لايكاد الزائر لقرية الباحة التراثية المشاركة بالمهرجان الوطني الجنادرية 32 أن يتحسس عطاء الأرض والإنسان فيعيش فن الماضي وجمال الحاضر، ويتنقل في أرجاء القرية ليشاهد ما انتجته أرض الباحة المعطاء ويجد أنواعاً مختلفة من الصناعات التقليدية ويقبل الزوار على الكثير من هذه الصناعات كونها ترتبط بأصالة وتراث المواطنين. وبين تلك الأركان والزوايا التي يتنوع بها قرية الباحة التراثية بجوده وكرمه وعطاءه ما يلبث الزائر أن يلحظ العم “عبد الله بن مبارك البشيري” ورغم تجاعيد الزمن والتي اعتلت ملامح وجه العم عبدالله إلا أنك ترى أملاً يشع جمالاً من أعينه يسع الدنيا. ثلاثون عام في جنبات بيت الباحةبالجنادرية للعم عبد الله البشيري في كل عام مشاركاً بالجنادرية شاهدة على أصالة الهويّة وعراقة التراث “بالباحة”، تخصص “البشيري” في الصناعات الخشبية التي أبدعتها يديه الماهرة وشكلتها منذ عشرات السنين لتظل هذه الحرف مهنة موروثة ارتبطت بحياة الناس وطريقة معيشتهم على مر الزمن. ركن المنتوجات الخشبية بقرية الباحة التراثية بالجنادرية والذي يعتبر لوحة تنظيمية رائعة ترسم صورة حقيقية لماضي المنطقة يجد من خلاله الزائر كيف يتم تهذيب الأشجار والتي تنتج أدوات الحرث الزراعية المتعددة (المحراث – الضمد الركاب – الوصل – العراقي وبعض الأواني الخشبية المخصصة للطعام والشرب (القعب – الصحفة المكيلة المذنب). العم عبد الله البشيري يتنقل داخل ركنه الصغير وهو يحمل في جوفه ذكريات عشرات السنين يحن قلبة لأشخاص شاركوه ببيت بالجنادرية أجمل اللحظات تحدث عنهم بكل محبة صادقة وشوق فمنهم من توفي رحمة الله ومنهم من هو على فراش المرض ومنهم من لازال يشاركة اجمل اللحظات. “البشيري” سعيد بما قدم ويقدم، ويقول : أجدها فرصة لهذا الجيل الاستماع بجماليات البيئة بمنطقة الباحة وما كان عليه حال الأباء والأجداد وكيف كانوا يصنعون بإيديهم ومن إنتاجهم ما يحتاجونة في حياتهم اليومية.