جميل جدا أنني لم أزل في منطقة التفكير الذهني إن لم يكن العقلي المعقول، ولم تغادر الخلايا الحية جمجمتي بعد إلى عالم النسيان أو تحسب من المفقودات الجسدية الحسية الحية المتحولة إلى الميتة، والأجمل أنني لم أمت ذهنيا بعد بالرغم من سوداوية أرض الواقع الذي أعيش فيه أمكنة و أنسنة سلوكيات ولغة واقع وافتراض حتى ولو لم أفكر فيكفي أن أعيش كما الناس، تلك الحالة السوداوية تقتل فيالإنسان السوي كل طموح وروح بشكل علني على طريقة الإرهابيين، أي وأنت ترى بأم عينك وتسمع بأذنيك وتعيش بجوارحك كل واقع محيطك المرير وانفجاراته، بعض الناس بدون حس يمكنه أن يتعايش مع كل الحالات، انا لا استسيغ مثل هذه الحالات السلوكية. لا أعلم عن حكمكم على خلاصة تفكيري هذا هل هو تفكير منطقي واقعي أم تفكير سطحي وغير عقلاني لأننا حقيقة في زمن التيه وتغير المفاهيم بل وحتى سطحيتها، وهنا فإن أحدنا مجنون حتما، وقد قيل قديما خذ الحكمة من أفواه المجانين. شخصيا أزكي نفسي، وهذا حقها عليّ وإن كانت فكرتي مجنونة وتحاكي المثل وعليكم بأنفسكم فكثير من الناس يعيشون في منطقة الميزانين أي الفراغ بين الحالتين أو المكانين لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء فربما أنكم هنا.
حينما رأيت الواقع وناسه وقرأتهم على طريقتي الخاصة أيقنت أن هناك خللا في الأفكار والمفاهيم البشرية مع تغيرها جريا خلف المتغيرات السلبية المجتمعية، وإن المؤثرين في الناس اليوم ليسوا ناضجين لنقبل تأثيرهم بل هم السلبيين حقا، وإن كانوا طاغين على المشهد فإنهم كل الواقع المؤلم على مسرح الحياة الذي نعيشه في كل تفاصيل حياتنا وفي مجالسنا بالذات حيث يتسيد المجالس من ليس بأهل للسيادة الفكرية أو الاجتماعية أو الدينية أو على الأقل ليسوا أهلا للقول في تلك المجالس لضآلة تفكيرهم و انعدام أفكارهم وسوء تصرفهم حتى مع أنفسهم .
المجالس في نظري ليست قارعة طريق ولا حانة سوق ولا مدرج كرة تبتذل فيها الكلمات ، إنها مكان رفيع لأهل القيم الاجتماعية والفكرية والثقافية والدينية والإنسانية وليست مكان للسلوكيات واللغات والقهقهة الوضيعة. ولأنني مسؤول عن نفسي ونفسي فقط . فقد قررت من منطلقات عقلية فكرية ثقافية وقيمة إنسانية في حدود إمكانياتي ومكاني، قررت بل وسأفرض على كل من يدخل مجلسي في الرياض أو في طريب وهو الأهم والمقصود حيث سأستقر هنا في طريب العزيز، إن على كل من يزورني ويدخل مجلسي أن يغلق جواله التافه وأنا اقدم له كتاب قيّم بديلا عن جواله مادام في مجلسي لينشغل فيه طالما أنه سينشغل بالتافه .
إن كثيرا من زوار المجالس وليس روادها غير مؤهلين للفت النظر بأقوالهم وأفكارهم، وطالما أنهم سيكونوا مجرد زوار مزعجين لرواد المجلس المحترمين من أصحاب الأفكار النيرة أو الأحاديث الطيبة بعيدا عن الجوال ورنينه وقهقهتم مما فيه من غث فإن عليهم أن يكونوا إيجابين أو على الأقل حياديين في مجلسي من خلال تصفح الكتاب الذي يتصل بالعقل والمخ وليس باللسان والسمع كماهو الجوال الذي فرّغ من قيمته لخدمة الإنسان إلى السوء والعبثية .يقول المتنبي : أعز مكان في الدنا سرج سابح وخير جليس في الزمان كتاب المتنبي قال هذا الكلام لأنه كان يعني من حوله ويدعوهم للارتقاء مع الكتاب إلى فضاء العقل النقي وليس غثاء الثرثرة التي كان عليها بعض الناس في زمانه وهو نفس جو الجوال الغبي الغالب في هذا الزمن، لذلك فأنا على طريقة المتنبي أقو ل إن خير جليس في المجلس هو الكتاب ..
لم تعد المجالس كما كانت عليه في السابق من حيث نوعية وقيمة روادها واحترام المكان ومن فيه، ومضمون أحاديثهم، لامن حيث تجربتهم ولا من حيث آرائهم ولامن حيث انصاتهم وتفاعلهم مع من يتحدث وتقديره، لقد أصبح الجوال ومالكيه هم زوار المجالس وثرثاريها ومفسديها بدون وعي، لهذا فاحتراما لمجلسي ورواده سأقدم كتاب لمن يزورني وأطلب مقابل ذلك إغلاق الجوال طالما أن الزائر في مجلسي رحمة بعقله من الخفة واحتراما لمجلسي وقيمته.
هذه فكرة طبقتها في مجلسي بالرياض منذ اليوم الأول لشهر رمضان وسأطبقها في مجلسي بطريب الذي سأعود إليه رغبة في الإقامة الدائمة التي لن تقطعها بإذن الله إلا المراجعات الطبية إن حدثت، هذه فكرة ثقافية إنسانية قيّمة من حقكم إتباعها أو رفضها بقدر احترامكم لمجالسكم من عدمه. وقفة : عيب عليك في المجالس قهقهه، خذ في المجالس كتاب تتفقهه. تغريدة : الكتاب صديق وفيّ للعقل والجوال عدو مخلّ بالعقل. تويتر :Mohammed_kedem أ . محمد بن علي آل كدم القحطاني