يأتى مهرجان الحريد امتداداً لمهرجانات المنطقة ذات البعد السياحي والترفيهي والتراثي والثقافي والاستثماري التي يتبناها ويدعمها صاحب السمو أمير منطقة جازان وسمو نائبه للتعريف بمقدرات المنطقة وتراثها وثرائها الطبيعي وتقديمها كمنطقة جذب سياحي واستثماري. ومن ابرز تلك المهرجانات الكبرى مهرجان جازان الشتوي الذي أقيم لأول مره في شتاء عام 2008 ويقام في فصل الشتاء من كل عام ويستمر لمدة شهر وتصاحبه الكثير من البرامج والانشطة الثقافية ومن مخرجاته القرية التراثية بجازان التي باتت معلماً تاريخياً وحضارياً يضم تراث المنطقة بثرائه وتنوعه وأصالته وتستقبل الاف الزائرين من الداخل والخارج. ومنها مهرجان المانجو الذي انطلق عام 2005 وهو مهرجان سياحي زراعي يهدف إلى تسويق المانجو الجازانية بأصنافها المختلفة كمنتج زراعي بالاضافة إلى بعض الفواكه الاستوائية مثل التين والبباي والموز وغيرها وقد أسهم هذا المهرجان في تجويد وتسويق تلك المنتجات والتي اصبحت علامة مميزة في مختلف الاسواق المحلية بالمملكة خاصة المانجو التي تجاوزت الى السوق الاوروبية كمنتج عالمي مميز. يضاف إليها مهرجان البن بمحافظة الداير الذي انطلق *2013 ويهدف الى الترويج السياحي للمحافظة وعرض وتسويق محصول القطاع الجبلي من البن وتعزيز وجود القهوة السعودية ومكانتها في نفوسنا كرمز للكرم والضيافة التي تشكل جزءاً من ثقافتنا وهويتنا السعودية. كما يتم الاحتفال مهرجان العسل الذي انطلق في 2014 لعرض وتسويق مختلف انواع وأصناف العسل المحلي المنتج في مناحل المنطقة.، وبعد هذه اللمحة الموجزة عن أهم مهرجانات المنطقة. . أعود إلى مهرجان الحريد المقام بشاطئ الغدير بفرسان الذي دشنه سمو أمير المنطقة بنسخته الثامنة عشرة في مساء الخميس الثاني والعشرين فبراير 2021 وبحضور سمو نائب أمير المنطقة المشرف العام على المهرجان. ، وكانت الساعة العاشرة والنصف التي اطلق فيها سمو أمير المنطقة إشارة بدء السباق وتدفق المئات من أبناء فرسان وباقي مناطق المملكة الى الشاطئ الغافي تحت ضوء القمر لملاحقة أسماك الحريد الملونه لحظة تاريخية استرجعت فيها فرسان أهازيج موسم الحريد وأناشيد الامل التي نثرها الفرساني القديم على تلك الشواطئ المسكونة بالتعب وهو يصنع الفرح ويتشبث بالحياه ويغني لها رغم قسوة الظروف وشظف العيش. لقد كانت لحظة تاريخيه وصلت الماضي بكل ملامحه المرهقة بالحاضر المتورد بالتفاؤل والامل حين تدفق احفاد ذلك الفرساني القديم المحاصر بمخاطر الإبحار والغوص وجبروت الانواء المجبول على الغناء في عسره ويسره وهم يرددون ذات الاهازيج وذات النشيد ومعهم المئات ممن شاركهم من باقي مناطق المملكة في كرنفال شعبي اشبه بالاعياد ومواسم الفرح في زمن تلحف بالامن وتجمل بالنماء والرخاء ومظاهر الحياه الكريمه. لقد تغير الزمن وتبدل الحال وبدت فرسان بمظهرها الحضاري المتطور وشواطئها الحالمه وإنسانها البسيط الأصيل المنتمي بدت كإبتسامة عذبه على ثغر حسناء فاتنه. ولم يتوقف الجمال عند تكريم الفائزين ممن جمعوا أكبر قدر من أسماك الحريد وتلك اللحظات الحميمه التي شارك فيها سمو أمير المنطقة وسمو نائبة ابنائهم الفائزين والمشاركين والمواطنين فرحة نجاح المهرجان وتبادل التهاني وإلتقاط الصور التذكارية في جو أخوي تجلت فيه تركيبة المجتمع السعودي المنتمي لوطنه المحب لقيادته ،بل إمتد الى ساحة الانشطة المصاحبة للمهرجان وخيمة الموروث الشعبي الفرساني التي تجول فيها سمو الامير وسمو نائبه قبل أن يعيش الجميع لوحة من أعماق التراث الفرساني وهي ( الشدة ) وتعني انتقال العروس من فرسان إلى قرية القصار التي جسدها أبناء وبنات فرسان على الواقع في قصة حركية حضر فيها الجمل المحجل بالخلاخيل والهودج المخملي الموشى بألوان الطيف والعروسه الفرسانيه بزيها وزينتها وخفرها ووصيفتها حيث تهادى الجمل على إيقاعات وزغاريد المرافقيين في لوحة تراثية حية زادها إبداعاً تعليق أستاذ الاجيال وشاعر ومؤرخ فرسان الأستاذ إبراهيم مفتاح لتختم بها فعاليات اليوم الاول من المهرجان . والواقع أن تلك المهرجانات النوعية الكبرى ومايصاحبها من برامج وأنشطة ثقافية وفلكلورية وسياحية وتسوق وما تشهده من متابعة وحضور من داخل وخارج المملكة وما تحظى به من زخم إعلامي كبير قد أسهمت في إيجاد حراك إقتصادي لافت في مجال السياحة والنشاط الزراعي والأستثمار بالاضافة الى تقديمها لتراث المنطقة كمنتج سياحي جاذب وشكلت رافداً رئيساً للمسار التنموي العام بالمنطقة . وإذا كان أهالي فرسان أستقبلوا صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز أمير منطقة جازان ونائبه صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز بالمحبة والوفاء والولاء وإيقاعات (الزريبي والدانة) فإن واجب الإنصاف يحتم علينا أن نطبع قبلة شكر وعرفان على جبين العطاء والعمل الصامت المخلص الدؤوب الذي يبذله سمو أمير المنطقة وسمو نائبه لإنماء المنطقة وخدمة ابنائها تحت توجيهات قيادتنا الرشيدة ورعايتها الكريمة للوطن والمواطن .