تتباين عادات وتقاليد ومظاهر الاحتفال بعيد الأضحى المبارك من منطقة إلى اخرى من مناطق المملكة وهذا مايجعلة يحمل نكهة تميزه عن بقيه الأيام نظرا لما تقوم به العائلات من التحضير لكافة مستلزمات ذلك اليوم وأيضا مايقمن به ربات البيوت من تنظيف للمنازل وشراء العديد من الادوات المنزلية الجديدة وايضا مايبدو مميزا بذلك اليوم الفضيل هو صلة الرحم وزيارة الاقارب ومساعدة المحتاجين بتوزيع جزء من الأضاحي لهم وبالرغم من اندثار العديد من العادات والتقاليد التي تصحب هذه المناسبة الدينية إلا إن منطقة نجران مازالت متمسكة بموروثها في استقبال هذه المناسبة وخلق جو خاص يوحي بقدوم مناسبة دينية تعد من شعائر الله والتي تعكس مدى حب المسلمين لدينهم وابتهاجهم بالاحتفال بمناسباتهم الدينية ذكرت المسنه ام علي في حديث لها للرأي مازال هناك طابع خاص في نفوسنا لاعياد الماضي لما تحمله من اصالة الزمن الجميل فبالرغم من اننا مازلنا نمارس بعض العادات الا ان اغلبها اندثر تحت مسمى الحضارة وتعاقب الاجيال والانفتاح الاجتماعي حيث كن النساء قديما يستقبلن هذه المناسبة بشراء الاواني من سكاكين وقدور ومقاصب وبهارات بانواعها وتنظيف البيوت وتبخيرها قبل ايام من قدوم العيد ويهم الرجال بشراء الاضاحي كما كنا نقوم بوضع الحناء على رؤوس الأضاحي ليلة العيد . وبعد ذبح الأضاحي يتم توزيع ماتيسر منها للمحتاجين اما باقي الأضاحي فالبعض منه نقوم بعمل الوليمة الخاصة بذلك اليوم حيث يجتمع عليها الأهل والاصدقاء والاقارب وعادة ماتكون من الاكلات المتعارف عليها عند اصحاب المنطقة كالرقش والوفد والعصيدة اما الاكلة التي مازال يمارس عملها النجرانيون الى يومنا هذا فهي الحميسة وهي مشهورة لدى اهالي المنطقة ولا يكاد يخلوا منها أي منزل وكنا نصنعها بالماضي لحفظ اللحم اطول فترة ممكنة من التعفن حيث انه لم تكن هناك وسائل تبريد او لحفظها من العفونه وكانوا يقومون بحفظ اللحم بتفويرة بالماء الساخن ثم تعليقة بعد ذلك في الهواء الطلق او يقومون بعمل فتحات بسيطة باللحم ووضع الملح بداخلها ثم تعليقها بالشمس لمدة يوم كامل ومن ثم توضع بالظل في الهواء الطلق وعند طبخة يتم وضعه بالماء الساخن لمدة اربع ساعات الا ان بعض هذه العادات اندثرت مع تقدم العلم والتكنلوجيا وتوفر ثلاجات التبريد ولكن مازالت الحميسة عادة متوارثة وطبق نجراني متجدد وقد كانت هذه الوسيلة السائدة في تخزين اللحم بالزمن القديم لأنها تضمن عدم تعفن اللحم ويتم الاحتفاظ به ليكون إدام مع بعض الاصناف التي تعدها ربة المنزل وقد تصل فترة تخزينة الى عدة اشهر واحيانا سنه كاملة وهي متوارثة عن الاجداد والآباء وقد اشتهر بها اهالي المنطقة كونها تعد من الأكلات الرئيسية التي تعد في هذه المناسبة . وكانت النساء قديما وحتى اليوم يحرصون على اعداد اطباقهم التقليدية الخاصة بهذا اليوم بالاواني القديمة كالمدهن والقدح والمطارح. كما تقوم ربات المنزل بشراء انواع عدة من التوابل الضرورية الخاصة بذلك اليوم اما من محلات الحواجين او محلات اخرى كالقرفة والفلفل والكمون والكركم وانواع اخرى من الابازير بينما يفضل العديد شراء تلك التوابل وهي مازالت حبوب وطحنها في المنزل وكانوا نساء المنطقة في الماضي يحرصون على تذويق ماانتجوة من اطباق لجاراتهن واهلهن والاصدقاء وخاصة الحميسة واضافت انه قديما لم يكن هناك اقبال على شراء السكاكين بل كنا نقوم بشحذها وسنها بالمسن الخاص بها وكانوا قديما عادة مايذبحون بالخناجر . وكنا نسمي عيد الاضحى ومازلنا نسمية بالعيد الكبير لما له من روحانية في نفوسنا وكنا لانحرص كثيرا على شراء الحلويات لاننا نسمية بعيد اللحم. واضاف المسن ابو علي قائلا هناك العديد من المظاهر التي تتعلق بعيد الاضحى المبارك ولعل اهم تلك المظاهر هي اقتناء العديد من السكاكين والسواطير وسنها حيث يتجة العديد من المواطنين في الفترة التي تسبق عيد الاضحى الى اعادة سن السكاكين والسواطيروشحذها لتسهل عملية النحر حيث يجتمع عدد ممن يريدون شراء او سن السكاكين حول صاحب المهنة لسن مستلزمات النحر لتسترجع حدتها واضاف ان العديد من المواطنين يفضلون سن السواطير والسكاكين القديمة التي توجد لديهم عن شراء ادوات اخرى جديدة خاصة ان العديد من التجار يستغلون هذه الفترة التي تسبق العيد لعرض ادوات الذبح والتي تفقد غالبا النوعية الجيدة كما ان الاسعار تكون مرتفعة ويستغلون هذه المناسبة ليحققوا الربح من خلال تخلصهم من البضائع الرديئة كما ان اسعارها مرتفعة وقد اكتظت الاسواق بانواع عدة من السواطير والسكاكين والشفرات الخاصة بالذبح وغالبيتها مقلدة بمختلف الاحجام والايام التي تسبق العيد تعد موسما مربحا لهم حيث يتسارع المواطنين لاقتناء هذه البضاعة من جزارين واهالي المنطقة واشار الى ان هذه الاسواق تحتوي على انواع عدة لهذه السكاكين والمسنات والسواطير ومن ابرزها الصينية والهندية والكورية والامريكية والسويسرية واليابانية حيث ان افضلها من ناحية الجودة الامريكية وهناك سكاكين مقلدة باسعار زهيدة ولكنها جميعا عليها اقبال من المواطنين نظرا لتفاوت الدخل المادي لديهم لذا يفضل الاهالي سن السكاكين القديمة وشحذها عن شراء الجديد لقله التكلفة . الجدير بالذكر انه ومع اقتراب هذه الشعيرة الدينية بدأت رائحة البهارات والتوابل تملأ ارجاء المحلات التجارية والطرقات التي اصبحت مكان لبيع هذه المنتجات من البهارات والقهوة والزبيب وغيرها الكثير فالمتجول بتلك الطرقات يرى الكم الهائل من اكياس القهوة والتوابل والبهارات المختلفة والتي يلتف حولها المتسوقين واغلبهم من فئة النساء فالمطبخ النجراني في هذه المناسبة لايمكن ان تمر دون ان تعطرة التوابل المختلفة وخاصة ان هناك العديد من الاكلات الشعبية التي مازالت المنطقة تعتز بها كما ان هناك العديد من النساء يفضلن شراء التوابل في شكلها الاصلي ويقمن بطحنها لانها تكون محتفظة بنكهتها الطبيعية واستعمالها في باقي ايام السنة.