رصد وتغطية: عائشة مشهور تعتبر القرية التراثية في جازان هي مزيج رائع من تراث الماضي مع عراقة الحاضر. ويرجع تاريخ تأسيس القرية التراثية إلى عام 1429ه، وهي تجمع في داخلها كل ثقافات وتاريخ وتراث وأفكار وحضارات وحتى جبال وهضاب مدن ومحافظاتجازان. وأصبحت مقرًا دائمًا للفعاليات الوطنية ووجهة سياحية لأبناء الوطن عامة والمنطقة خاصة. وهي عبارة عن "كبسولة زمنية"، كأنك في رحلة عبر الأزمن القديم من سوق تراثي يحتوي على كل شيء قديم، وكذلك البيوت الشعبية مثل العريش والعشة والبيت الحجر والبيت الفرساني، والبير من العالم القديم، ومسجد على غرار الحياة في المنطقة بمدنها وقراها قديمًا. وتقع القرية على الساحل الجنوبي للبحر بمدينة جازان ويمكن للزائر التنزه والتسوق في آن واحد، واكتشاف المصنوعات اليدوية ومشاهدة الحرفيين وهم يصنعون المشغولات اليدوية ونسيج الأزياء، واستخدام سعف النخيل في صناعة الزنابيل والسِلال. كما توجد بالقرية منتجات المناحل من العسل، وزيت السمسم وغير ذلك من المنتجات الزراعية العطرية كالفل والرنجس والبعيثران، والغذائية كالحبوب بأنواعها والمانجو والباباي. "الرأي" التقت بالمشرف العام للقرية التراثية في جازان حمد الدقدقي الذي قدم شرحًا موجزًا عن القرية قائلًا إنها مزيج مثالي من تراث الماضي ونبل الحاضر، وتجسد التنوع الثقافي والحضاري للمنطقة، كما تعكس حياة الأجداد في مختلف الظروف وفي البيئات التي عاشوا فيها. وقد أقيم فيها مهرجان الشتاء جازان الثاني مما أثار إعجاب زوار المهرجان. وأضاف الدقدقي ل"الرأي": "تعتبر القرية التراثية وجهة سياحية لما تحتويه من التنوع الثقافي والحضاري للمنطقة من خلال زيارة المواقع الأثرية والمزارات المختلفة التي تتألف من نماذج لمنازل جبلية والبيت الفرساني والتهامي والعديد من المجسمات الطينية الأخرى التي تتواجد داخل القرية". والتقت "الرأي" بالمواطن أبو رياض من مدينة جدة الذي كان في زيارة سياحية للمنطقة، وقال إنه كان في زيارة قبل خمس سنوات، وخلال هذه السنوات شاهد الكثير من التطور والعمراني والمنتزهات والمنتجعات، وأكثر شيء شد انتباهه هو التطور والازدهار في القرية التراثية، مؤكدًا أنه مستمتع بتواجده والتسوق ومعرفة تراث المنطقة. كما التقت "الرأي" بالحرفية صالحة المالكي وهي مواطنة من محافظة الداير؛ ومشاركة في فعاليات شتاء جازان بالقرية التراثية، وقالت إنها سعيدة بالمشاركة وعرض مشغولاتها اليدوية التي تمثل محافظة الداير إحدى محافظات منطقة جازان. وزارت عدسة الرأي ركن العم محمد جابر المالكي أحد مزارعي البن السعودي والموز في محافظة الداير، الذي أوضح كيفية زراعة البن السعودي وهو أجود أنواع البن في المنطقة وله سنوات في زراعته، ويستخرج من البن القشر، ثم يطحن، وكذلك زراعة الموز والمانجو والكثير من الفواكة في قرية الحجفة، مشيرًا إلى أنه يستمتع بالمشاركة في القرية التراثية بصحبة ابنته التي تشاركه عرض منتجاتهم، ووجه شكره إلى صحيفة "الرأي" على ما تبذله من مجهودات في سبيل الوطن والتعريف بالمنطقة وتراثها. والتقت "الرأي" بأحد أبناء المنطقة وهو علي محسن الكميمي الذي قال: "كم أنا سعيد بما أشاهده من تطور وازدهار للمنطقة وكثافة الزوار والمرتادين للقرية التراثية، وذلك يرجع لفعاليات المقدَّمة في القرية، وجذبها الزوار، ونشكر المشرف العام حمد دقدقي على ما يبذله من جهود في سبيل راحة الزوار من داخل المنطقة وخارجها". اليوم.. أصبحت القرية التراثية تجذب السائح من خارج المنطقة قبل ابن المنطقة، ربما لأنهم يجدون فيها شيئًا جديدًا بمعيار الجمالية والذائقة الفنية. وكانت القرية تدفع من يراها المقارنة بين الماضي والحاضر. كذلك مشهد الكورنيش المطل كواجهة لها تربط بين التراث وما وصلت إليه منطقة جازان في المجال السياحي، ومن هنا جاءت فكرة بناء القرية كنوع من التشبث بالهوية المحلية وزرع الولاء وحب الوطن في قلوب الناس. وأصبحت القرية اليوم صرحًا تراثيًا ثقافيًا وأدبيًا وهي تغفو بأمان وثقة على الشاطئ. بأسلوب عمراني يجمع بين الجبل والساحل والجُزر وآخر ما توصلت إليه الحضارة العمرانية القديمة من أساليب في البناء.