أمير حائل يستقبل سفير الولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة    وكيل إمارة المنطقة الشرقية يستقبل القنصل العام المصري    «حساب المواطن»: بدء تطبيق معايير القدرة المالية على المتقدمين والمؤهلين وتفعيل الزيارات الميدانية للأفراد المستقلين    الوداد لرعاية الأيتام توقع مذكرة تعاون مع الهيئة العامة للإحصاء    أمير الرياض يطلع على جهود إدارة تعليم المنطقة في تنفيذ مشروع التحول والحوكمة    مدير فرع وزارة الصحة بجازان يفتتح المخيم الصحي الشتوي التوعوي    311 طالبًا وطالبة من تعليم جازان يؤدون اختبار مسابقة موهوب 2    ضيوف الملك يغادرون المدينة إلى مكة    د. الربيعة ل"الرياض": "التوائم الملتصقة" من دول الأزمات تخضع للرعاية السعودية    أمير منطقة تبوك يستقبل القنصل الكوري    ترسية المشروع الاستثماري لتطوير كورنيش الحمراء بالدمام (الشاطئ الغربي)    السند يكرِّم المشاركين في مشروع التحول إلى الاستحقاق المحاسبي    حسين الصادق يستقبل من منصبه في المنتخب السعودي    غربلة في قائمة الاخضر القادمة وانضمام جهاد والسالم والعثمان وابوالشامات    السجن والغرامة ل 6 مواطنين ارتكبوا جريمة احتيالٍ مالي واستعمال أوراق نقدية مقلدة والترويج لها    وزير الاستثمار: 1,238 مستثمرًا دوليًا يحصلون على الإقامة المميزة في المملكة    الجامعة العربية بيت العرب ورمز وحدتهم وحريصون على التنسيق الدائم معها    تعطل حركة السفر في بريطانيا مع استمرار تداعيات العاصفة بيرت    جبل محجة الاثري في شملي حائل ..أيقونه تاريخية تلفت أنظار سواح العالم .!    NHC تطلق 10 مشاريع عمرانية في وجهة الفرسان شمال شرق الرياض    وزير الصناعة في رحاب هيئة الصحفيين بمكة المكرمة    التدريب التقني ترصد 298 مخالفة تدريبية في النصف الأول من العام 2024 م    القيادة تهنئ رئيس جمهورية سورينام بذكرى استقلال بلاده    أمير الشرقية يفتتح أعمال مؤتمر الفن الإسلامي بنسخته الثانية في مركز "إثراء"    مدينة الأمير عبدالله بن جلوي الرياضية تستضيف ختام منافسات الدرفت    الدفاع المدني يحذر من الاقتراب من تجمعات السيول وعبور الأودية    بركان دوكونو في إندونيسيا يقذف عمود رماد يصل إلى 3000 متر    لندن تتصدر حوادث سرقات الهواتف المحمولة عالمياً    صفعة لتاريخ عمرو دياب.. معجب في مواجهة الهضبة «من يكسب» ؟    بمشاركة 480 خبيراً ومتحدثاً.. نائب أمير مكة يدشن «مؤتمر الابتكار في استدامة المياه»    16.8 % ارتفاع صادرات السعودية غير النفطية في الربع الثالث    «التعليم»: السماح بنقل معلمي العقود المكانية داخل نطاق الإدارات    «الإحصاء» قرعت جرس الإنذار: 40 % ارتفاع معدلات السمنة.. و«طبيب أسرة» يحذر    مصر: انهيار صخري ينهي حياة 5 بمحافظة الوادي الجديد    اقتراحات لمرور جدة حول حالات الازدحام الخانقة    أمر ملكي بتعيين 125 عضواً بمرتبة مُلازم بالنيابة العامة    «كل البيعة خربانة»    مشاكل اللاعب السعودي!!    في الجولة الخامسة من دوري أبطال آسيا للنخبة.. الأهلي ضيفًا على العين.. والنصر على الغرافة    في الجولة 11 من دوري يلو.. ديربي ساخن في حائل.. والنجمة يواجه الحزم    «واتساب» يغير طريقة إظهار شريط التفاعلات    أسبوع الحرف اليدوية    مايك تايسون، وشجاعة السعي وراء ما تؤمن بأنه صحيح    ال«ثريد» من جديد    ترحيب عربي بقرار المحكمة الجنائية الصادر باعتقال نتنياهو    الإنجاز الأهم وزهو التكريم    الأهل والأقارب أولاً    اطلعوا على مراحل طباعة المصحف الشريف.. ضيوف برنامج خادم الحرمين للعمرة يزورون المواقع التاريخية    أمير المنطقة الشرقية يرعى ملتقى "الممارسات الوقفية 2024"    السودان.. في زمن النسيان    لبنان.. بين فيليب حبيب وهوكشتاين !    انطلق بلا قيود    مسؤولة سويدية تخاف من الموز    جينات وراثية وراء تناول الحلويات بشراهة    أمير الرياض يكلف الغملاس محافظا للمزاحمية    111 رياضيًا يتنافسون في بادل بجازان    محمية الأمير محمد بن سلمان تكتشف نوعاً جديداً من الخفافيش    قرار التعليم رسم البسمة على محيا المعلمين والمعلمات    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"اليوم الثقافي" يستطلع آراء المثقفين العرب حول مؤسسة الفكر العربي
فيما تستعد لعقد مؤتمرها الأول

منذ انطلاق فكرة مؤسسة عربية للفكر بمبادرة صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل والتي اخذت تنمو بين الاوساط الثقافية والمفكرين في عالمنا العربي حتى كشف الفيصل بدور ريادي عن المؤسسة واهدافها والطموحات التي ستتحققها وتفاعلت جميع الاوساط مع هذا النهج الفكري المتجدد (اليوم الثقافي) استطلعت اراء المفكرين والمثقفين في العالم العربي لمعرفة ردود الافعال والاثار لهذه المؤسسة وما يطمحون اليه قبل بدء اول اجتماعاتها الاسبوع المقبل بالقاهرة.
مضموني لا أسلوبي
شدد الدكتور محمد جابر الانصاري المفكر البحريني المعروف على ان وقت قيام المؤسسة كان وقتا مناسبا مشيرا الى انه شجع على هذه المؤسسة منذ طرحت كفكرة على عدد من المثقفين كان هو احدهم.
واوضح ان الرؤية الاساسية كانت انشاء مؤسسة فكرية عربية مختلفة تقدم خدمات واسعة وملموسة لمعظم القطاعات الفكرية والثقافية.
كثرة المحاور
وعن كثرة المحاور التي سيتناولها المؤتمر الاول قال الانصاري: كنا متخوفين في البداية من هذا الاتساع ولكن فيما بعد حدوث المؤسسة الهدف من هذا المؤتمر هو رصد الحالة العربية بكل صوابها حتى يتم تناولها تباعا في المؤتمرات القادمة.
تجاوز الجدل الفكري
وطالب الانصاري بان تصدر اعمال المؤتمر في مطبوعات وتبث عبر الفضائيات وتتجاوز الجدل الفكري النظري الذي تزخر به الساحة العربية بعد احداث (11 سبتمبر) مطالبا بتأسيس خطاب فكري عربي مضموني لا أسلوبي.
حرية مسئولة وعن المرجعيات والتوجهات المختلفة في العالم العربي اكد الانصاري على ضرورة التمسك بالثوابت واهمية الوحدة والابتعاد عما يثير الضغائن والارتفاع عن المهاترات والمجادلات التي نراها تملأ الفضائيات في العصر الراهن.
ومع وجود هذه الثوابت الا ان الانصاري شدد على اهمية تأخير التعايش بين المختلفين.
إعلام عربي حر وجديد
وعن ورقته في المؤتمر (مقدمات التأسيس.. اعلام عربي وجديد) اكد انه سيطرح رؤية تتوافق مع المستجدات الراهنة التي تتطلب تحرير الاعلام من القيود مشيرا الى ان عصر احزمة العفة على الافكار انتهى.
أهمية المال
وعن دور المال في المؤسسة شدد الانصاري على اهمية المال للمفكر عموما وفي العالم العربي خصوصا مشيرا الى ان الرأسمالية ماكان لها ان تتطور حضاريا وفكريا وعلميا لو لم تسخر المال للفكر.
اما الضمانات للفكر من المال في هذه المؤسسة فليست ممكنة وهي ستمر بفترة اخبار ويجب علينا ان نبث اذا اردنا النجاح ان ذلك ممكنا.
دعم المبدعين
وحول سؤال عن الدعم المالي للمبدعين وهل هناك برنامج له اوضح الانصاري انه لا يوجد برنامج حتى الان ولكن ذلك وارد بحيث تتبنى المؤسسة المبدعين فتطبع اعمالهم وتعالجهم وغيره..
الا انه ذكر ان ذلك يجب ان يتم وفق ضوابط وشروط معينة من خلال فتح قنوات بين المؤسسة والاتحادات العربية والمبدعين.
جائزة باسم المؤسسة
وعن امكانية استحداث جائزة باسم المؤسسة قلل الانصاري من اهمية ذلك موضحا ان مؤسسة الملك فيصل تقوم بهذا الدور وينبغي لمؤسسة الفكر ان تكون متكاملة مع المؤسسات الاخرى. من جانبه اشاد الدكتور علوي الهاشمي نائب رئيس جامعة البحرين بفكرة المؤسسة وقيامها على ثلاثة ركائز هي الفكر والعروبة والعمل المؤسسي مشيرا الى ضرورة قيام مثل هذه المؤسسة في ظل المستجدات الراهنة وما تمر به الامة من تفكك وضعف وتناحر.
ثقافة نفطية
وذكر الهاشمي ان المثقفين العرب ينتظرون من هذه المؤسسة ان تلعب دورا كبيرا في نقل الصورة الحقيقية عن الثقافة العربية التي لا تقوم على ثقافة النفط فحسب كما يراها كثير من الاخرين وما هذا التحالف بين الفكر والمال الا دليل على ان الثقافة العربية توظف المال لخدمتها وليس العكس.
الاجتماع لا التطابق
واوضح الهاشمي ان الاختلاف لا يعني التناحر وان التوجهات المتنوعة لا تمنع الاجتماع بل ان الاختلاف ضرورة للاجتماع حتى يتم الائتلاف من خلال الاختلاف ورأى ان ما اسقط في روع كثير من الناس من ان التطابق شرط للاجتماع تفكير غد صحيح وهذه المؤسسة من اهدافها جمع هذا الاختلاف وتوجيهه لخدمة الامة جمعاء ولو نظرت الى الاتحاد الاوروبي لوجدته واقعا على الرغم من اختلاف اعضائه وهذا ما يمكن ان يحدث هنا.
حرث التربة
وعن المحاور المطروحة في المؤتمر الاول رأى انها كثيرة ولكن يبدو ان القائمين على المؤتمر يسعون لرصد اكبر واهم القضايا لطرحها في مؤتمرهم الاول وتوقع ان يتم تقليص هذه المحاور في المؤتمرات القادمة بعد حرث تربة الفكر العربي.
أهمية عقد المؤتمر في مصر
وعن عقد المؤتمر الاول في القاهرة اشاد الهاشمي باختيار المكان معللا ذلك بالدور الريادي لمصر على جميع المستويات الفكرية والثقافية وما تتميز به مصر من تنوع ثقافي وفكري وبعد تاريخي.
صراع المال والفكر
من جانب آخر علق الهاشمي على ما يطرح من احتمال صراع بين المال والفكر بان ذلك امر متوقع ولكنه في هذه المؤسسة قد اتخذ شكلا اخر فاعضاء المجلس ينقسمون الى قسمين الاول المفكرون وهم اكثر عددا من الاعضاء وهذا يرجح كفة الفكر على المال ويضاف اليه ان اصحاب رؤوس الاموال هم من الامناء مفكرون مضمرون والا لما بذلوا اموالهم لخدمة الفكر والثقافة.
اشاد الدكتور عبدالملك مرتاض بمشروع مؤسسة الفكر العربي مؤكدا انها في الوقت المناسب وقال: كم انتظر المستنيرون العرب من المفكرين والمثقفين واهل الغيرة على مكانة الامة العربية وسمعتها ودورها الحضاري في المجتمع الانساني ان تقوم هيئة فكرية ثقافية تعنى بالفكر العربي وترعى الافكار الكبيرة وتشجعها على الظهور والترعرع.
لقد انتظروا زمنا طويلا دون ان يحدث ذلك على الرغم من ان الجامعة العربية تأسست منذ قريب من ستين عاما ولكنها لم تنهض بمشروع يضارع مشروع مؤسسة الفكر العربي التي تأسست بمبادرة شخصية غيورة من الامير خالد الفيصل بن عبدالعزيز امير منطقة عسير منذ اقل من عام.
تعانق الفكر والمال
وحول التضامن بين الفكر والمال اشار مرتاض الى ان المثقفين العرب يشتكون من شح اثرياء العرب على الانفاق على الثقافة والمثقفين ويروجون نظرياتهم داخل حلقة مفرغة وفي قصور عاجية لا ينشأ عنها في الحياة عمل ولا في المجتمع غناء الى ان جاءت مؤسسة الفكر العربي برئاسة سمو الامير خالد الفيصل لتعانق الفكر والمال العربيين وتزاوجا فأمسى كل مفكر عربي اليوم ذا حق في التفاؤل العريض بمستقبل الفكر العربي وتألقه وانتاجه ذلك بان من اهداف مؤسسة الفكر العربي كما هو مسطر في لوائحها الرسمية انها ترعى الثقافة وتتعهد الفكر وتشجع المواهب وتحمي العبقريات وذلك:
1 تنمية الحوار الراقي والهادف الى تنمية الاعتزاز بثوابت الامة وقيمها واخلاقهاوالحث على نبذ دواعي الفرقة بين افرادها.
2 اتاحة الفرصة لقادة الفكر العربي لمناقشة قضايا الامة.
3 تكريم الرواد والمبدعين والموهوبين من ابناء الامة العربية بحضور القيادات الفكرية العربية.
4 تنمية التكامل الفكري والثقافي والمعرفي والاقتصادي والاعلامي والاجتماعي.
دور المفكرين والمثقفين
وعن دور المفكرين والمثقفين العرب اوضح مرتاض ان الذي يتأمل بعض هذه الاهداف الاربعة الكبرى التي سطرتها مؤسسة الفكر العربي لنفسها دستورا تعمل به وتسعى الى تحقيق بنوده لا شك في انه يقتنع بان هذه المؤسسة الفتية تحمل مشروعا ثقافيا فكريا اجتماعيا اعلاميا كبيرا وانه الان لم يبق للمفكرين العرب سوى البادرة الى تقديم مشاريعهم وافكارهم الى هيئة هذه المؤسسة لامكان الانفاق عليها واخراجها الى حيز الوجود.
فما اروع ان يجتمع الفكر والمال ذلك بان المال وحده عقيم النتائج قصير اليد كما ان الفكر في ظل الفاقة والفقر لا يحدث الاثر الطيب المرجو منه فيظل افكارا متحجرة قابعة في الاوراق لكنهما حين يعتنقان يحققان العجائب.
إنجاز الاهداف
ودعا مرتاض مؤسسة الفكر العربي بقيادة سمو الامير خالد الفيصل الى الاسراع والشروع في انجاز الاهداف ونحن نعتقد ان مؤتمرها الاول الذي ستعقده بالقاهرة مابين السابع والعشرين من شهر اكتوبر الجاري والتاسع والعشرين منه بحضور اكثر من اربعمائة شخصية من عوالم السياسة والاقتصاد والفكر والادب منهم رؤساء حكومات عربية وغربية لكفيل بان يعلن وجودها العملي في الساحة العربية ويتدرج بها الى الشروع في النشاط الاول الذي سطره مجلس ادارتها كما انه سيتم الشروع ايضا في تطبيق بعض بنود اهدافها وهو تكريم شخصيات وعبقريات عربية على هامش هذا المؤتمر العالمي من مختلف الحقول العلمية والفكرية والثقافية والفنية.
الجانب الاعلامي
واقترح الدكتور عبدالملك مرتاض على المؤسسة من خلال جريدة (اليوم) ان تبادر الى تأسيس جريدة تبلور برنامجها واهدافها كما نود ان يقع التفكير بالجد الذي يتطلبه الموقف الى انشاء قناة لا حكومية ولا حزبية ولا طائفية يطلق عليها (قناة العرب) تبث بلغات مختلفة للتعريف بالحضارة العربية وبالقيم الاسلامية وبعدالة القضايا العربية.
من جهة اثنى الدكتور عبدالقادر فيدوح الناقد المعروف على مشروع مؤسسة الفكر واعتبر المسار الفكري المتنوع في المؤسسات الثقافية سمة بارزة طبعت الساحة المعرفية ولعل في هذه المؤسسات ما يشجع على طبيعة العلاقات في حقول معرفية متنوعة بعد ان اصبح راهن الثقافة يتخفى بتلاوين واصقاع وتحولات جمة.
وقال تأتي اهمية مؤسسة الفكر العربي في اهدافها العامة معززة ثوابت الامة العربية وربط الصلة بين حوار الثقافات مشيرا الى تزامن ميلاد مؤسسة الفكر العربي مع غياب العقلانية وتسليم الامور لعبث الايدي الخفية التي غرقت في بحور المعلومات الهشة والبيانات الجوفاء مستغلة جوعنا للحكمة والمعرفة.
صحيح ان هذه المؤسسات الفكرية تحاول لم الشمل المعرفي لتعزيز الهوية لكن معظمها فيما يبدو بدائل عن بعضها في مستوى عقيم من التضاد الا ماندر.
علاقة تصويب
واشار فيدوح الى ان علاقة مؤسسة الفكر العربي براهن الوعي الثقافي علاقة تصويب كي يصبح هذا الوعي تصورا متبوعا بنظيره العالمي.
وان وجود مؤسسة الفكر العربي في هذه الحقبة بالذات انما يعني امكان اسهامها في رد الفرع الى الاصل المستمد من موروثنا الجمعي والذي تبرز فيه ثوابت امتنا ومن هنا يبقى على عاتق هذه المؤسسة النبيلة ان تجد في فعل النية الصادقة وليس ذلك بعزيز على صاحب المبادرة سمو الامير خالد الفيصل بن عبدالعزيز ولربما ادت هذه المبادرة المثمنة الى تحقيق استشراف ما يتجاوز الواقع العربي المهزوز والعودة الى مراجعة الذات بخاصة ونحن في درب منفتح على شتى الاحتمالات.
الفكر والهوية الثقافية
واعتبر مشروع مؤسسة الفكر العربي على قائمة المؤسسات الثقافية الرئيسية وذلك بما تحدده الاهداف العامة للمؤسسة في معالجتها القضايا التي تشغل بال الواقع العربي في علاقته بالآخر مشيرا الى ان من اهم ماتتميز به هذه المؤسسة في تحقيق مشروعها الطموح هو ربط الفكر بالهوية الثقافية مبتعدة في ذلك عن حصر الفكر العربي بوصفه موضوعا في ذاته وهو ماقد يتعارض مع مواكبة الركب الحضاري وفي مقابل هذا جاءت مؤسسة الفكر العربي لفهم الخطاب خطاب الذات مع نفسها وخطابها مع الاخر مما يعني ان اية نهضة لا يمكن ان تكون كذلك الا بالمرور عبر جسر حوار الحضارات القائم على آلية الفهم.
طموحات كبيرة
وحول ما ينتظره المثقفون من المؤسسة قال فيدوح: ان طموحات الوعي العربي كبيرة وما يتحقق منها قليل جدا ولعل في هذه المؤسسة ماقد يحقق غايته من اجل ان يشعر كل مواطن عربي مسلم غيور على عروبته واسلامه بالتوازن في داخل المنظومة العالمية وفي مقابل ذلك فان كل مواطن عربي مسلم يحمل هذه المؤسسات كما يحمل العلماء والمثقفين مسؤوليات عظمى في مواجهة التحديات من موقع تمركزهم من اجل التوعية بكل الوسائل المتاحة بين ايديهم كما اننا ننتظر من مثل هذه المؤسسات ان تستشرف (المستقبلية) ولا تعد الاني نهائيا او استسلاما بل عليها ان تراهن على الآتي وتصبو الى المستقبل ومن هنا يأتي ايماننا بجدية هذه المؤسسة الفكرية التي اختارت خيار ثقافة المقاومة والتصدي للمغلوط والتصدي لكل من يرى ان الهزيمة قدر علينا.
خطاب جديد
وشدد الدكتور عبدالقادر فيدوح في الختام على ان تكرس المؤسسة منبرا يعيد الاعتبار للثقافة العربية والاسلامية بعيدا عن الخطاب السائد الدغمائي الجامد او الانفعالي الحماسي الذي ساد وما يزال سائدا وهو ماقد يسهم في تشويه سمعة ثقافتنا اكثر مما يسهم في خدمتها.
بمبادرة من صاحب السمو الملكي الامير خالد الفيصل بن عبدالعزيز امير منطقة عسير قامت مؤسسة الفكر العربي وقد تقرر ان يكون مقر المؤسسة بيروت وان يكون رئيسها الامير خالد الفيصل وتحددت الاهداف العامة للمؤسسة.
الفكر بالمعنى الاوسع
اوضح الاديب احمد فتحي عامر عضو الهيئة الاستشارية للمؤتمر ان الفكر الذي تتبناه المؤسسة هو الفكر بالمعنى الاوسع وليس المعنى الضيق الذي قد يفهمه البعض من الفكر قصة ورواية وسينما ومسرح وشعر وانما الفكر بمعناه الاشمل والذي يعني ثلاثة اجماليات الاولى العلوم الانسانية والثانية العلوم التجريبية او التطبيقية ويدخل في اطارها علوم التقنيات والحاسبات والاكتشافات العصرية مثل الليزر والثالثة الفنون والاداب من هنا كانت نظرة المشروع للفكر بمفهومه الشامل جديدة على المشروعات العربية لان المشروعات على الساحة يكون جل او كل عنايتها بجانب العلوم الانسانية والفنون.
وقال عامر بالنسبة لسمو الامير خالد الفيصل بن عبدالعزيز صاحب الفكرة فهو شخصية عربية مرموقة ومهمومة بالاهتمامات الثقافية وفي نفس الوقت شاعر وفنان تشكيلي ففي مؤتمر الثقافة العربية الذي افتتحه يوم 22 مايو سنة 2000 نادى في كلمته بقيام هذه المؤسسة لتصبح مؤسسة اهلية عربية حيث استعرض حال الامة العربية وحال الامم الاخرى وحالة الوحدة الاوروبية بين تسع دول بينما كل احلامنا العربية ذهبت سدى رغم ان مقوماتنا افضل بكثير ورغم ان اوروبا كانت تتعارك منذ امد قريب معارك طاحنة لم تحدث بين العرب ورغم ذلك ادركوا ان الزمن ليس زمن الافراد والجزر المنعزلة او العنتريات التي تحكي عن القوميات بشكل مكثف فتصبح القوميات قيودا ومعاول هدم للكيانات الكبيرة.. الامير خالد كمثقف عربي وقارئ جيد للاحداث ومحلل لها ادرك انه لابد ان يكون هناك تكتل لمواجهة العالم الجديد فهو يرى ان الحكومات تبذل جهودها وهناك دور مفقود للشعوب ولا بد ان يوجد فكر معاكس لان الجانب المتحضر في العالم اعتمد اسلوبا اخر يقوم على ان المواطن هو صاحب المصلحة في أي تطور او نهضة والمشروعات الكبيرة الان في العالم الغربي وفي بعض دول الشرق مثل اليابان تقوم بها هيئة اهلية وليست الحكومات فاعظم الجامعات الامريكية اهلية وكذلك اعظم المستشفيات والابحاث العلمية يمولها رجال الاعمال اذن الامير خالد الفيصل عندما فكر في المشروع فكر في الدور الشعبي في مواجهة الواقع والانتقال بالمجتمعات الى افاق المستقبل وهو رجل واقعي لذلك يقول نريد ان تكون افعالنا دائما اكثر من اقوالنا.
واضاف: كان اول شيء يمكن ان تتبناه المؤسسة هو المشروع الاعلامي لتصحيح الزيف الذي تروجه الدعاية المسمومة في الغرب خاصة في الولايات المتحدة الامريكية واعتبرت المؤسسة ان هذا هو خط الدفاع الاول وكانت لدى الاعضاء المؤسسين في اجتماع بيروت مشكلة وهي ان رأس المال لا يمس وكان عليهم ان يدبروا تمويل المشروع الاعلامي فوضعوا 2 مليون دولار حصة اضافية بخلاف حصة التأسيس وغطوا المرحلة الاولى من المشروع.. فيما بعد قرر مجلس الادارة ان يكون المؤتمر السنوي الاول الذي تنظمه المؤسسة في المدن العربية تباعا ان تكون القاهرة هي المحطة الاولى تقديرا لوزنها واستضافتها مؤتمر التأسيس وتشجيع المشروع على جميع الاصعدة بدءا من الرئيس محمد حسني مبارك وحتى رجل الشارع.
واضاف عامر: هناك تواجد للمؤسسة في الولايات المتحدة الامريكية يتولى الان استقبال كل مايذاع عن العرب والمسلمين من الدعاية المضادة والرد عليها خلال 24 ساعة حتى لا تصبح في قانون الاعلام في الغرب مادة غير قابلة للنقاش يعني اذا مضى على النشر باي من وسائله 24 ساعة دون ان يرد صاحب الموضوع اخذ الخبر شرعيته مهما كان كاذبا غيابنا عن الساحة كان طويلا وعودتنا الى الساحة الاعلامية في الغرب وان بدت متأخرة ولكنها خطوة جيدة الان.
واعلن احمد فتحي عامر انه سيتم في المؤتمر تكريم خمسة من الرواد في المجالات المختلفة في العالم العربي وتشجيع خمسة من المبدعين ورعاية خمسة من الموهوبين وهذا طبقا لخطة ترعى الاجيال الثلاثة جيل الناشئة صاحب الموهبة وفيما بعد يبدع صاحب الموهبة فينتقل الى مرحلة عمرية جديدة هي مرحلة الابداع ثم عندما تتكثف ابداعاته ينتقل الى المرحلة الاعلى وهي مرحلة الرواد.
ومن الاهداف الاساسية للمؤتمر تقديم صورة للحوار العربي الراقي يعني انه حوار مبني على مقارعة الحجة بالحجة وقبول الرأي الاخر والهدوء والاتزان والالتزام وليس المعارك الكلامية التي قد تصل احيانا كما نرى في بعض وسائل الاعلام اذا كانت مقروءة الى حد السب والقذف واذا كانت مشاهدة الى حد القفز والتماسك بالايدي فطريقتنا في الخلاف ليست طريقة حضارية.. المؤتمر ان لم يحقق سوى هذا الهدف فقط يكون قد قدم شيئا جديدا على الساحة العربية حيث يتم التحاور حتى مع الخصم ومع من ينظر الينا نظرة سلبية ويتم الرد بالادلة.. هذا المؤتمر مهتم بالمساعدة في تقديم خطاب عربي واسلامي جديد للعالم من خلال رؤية منطقية وحوار هادئ.
تحية وتقدير
الشاعر الكبير محمد ابراهيم ابو سنة يرى ان المؤسسة مبادرة طيبة يستحق القائمون عليها كل التحية والتقدير والشكر ولان الفكر هو المقدمة الضرورية للتقدم ونحن في عالمنا العربي احوج مانكون الى نهوض فكري يكون مقدمة لنهوض شامل على المستوى الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والانساني فظهور مؤسسة يرعاها اصحاب رؤوس الاموال في العالم العربي هو اتجاه يدفع الى الشعور بالامل والتفاؤل بان هذا المجتمع يضم بين جوانحه بشرا يحسون بحاجة هذا المجتمع الى النهوض والتقدم على اساس من الوعي الصحيح.
مؤسسة الفكر العربي مبادرة مهمة ولكن لابد ان يدور حوار متعدد المستويات لتنشيد دور هذه المؤسسة واعتقد ان الاهداف التي طرحت خلال الاجتماع الاول الذي عقد بالقاهرة كانت تعبر عن النوايا الطيبة والقضية ترجمة هذه النوايا الى واقع حي وملموس.. الثقافة العربية من خصائصها الوحدة وليست وحدة الصوت وانما النسيج الواحد. هناك تراث مشترك هو الذي يضمن للوحدة الثقافية العربية ليس فقط ان تنمو بل ان تزداد رسوخ هذه الامة في تاريخها وحاضرها ومستقبلها ومن هنا اعتقد ان هذه المؤسسة ينبغي ان تحتضن التيارات الثقافية المتعددة والا تقيم حواجز اكثر مما هو قائم لان هناك حواجز اقامتها السلطة السياسية واخرى اقامتها التقاليد الاجتماعية وحواجز اقامها الجهل والامية وحواجز اقامها الفقر والعجز المادي اذن يجب ان نعمل على هدم هذه الحواجز كيف نتغلب على الامية؟ كيف نتغلب على افتقاد الحرية السياسية؟ كيف نتغلب على عدم تقدير الفكر في المجتمع العربي؟ كيف نحافظ على هذا التراث المشترك الذي ورثناه؟ بل عليناان نبعث هذا التراث ونكشف عن المحتجب منه والجوانب التي لا نعرفهاحتى الان منه علينا ان نفعل شيئا في غاية الاهمية ان ننشط دور الفكر العربي والثقافة العربية, اعتقد ان هناك مهام على المؤسسة القيام بها كمشروعات تهدف الى المزج بين العملية التعليمية والعملية التثقيفية والاهتمام بالمنبر القومي الذي يمكن ان يكون صوت هذه المؤسسة للوصول الى جماهير الشعب العربي في كل مكان فلا بد ان تصدر مجلات للشعر والقصة والفنون التشكيلية والفنون المختلفة ولو استطعنا ان نصدر عددا من المجلات ذات الطابع القومي باسعار معقولة ونستكتب فيها كل القادرين على المساهمة من انحاء العالم العربي بدون تمييز جغرافي او عرقي او ديني لابد من مشاركة كل العقول العربية في هذه المنابر التي اقترحها واقترح ان تكون هناك جائزة كبرى باسم المؤسسة تمنح على مستوى قومي وان تكون هناك دار نشر للمؤسسة ترعى افكارها وتتبنى الاعمال الفكرية والابداعية والتراثية التي يمكن ان تقوم بتشجيعها وينبغي ان يكون هناك ايضا بعض المنح التي تعطى للمبدعين ليسافروا ويلتحقوا بمراكز البحث والتعليم والتثقيف العالمية ليعودوا الينا وقد امتلأوا بثقافة الاخرين ومطلوب اقامة مهرجانات دورية من حلقات للمناقشة ومؤتمرات لتنشيط عملية الابداع والحوار كذلك وانا هنا لا افكر فقط في الابداع الادبي وانما افكر على مستوى شمولي فكري بمعنى ان يكون هناك اهتمام بالفلسفة والفن هذه هي الافكار الاساسية التي احببت ان اطرحها على هامش هذا المشروع الضخم الذي يستعد القائمون عليه لعقد مؤتمرهم القادم في اكتوبر وارجو ان تنبثق عن هذا التجمع مجموعة من اللجان او الهيئات التي تعمل على تنفيذ الاهداف الكبرى التي تطرحها فنحن في لحظة حرجة جدا وعلينا ان نستنجد بعقولنا وثقافتنا وهويتنا وجذورنا التاريخية.. على ان نتسلح ايضا بوعي يحول دون ان نتورط في صدام مع الاخر الاقوى منا واذا لم نفعل هذا وباسرع ما يمكن قد نخسر كثيرا اكثر مما خسرنا وقد تنفصل الجياد عن العربة وترتمي العربة في صحراء لا ماء فيها ولا نبات ارجو للمؤسسة كل النجاح ولكن النجاح ايضا له شروطه الصعبة.
فريق متجانس
يؤكد الشاعر الكبير الدكتور حسن فتح الباب انه يتبين من قراءة بيان مؤسسة الفكر العربي الذي يحدد اهدافها ان المؤسسين يقدمون مشروعا ثقافيا قوميا يسعى الى اضاءة الطريق نحو حاضر يتخلص من العثرات وغد افضل للامة العربية وهؤلاء المؤسسون فريق متجانس من رجال الاعمال وبعض قادة الرأي العام الذين يمثلون صفوة المثقفين في الوطن العربي الكبير.
لقد ادرك اصحاب مشروع مؤسسة الفكر العربي ان وحدة الثقافة هي السبيل الى وحدة الامة وان الطريق الى الوحدة الاولى ليس محفوفا بالاشواك لانها تكاد تكون متحققة على ارض الواقع بحكم الوحدة اللغوية التي تتمثل في الفصحى لسان العرب والتاريخ المشترك والمصير الواحد ووحدة العرق والعادات والتقاليد الشعبية والموروث الثقافي العريق الذي تناقلته الاجيال وهو يسري في العروق سري الدم انهم ادركوا ان الاتحاد الاوروبي قد اصبح حقيقة رغم اختلاف اعضائه في اجناسهم ولغاتهم وثقافتهم وتاريخهم فكيف لا ينشأ اتحاد يضم الدول العربية رغم توافر العوامل الموضوعية المهيئة للتضامن والتوحد؟
فاراد بانشائهم مؤسسة الفكر العربي ان يوقظوا الضمير العربي من غفوته ويحفزوه الى تدارك مافاته والبناء على العناصر المضيئة في الماضي حتى يواكب العصر ويقضي على افتراء اعداء الامة بان العروبة متخلفة وانها لا تعدو أن تكون ظاهرة صوتية.
واشار د. فتح الباب الى ان الاهداف التي نص عليها بيان المؤسسة تبدو مثالية ولكنها قابلة للتحقق اذا صحت العزائم واتفقت الارادات على وضعها موضع التنفيذ حتى لا تعدو مجرد احلام وردية واصوات بلا اصداء والبداية هي نشر الوعي التاريخي والواقعي بالحقائق والظروف المواتية وكذلك الظروف المعاكسة وبذلك تتحقق دعوة المفكرين العرب الاوائل والمحدثين الى الصحوة والنهضة لنبذ مظاهر التخلف والفرقة والعمل على شغل العرب المكانة التي يستحقونها على خريطة العالم وقد ركز بيان اهداف المؤسسة ومحاور المؤتمر المزمع عقده في شهر اكتوبر على الثقافة والاعلام دون ربطهما بالقضايا السياسية وذلك باستثناء المحور السابع ماذا لو فشل خيار السلام وكان ينبغي في رأيي ان تحتل السياسة مكانا بارزا في قائمة الاهداف والمحاور لانه لا يمكن فصلها عن الثقافة والاعلام والاقتصاد وذلك لان العلاقة بين هذه المسائل الثلاث وبين السياسة علاقة جدلية بمعنى ان كلا منها يتأثر بالاخر ويؤثر فيه فهي كالاواني المستطرقة يصب بعضها في البعض الاخر فالامة العربية الان في مأزق تاريخي ومنعطف حرج والصراع بينها وبين العدو الصهيوني ومن يقف خلفه صراع وجود لا صراع حدود والقضية الفلسطينية تجتاز اشد الطرق وعورة فالعدو يعمل على افناء شعبنا الفلسطيني وابادته واحلال يهود العالم الصهيوني محله.
واشار د. فتح الباب الى انه يرى ضرورة اقامة صلات وطيدة بين مؤسسة الفكر العربي والمؤسسات المدنية في جميع البلدان العربية حتى لا تكون الدعوة الى النهضة ومجابهة التحديات وقفا على النخبة والصفوة بل ترتبط بكل الفئات الشعبية فكم من مؤسسات وهيئات ومؤتمرات عقدت ولم تؤد الغاية منها بسبب انعزالها عن الشعوب.
واضاف ان مسئولية مؤسسة الفكر العربي ومناط نجاحها معقودان على تفجير الطاقات الشعبية وترشيد مسارها حتى تحقق اهداف المؤسسة والتوعية هي الخطوة الاولى على هذا الطريق الطويل ومشاركة الشباب في مختلف القطاعات عنصر اساسي في بناء المشروع النهضوي العربي ان المؤسسة مشروع كبير يحتاج الى حشد الارادات والعمل الواثب والنظر الثاقب الى الامام.
افكار واعية
يرى د. مصطفى عبدالغني الكاتب الصحفي بالاهرام ان مؤسسة الفكر العربي تقوم على الوعي بماذا يمكن ان يقدمه الفكر العربي في اطار الفكر العالمي بهدف اساسي هو فهم الغرب وانا ارى ان الامير خالد الفيصل ليس سياسيا فقط وانما ايضا مثقف على مستوى عال واستطاع من خلال المؤتمرات التي عقدها ان يقدم افكارا واعية والتف حوله عدد كبير من المثقفين وانا ارى ان الخطاب الذي قدمه يحتاج الى التفاف المثقفين حوله. هذه المؤسسة تسعى الى تأكيد ان الحركات التحريرية في العالم العربي حركات تحررية حقيقية وليست ارهابية ويجب ان يتم في الاساس الاول توضيح صورة العالم العربي والاسلامي فليست هي الصورة التي يراها الغرب وانما الصورة الحقيقية حيث لا تكون الاديان مجال تنابذ او خلاف وصراع فليست القضية قضية اديان وصراع بين الشرق والغرب كما يقولون وانما هي قضية تفاعل وتثاقف والشرط الوحيد فيه ان يتعرف الغرب جيدا على الشرق وليس من خلال اليمين العنصري وان نتعرف على الغرب من جديد بعد 11 سبتمبر.
واشار د. مصطفى الى اننا تعودنا ان تقوم المؤسسات والمؤتمرات والندوات على افكار عامة ويقدم كل باحث ورقته ثم ينتهي المؤتمر او الفعالية ولا يبقى حصاد في النهاية ولابد في مؤسسة الفكر العربي من ان يعاد النظر في الافكار العامة وتجسيدها في اطر محددة ويجب قبل هذا كله اختيار العقل الواعي المثقف العربي ويجب ان تكون الرسالة الى الخارج وليس الى الداخل فلا نطلب من مؤسسة الفكر العربي توعية داخلية فنحن نعرف انفسنا جيدا ولكن نطلب منها اولا ان توجه خطابها الى العالم الخارجي ليتعرف على الصورة الحقيقية لنا ويجب بذل جهد كبير لتغيير الافكار المتوارثة عن المستشرقين وغيرهم ضدنا لان المؤسسات الغربية العدائية تتكاتف وتعمل جيدا في جميع وسائل الميديا الغربية ولذلك الواجب على هذه المؤسسة ان تقوم بدور فاعل في الغرب كأن يقوم لوبي عربي فكري يستطيع ان يقدم للغرب صورة الحقيقية لنا ثم يسعى جيدا ليهبط الى ارض التأثير بحيث يستطيع ان يغير افكار المواطن الغربي نفسه في اوروبا وامريكا وبذلك نتحول من الفكر الى الفعل.. مطلوب تجسيد الافكار العربية النقية سواء كانت دينية او فكرية او بشكل أعم حضارية من خلال الميديا لتصل الى صاحب المصلحة الحقيقية في فهم العرب وهو المواطن الغربي.
واضاف يجب ان تقوم المؤسسة بعمل خطة محكمة في الفترات القادمة للتعامل مع الغرب وهذه الخطة لا تقوم على الفكر فقط وانما تقوم على تحويل هذا الفكر الى مؤسسات تعمل في الخارج ومؤسسات تعمل في الداخل ايضا واذا كنا نتحدث باسم قطر عربي هنا او هناك يجب ان ينتهي هذا على الاقل على المستوى الثقافي واعتقد ان المؤسسة بالرموز الكثيرة التي تضمها وبوعي وحماس الامير خالد الشديد يجب ان تؤكد الوحدة الثقافية وتحول الخلافات الكثيرة جدا التي نراها الان بين الاقطار العربية الى وحدة ثقافية نستطيع ان نجد فيها مقدمة لفهم مايجري حولنا اولا ثم مقدمة للتكاتف على المستوى الاجتماعي من خلال المراكز الخيرية والجمعيات الخيرية وما الى ذلك ليؤدي ذلك من خلال (الميديا) بشكلها العريض (شبكات الانترنت ووسائل الاتصالات) وما الى ذلك الى وحدة ثقافية نستطيع ان ننهض بها لمقاومة الغرب فالقضية الان نكون او لا نكون واعتقد ان هذه المؤسسة قادرة على تكريس الجهد الكبير لنكون في المستقبل.
اعلاء الفكر
في رأي الكاتب الصحفي مصطفى عبدالله رئيس القسم الادبي بجريدة الاخبار ان أي مؤسسة او جهة او شخص يقدم مبادرة للاسهام في تحمل عبء العمل الثقافي في العالم العربي سواء من خلال رصد جائزة او عمل دار نشر لها مشروع محدد للنهوض بالثقافة وسد الفراغ والتنوير الحقيقي وليس عن طريق الشعارات واللافتات أي انسان او كيان معنوي يضطلع بهذا الدور احييه واقف الى جانبه الى اقصى درجة ولو نظرنا الى مؤسسة الفكر العربي نجد انها قامت لتعلي من الفكر في المجتمع العربي وهذا شيء رائع لتحديد الاتجاه الذي تسير فيه المؤسسة وبعد احداث 11 سبتمبر وصلني ان المؤسسة ارادت ان تجعل من المشروع الاعلامي مشروعا اساسيا لتكوين صورة للثقافة العربية والمجتمع العربي وطرح هذه الصورة العربية الحقيقية للغرب حيث تقدم الثقافة العربية وما اسهمت به في مسيرة الحضارة الانسانية وهذا للرد على مقولة اننا قوم همج واهل ارهاب وتدمير ولا نعرف التحضر ولا نقدم أي اسهام في الحضارة الانسانية وهذا المشروع الاعلامي ارجو ان يتم من خلال آليات يمكن ان تحقق الفكرة لانها فكرة جميلة ان نقدم أنفسنا بشكل جيد للغرب والا نقول مثلما قال البعض ولماذا لا نغير الاصل بدلا من تغيير الصورة؟ وهو واحد منا فانا اقول اننا حضارة تتسم بكثير من المقومات التي تجعل منها حضارة عظيمة وفي الازمنة الغابرة التي انتبهنا فيها الى هذا انجزنا انجازات مهمة لا تزال الانسانية تعترف بها مثل الاثار الموجودة في اسبانيا والمخطوطات المهمة التي قامت بعرضها مقاطعة قطالونيا في مكتبة الاسكندرية مؤخرا وهذا شاهد كبير على عظمة العرب وتسامحهم فهذه العقود التي قرأناها في المكتبة والمتعلقة بالشراء والبيع والزواج وما الى ذلك عقود عظيمة ودليل على تسامح الحكام والقادة العرب مع من سواهم من اصحاب الديانات الاخرى وتعاملهم بشكل عظيم يفتقده المجتمع المدني اليوم لكن مايحلق بنا اليوم من اعداء لنا يخططون بذكاء شديد جدا لتشويه صورة العرب والصاق التهم بهم وتدبير المكائد يجعلنا ندرك اهمية ان نتكاتف ونستخدم المنهج العلمي لكي نقوم بمواجهة كل هذه التحديات التي تتعرض لها الامة الاسلامية والعربية. تحاول بعض القوى في الغرب ان تجعلنا نخاف من الاعلان عن ديننا وعقيدتنا وما يشكل هويتنا الخاصة وعندما يحقق الغرب هذه النتيجة في فترة قليلة جدا فيجب ان نتوقف ونتأمل ونستخدم (تكنيكات) الغرب ومناهجهم في العلوم الحديثة التي يطلق عليها علوم التفاوض الان لكي نتعامل معهم ونفرض ونملي ارادتنا بالاستناد الى موقف قوي من الحكومات والشعوب ورغبة حقيقية في ان نفعل شيئا.
واضاف مصطفى عبدالله: مؤسسة الفكر العربي امامها تحد كبير سيكشف اذا ما كانت مؤسسة تقوم بالفعل بالاعلاء من قيمة الفكر العربي والعقل العربي وتقديم صورة حقيقية للعرب والاسلام في الغرب واقامة حوار حقيقي مع من يختلفون معنا في التوجه ومن يتفقون معنا فيه ايضا للوصول الى شكل افضل من التعامل والوجود؟ ام اننا نحاول ان نشيد كيانا جديدا يضاف الى كيانات اخرى اكبر او اصغر.
واشار الى انه يجب ان تهتم المؤسسة بالاليات فلا بد ان يتغير الخطاب لكي يتناسب مع الظرف الخطير الذي تعيشه الامة موقف العرب مما يحدث للفلسطينيين موقف العرب مما يلصق بهم من الغرب والولايات المتحدة الامريكية بالتحديد وعدم استخدامنا اليات لتفعيل علاقتنا مع اصدقائنا فهناك شخصيات في الغرب تتفق معنا في التوجه وتعرف كيف تتخاطب مع جيرانها ومع نفسها لتقديم صورة العرب والمسلمين او على الاقل تصحيح الصورة الخاطئة ويجب ان تنتبه المؤسسة الى ان هناك في الغرب من يسيئون فهم واستخدام الاسلام والعروبة ويتاجرون بالوقوف مع القضية العربية والوقوف معنا وتقديم صورتنا للغرب.
واوضح عبدالله ان الخطاب التقليدي لم يعد مناسبا والخطاب العصري يقوم على تكاتف القوى والتخصصات واستخدام اليات العصر ومنجزاته من اليات اتصال حديثة.
واشار عبدالله الى ان المؤتمر الاول الذي ستعقده المؤسسة في اكتوبر القادم مهم ونرجو الا يكون مؤتمرا له حفل افتتاح قوي وبعض الجلسات وتوصيات رنانة وانما نريد ان يكون مؤتمرا حقيقيا ونرجو الا تتضجر المؤسسة من الاصوات التي اختلفت معها سواء كان الاختلاف مغرضا او التي تختلف لاختلاف التوجه او التي تحس بأن المؤسسة تفتقر الى المصداقية من خلال ارث من هذه المؤسسات كل هذا يجب التعامل معه بذكاء شديد ودون تعصب.
الاستقلالية الايجابية
يرى د. رفعت سيد احمد المفكر ومدير مركز يافا للدراسات والابحاث ان أي عمل ثقافي محترم ومؤسسي لابد ان يلاقي التقدير الكامل والكافي ونحن نؤكد عليه وندعمه فقط علينا ان نضع بعض المحاذير تجاه أي مشروع وهو ان يكون بالفعل مؤسسة مستقلة عن حركة رجل السياسة او الحاكم في العالم العربي لان الحاكم يعوق عمل المؤسسات وهذا من واقع التجارب العديدة خلال الخمسين سنة الماضية وهو لا يعني الا تكون هناك علاقة طبيعية وانما ينبغي ان تكون هناك علاقة طبيعية ولكن لا تكون الهيمنة والسيادة لرجال الحكم او لمن لهم صلة بمؤسسات الدولة في العالم العربي فاذا كانت لهم الهيمنة الكاملة تصبح المؤسسة وزارة ثقافة او مؤسسة من ضمن وزارات الحكم في بلادنا العربية وهي وزارات ومؤسسات اثبتت للاسف فشلها ومن هنا اهمية مؤسسة الفكر العربي ان تنبع من بحثها عن الاستقلالية والايجابية يعني لا تعادي الحاكم وفي نفس الوقت لا تكون تابعة او خاضعة له انها مؤسسة ايجابية في العلاقة بين المثقف والحاكم ونتمنى ان تستمر في هذا الاطار واهداف المؤسسة المعلنة اهداف مهمة جدا وتهم المثقف العربي كما تهم المسئول العربي الشريف في هذا الوطن ومن المهم ان تكون حافظة لهذه المبادئ والشعارات والا تكون اداة معوقة في هذا الاتجاه.
واشار د. رفعت الى انه ينبغي التركيز على المثقف المستقل بمعنى المثقف الذي لا علاقة عضوية له بدوائر الحكم وصحافته واعلامه في بلادنا العربية المثقف المستقل موجود ومعروف وفقط ينبغي الكشف عن ذلك المثقف المستقل وهنا تتحقق الاهداف على عاتق مثل هذا النوع من المثقف او الاديب او الكاتب المستقل وكذلك مطلوب البحث عن العناصر الشبابية في مجال الفكر والابحاث والادب والثقافة بشكل عام فالعناصر الشبابية هي التي لديها ماتقدمه ولا ينبغي الانبهار بالاسماء الكبيرة ولا بد ان يكون بجوار الاسماء الكبيرة وليس بديلا عنها عناصر واسماء شبابية في المجالات الثقافية المختلفة وبامكان هؤلاء معا ان يرفعوا راية المؤسسة ويحققوا اهدافها فالعناصر الشابة والمثقف المستقل ركيزتان اساسيتان والركيزة الثالثة هي خلق ادوات تعبير جامعة للامة تتمثل في صحيفة فضائية.. كتاب وسائل اعلام جامعة أي ان تكون مركزة على قضية الامة المركزية وهي قضية فلسطين وهي قضية جامعة والا تركز على مايسمى بالخيارات الاستراتيجية كالسلام وغيره فهذه خيارات حكومات وليست خيارات شعوب اما خيارات الشعوب الان بشكل اساسي بالنسبة لقضية الامة التي تجمع وتحقق فعلا حقيقا لهذه المؤسسة فهي خيار المقاومة وليس معناها الفعل المسلح وانما استنهاض ثقافي وسياسي واجتماعي وفكري وتربوي شامل للامة.
الفكرة والتطبيق
يؤكد محمد السيد عيد نائب رئيس اتحاد كتاب مصر ان فكرة مؤسسة الفكر العربي في حد ذاتها فكرة ممتازة والمهم ان يكون التطبيق على مستوى الفكرة لان كل المشاكل في وطننا العربي عادة لا تبدأ مع الافكار ولكن تبدأ عند التطبيق وفي تصوري ان مؤسسة الفكر العربي يجب ان يكون دورها ممتدا عبر الوطن العربي كله حتى يكون لها تأثير فعال وان يشارك فيها الجميع بحيث لا تكون منحازة لبلد معين على حساب بلد اخر وقد يتفاوت دور دولة بالنسبة لدولة اخرى لكن يجب ان يكون الكل مشاركا ومصلحة الوطن العربي الكبير يجب ان تكون الهدف الذي نسعى اليه جميعا في ظل المتغيرات التي نعيشها.
واشار عيد الى ان هيكل المؤسسة مسئول عن ترجمة اهدافها الى فعل وحركة لذلك يجب ان تترجم هذه الاهداف الى انشطة ولا بد ان يكون هذا محددا بالمكان والزمان والتكلفة وموافقا عليه من الاطراف المختلفة لكي تتبناه هذه الاطراف واعتقد انه لا بد من وضع هيكل معين للعمالة في المؤسسة يضمن الا يكون عالي التكلفة وان يكون قادرا على انجاز اعمال كثيرة بكفاءة عالية وتحقيق اكبر عائد ممكن في ضوء الوسائل التي ستعمل فيها المؤسسة.
واوضح عيد انه لابد من تدعيم المبلغ المرصود للمؤسسة لاننا في عصر الكيانات الكبيرة فلا نستطيع مثلا ان نتحدث عن صناعة سينما بمبالغ محدودة وكذلك بالنسبة للاعلام فنحن الان نعيش عصر الصورة ومعناه اللجوء اولا الى التليفزيون وما يمكن ان يعادل التليفزيون مثل السينما فالصورة هي التي يمكن ان تصل لمن يقرأ ومن لا يقرأ ومن هو محدود الثقافة او متوسط الثقافة او عالي الثقافة ولان المؤسسة تتوجه خارج الوطن العربي فهذا لن يتم بالكلمة المقروءة وحدها ويحتاج الى قناة فضائية وترجمات ووسائل عصرية مثل اشرطة الفيديو واقراص السي. دي.
كما عبر الاستاذ جمال ناجي رئيس رابطة الكتاب الاردنيين عن فرحه بالمشروع وانه صياغة روح جديدة الى ذلك الطموح المتوارث الذي اطلقنا عليه منذ عقود (المشروع الثقافي النهضوي العربي) ذلك ان القراءة المتأنية للنظام الداخلي الاساسي الذي يشكل دليل عمل لهذه المؤسسة يتضمن بنودا ومواد لم تسقط من حسابها ان الارتكاز الى الفكر العربي انما يمثل اختيارا موفقا ذكيا للبوابة التي يمكن الدخول منها الى الثقافات الاخرى والى عقل الاخر الذي يحاول تعميم نموذجه الحضاري والثقافي على حساب الحضارات المتجذرة العريقة ومنها حضارتنا العربية الاسلامية.
وفي هذا السياق يمكن القول انه لا يكفي ان تحتدم الحوارات والمؤتمرات حول طبقة الاوزون مثلا ونقاء اجواء كوكبنا في الوقت الذي لا يلتفت فيه احد الى ضرورة تنقية الروح الانسانية وتخليصها من اوهام السطوة المطلقة والعداء المغلف بصراع الحضارات الذي لا يمثل حتمية تاريخية بديلة عن التقاء هذه الحضارات وتفاعلها.
وتمنى ناجي ان يتم نقل انساننا العربي من موقع المتلقي السلبي الى موقع المؤثر الفاعل في الاحداث والمتغيرات بما في ذلك رسم الخطط لمواجهة التحديات التي تحدق بفكرنا العربي وبثقافتنا وحضارتنا اذ ان مايجري الان في كوكبنا ليس مجرد حروب وصراعات موضعية تستهدف الاضعف وحسب انما هو مشروع استيلاء كامل على العالم مدجج بتجهيزات لوجستية ثقافية تمجد القوة وتنسف الحق وتتسلح بالبرود الثقافي باعتباره الوسيلة الاكثر نجاعة لفرض ايديولوجية التفوق الحضاري والعرقي دون النظر الى وجود حضارات اخرى قادرة على ادارة الحياة باخلاقيات رفيعة المستوى.
واشار ناجي الى ان الثقافة المعاصرة لم تعد مجرد قصائد او حكايات او نصوص ادبية يتم القاؤها في الندوات والامسيات فان من الضروري واللازم انبثاق مؤسسة فكرية مدعمة بالامكانات القادرة على فتح ملف حواراتنا الحضارية مع الاخر وتأكيد حضورنا وممتلكاتنا الفكرية وقيمنا التي يتم التنكر لها ولاسهاماتنا النوعية في صياغة الحضارة الانسانية على مدى التاريخ واعتقد بان مؤسسة الفكر العربي باتت مؤهلة للقيام بهذا الدور على صعوبته وعثراته المتوقعة خصوصا انها تعد واحدة من المنظمات غير الحكومية التي تضع خططها وبناءاتها النظرية والتطبيقية بمنأى عن التأثيرات الرسمية ايا كان مصدرها.
وختم كلامه بانه لا يريد تقديم المؤسسة على انها ثورة في عالم الفكر انما تأسيس جاد يستند الى قواعد معرفية وارث حضاري ولا يمكن انكاره فضلا عن اقتدارها على استيعاب مستجدات هذا العصر وتقديم النموذج العربي الاسلامي باعتباره واحدا من الحلول الممكنة للاحتقانات الفكرية والروحية والاخلاقية التي تسود عالمنا.
ومن جانبه اشار الاستاذ ادريس عيساوي الكاتب المغربي الى ان قيام مؤسسة بحجم مؤسسة الفكر كان ضروريا بالنسبة للعالم العربي والامة العربية واضاف بانه منذ عدة سنوات لا يوجد
بالوطن العربي أي مؤسسة او اطار يكون بمقدوره الجمع بين الفكر وبين الفعل واعتقد بان هذه المؤسسة تنعم بهذه الفضيلة وهذا ما يمكننا تلمسه من خلال نوع من التشتت والتشرذم الذي اصاب الفكر العربي بصف ة عامة حيث انه وفي فترة معينة عندما كانت هناك محاولات النهوض الفكر العربي انطلاقا من منطلقات قومية ومن دوافع ايديولوجية لا ترقى الى مايصبو اليه هذا المنتدى وفي الواقع اظن ان الحاجة الى مثل هذه المؤسسة واضحة خصوصا وان الامة العربية مستهدفة على اكثر من مستوى وان لم نكن نتوافر على مثل هذا المجال الاستراتيجي (المؤسسة) الذي يمكن الفكر العربي من وضع لبنات المحيط العالمي وبالتالي فان وجود هذه المؤسسة يستجيب الى هذه الحاجة الحيوية لاثبات الذات وللتأقلم مع التحولات العميقة وكذلك لمواجهة التحولات العميقة التي تهم العالم العربي والتحديات الراهنة باعتبارنا كعرب بتنا نعيش في مرحلة حبلى بالاخطار فيما يتعلق بسلامة ووحدة الشخصية العربية بصفة عامة.
وعن رؤيته لمستقبل المؤسسة قال:
اعتقد وفي تقديري انه تم تجميع كل الوسائل العلمية والفكرية وحتى المادية ليتم الربط وبناء جسور بين الفكر والممارسة واعتقد ان هذه هي نقطة القوة الرئيسية لهاته المؤسسة وهو ما سيضمن لها ولوج كل مراحل التطور والتي يمكن ان نستشفها وان نستشرفها بعد كل ماوقع بعد احداث 11 سبتمر التي شكلت منعرجا قويا ومهما سواء بالنسبة للعلاقات الدولية او بالنسبة لمجموعة من التموقعات للدول العربية وحتى لدول اخرى في علاقاتها مع القوة الاحادية القطب الولايات المتحدة الامريكية فمستقبل هذه المؤسسة سيكون وحسب اعتقادي مستقبلا زاهرا يندرج في اطار بناء.. خاصة ان مؤسسي هذه المؤسسة تعهدوا انه في حالة فشل هذا المنتدى لا قدر الله سيتم ارجاع كل الاموال التي رصدها اصحابها الذين وثقوا بهذا المشروع واستثمروا مايجب من الامكانيات المادية والفكرية للنهوض بها واعتقد ان المؤتمر المقبل الاسبوع القادم سيكون موعدا مهما جدا يمكن الفاعلين على المستوى العربي من الدخول في مرحلة جديدة لأن جدة المرحلة يمكن ان نقيسها بالبعد الجديد المراد منه التغير لا مجرد الظهور.
المساهمة والتنوير
من جهته قال محمد العلمي ان كل مايخدم الفكر العربي وحاجات الانسان العربي هو مهم وبالتالي فان قيام هذه المؤسسة ذات الاشعاع الوطني والقومي سيعطي الفكر العربي مايستحقه وهذا ماسيساهم في تنوير الانسان بوطننا من المحيط الى الخليج بما فيه من خير لامتنا.
القيادة الفكرية
وشدد على اهمية هذه المؤسسة وانها اذا ما اخذت مسارها الصحيح من اجل بعث ثقافتنا العربية الى ابعد مدى والى ما تستحقه من مكانة فان هذا سينعكس على مجتمعاتنا بما هو خير خاصة اننا في ظل الظروف الحالية في حاجة الى من يبعث لنا هذا الفكر عبر قيادة فكرية متفق حولها قد تكون هذه المؤسسة مؤسسة الفكر العربي لكي تحقق مانطمح اليه خاصة ان الفكر تنعكس اثارها سواء السلبية او الايجابية على مختلف الميادين الحياتية سواء الاقتصادية او السياسية او الاجتماعية في أي مجتمع كان عربيا او غيره.
د.علوي الهاشمي
د.عبدالقادر فيدوح


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.