بقلم | د . مفلح بن قبلان لقد عرفت البشرية مايسمى بالجاسوسية منذ فجر التاريخ والجاسوسية هي قدرة فردا ماء على العيش داخل مجتمع معين وكشف اسراره السياسية والعسكرية والاقتصادية لأعدائة ولعل اشهر هؤلاء الجواسيس في تاريخنا الحديث ( كيم فيليبي ) ويعتبر من اشهر الجواسيس في القرن العشرين حيث كان مسؤولًا عن وحدة مكافحة نشاط السوفييت في جهاز المخابرات البريطانية ولكن المخابرات السوفييتية ( كيه جي بي ) نجحت في تجنيده للعمل لصالحها ، ومن اشهر هؤلاء الجواسيس ايضا ( ريتشارد سورج ) ويعتبر سورج من اشهر الجواسيس على الإطلاق ويحمل هذا الرجل الدكتوراه في العلوم السياسية وقد نجحت المخابرات السوفيتية ايضا في تجنيدة لصالحها ضد النازية وضد هتلر ويعود الفضل له في انتصار الجيش الأحمر على هتلر والقضاء على قواته في صحراء سيبيريا حيث لم يتوقع السوفيت ان هتلر ينوي مهاجمتهم لكن سورج ابلغهم وطلب منهم اخذ الحيطة والحذر بعد ذلك انتقل هذا الرجل الى اليابان لمواصلة التجسس لصالح السوفيت ولكن تم كشف امره وتم اعدامه عام 1944م . وهناك الكثير والكثير من الجواسيس الشرفاء وغير الشرفاء لامجال لذكرهم جميعا ومنهم سدني ريلي وايلي كوهين وكلاوس فوخس وغيرهم وقد يتساءل البعض ما الفرق بين الجاسوس الشريف وغير الشريف ولكي تتضح الصوره اكثر فإن هناك جاسوس شريف بل ويعتبر جاسوس وطني شريف يتم تكريمه من قبل وطنه وامته وجاسوس اخر هو في وادي والشرف في وادي اخر فأما الصنف الأول فهو يتبع وينتمي للدولة التي قامت بتجنيده ويعتبر من افضل واشرف مواطنيها لأنه يحمل روحه على كفه من اجل امن امته ووطنة وقد يتم ارساله للدولة المراد التجسس عليها في صفة موظف بالسفاره او تاجر او مرشد سياحي وهكذا وهذا كما اسلفنا يعتبر جاسوس شريف بل ووطني مخلص لوطنة وامته اما الصنف الثاني وللأسف الشديد فيتم تجنيده من قبل الدولة المعادية ضد امته ووطنة حيث يقوم بتسريب معلومات عسكرية وسياسية واقتصادية لأعداء امته من اجل النيل من وطنه وبذلك يصبح خنجرا في خاصرة الوطن والأمة وجريمته لاتغتفر لأنه اشد خطرا من العدو الظاهر البين وليس هناك اي مبرر لأي شخص كائن من كان لكي يتجسس على وطنه وامته حتى وان اختلف معهم في المذهب او حتى الدين بأكمله ولعلنا نشاهد ونرى كيف يلتف المسيحي والمسلم والهندوسي والشيوعي والذي يحمل الدين والذي بلا دين كلهم يلتفون حول علم امريكا او الصين او روسيا فالولاء للوطن وللأمة وللأرض التي يعيش عليها الفرد واي شخص ولائه عابر للحدود لامكان له داخل هذا المجتمع او ذاك بل ان من نجح في تجنيده سيكون اول من يحتقره وينظر له بعين الاحتقار والإزدراء مهما بذل من جهد في سبيل ارضاءه وهذا مايجب على كل اب تدريسه وتعليمه لأبناءه . د . مفلح بن قبلان