وزكاة المليون خمسة وعشرون ألفاً وزكاة المائة ألف ألفان وخمسمائة ريالاً وزكاة الألف خمسة وعشرون ريالاً وزكاة المائة اثنان ونصف. يا تاجر لا تترك إخوانك يموتون جوعاً وأنت تكنز الأموال لتكون لك عذاباً يوم القيامة (يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم). أحاديث تحث على الإنفاق وتذم الإمساك. عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (لو كان لي مثل أحدٍ ذهباً، لسرني إن لا على ثلاث ليال وعندي منه شيء إلا شيء أرصده لدين) رواه البخاري وعنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم يصبح العباد فيه؛ الا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الأخر: اللهم أعط ممسكاً تلفاً). متفق عليه. وعن أسماء؛ قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :( أنفقي فلا تحصي فيحصي الله عليك، ولا توعي فيوعي الله عليك ارضخي ما استطعت) متفق عليه. وعن أبي أمامه، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: يا ابن آدم إن تبذل الفضل خير لك ، وإن تمسك شر لك ' ولا تلام على كفاف ، وابدأ بمن تعول ). رواه مسلم وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :(مثل البخيل كمثل رجلين عليهما جنتان من حديد ، قد اضطرت أيديهما الى ثديهما وتراقيهما ، فجعل المتصدق كلما تصدق بصدقة انبسطت عنه ، فجعل المتصدق كلما هم بصدقة قلصت ، وأخذت كل حلقة بمكانها ). متفق عليه. وعن جابر، قال: قال رسول الله عليه وسلم: (اتقوا الظلم؛ فان الظلم ظلمات يوم القيامة، واتقوا الشح ؛ فإن الشح اهلك من كان قبلكم : حملهم على أن سفكوا دمائمهم ، واستحلوا محارمهم ). رواه مسلم. وعن حارثة بن وهب، قال: قال رسول الله صلى الله وسلم (تصدقوا فإنه يأتي عليكم زمان يمشي الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها، يقول الرجل: لو جئت بها بالأمس لقبلتها ، أما اليوم فلا حاجة لي بها ). متفق عليه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه، قال: قال رجل: يا رسول الله أي الصدقة أعظم أجرا؟ قال: (إن تصدق وأنت صحيح شحيح، تخشى الفقر، وتأمل الغنى ،ولا تمهل حتى اذا بلغت الحلقوم قلت: لفلان كذا ،ولفلان كذا، وقد كان لفلان ). متفق عليه. وعن أبي ذر ،قال: انتهيت الى النبي صلي لله عليه وسلم وهو جالس في ظل الكعبة فلما رآني قال: ( هم الاخسرون ورب الكعبة ). فقلت :فداك أبي وأمي ،من هم ؟ قال: ( هم الأكثرون أمولا، إلا من قال هكذا وهكذا و هكذا، من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ،وقليل ما هم ). متفق عليه. وعن أبي هريرة رضي الله عنه ،قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم (شر ما في الرجل شح هالع ،وجبن خالع ). رواه أبو داوود . جعلنا الله وإياكم من الباذلين للزكاة المنفقين بالليل والنهار سراً وعلانية و وقانا شح أنفسنا أنه سميع مجيب ، وصلي اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه وسلم. كتبه: حمود سعيد الحارثي الباحث في الشؤون الإسلامية والقانونية والاجتماعية