بقلم | بدر بن دوح ما إن صدر أمر قيادتنا الرشيدة بالسماح للنساء بقيادة السيارات وترك الحرية للمواطنين في مثل هذا الأمر حسب إحتياجهم إلا وسمعنا ” والله إنها ماتسوق !! ” كثيراً ممن لا يحبذ ذلك حسب منظوره ، ولكن ياهل ترى سنقول ونفعل ؟!! إن من ينظر لحروبنا وصراعاتنا مع التجديد ويتذكر القريبة منها والبعيدة كتعليم البنات والراديو والتلفاز والجوال …إلخ يساوره الشك بأننا لا محالة ماضون في فعل ذلك ، لا سيما أن من كان يرفض في بدايات ظهور تلك الأفكار هو ذاته أول القائمين بها . ولعل المجتمعات بشكل عام ترفض التجديد أيا كان بسلبياته وإيجابياته ولا تقتنع حتى تصل إلى مرحلة التعايش أو ظهور أمر يعتلي ذلك في الأهمية يشغلنا عن قضيتنا المتبنَّاه أو الملل من الحديث في ذلك الصراع ومناقشة أبعاده ، والمفكر النرويجي هنريك إبسن يقول حينما أراد وصف مراحل تطوير المجتمع : ثقافة تقليدية سائدة ثم تَهجم عليها ثقافة وافدة ويحدث صراع بين الثقافتين وفي النهاية ومما لا شك فيه نصل إلى صيغة التعايش. ولو لاحظنا واقعنا لوجدنا أن قيادتنا سبقت المجتمع تنويراً ورؤية وواقعية بإحتياجات الدولة والناس على كافة الأصعدة في هذا العصر ولم تقف عند رأي من يغرد خارج السرب مستشعرةً أهمية الدخول في العالم وفي تحالفاته ومنظَّماته ومنح الناس حرية التفكير والتعاطي مع المواضيع والإختراعات والتوجهات وفق مايناسبهم مما حولهم . مدركةً أن ماتم هو محاولة للحاق بركب الأمم المتحضرة والفاعلة والمؤثرة ، أسوةً بحضارتنا الإسلامية العريقة والعظيمة التي انفتحت على كل الحضارات الأخرى وأخذت مايضيف لها ومايزيد ثباتها على ثوابتها الحقيقية ، وبذلك قادت الأمم في صناعة التغيير وأصبحت منارةً للعلم والحضارة والتطور في تلك الحقبة الزمنية .