عاد برشلونة بطل أوروبا إلى ارض الواقع بعدما أذله مضيفه اتلتيك بلباو برباعية نظيفة في ذهاب الكأس السوبر الاسبانية لكرة القدم الجمعة على ملعب سان ماميس. وتفنن المهاجم اريتز ادوريز بدك مرمى الفريق الكاتالوني ثلاث مرات في الشوط الثاني بعدما افتتح التسجيل في الشوط الأول بتسديدة على بعد 47 مترا. وقطع فريق المدرب ارنستو فالفيردي شوطا كبيرا نحو إحراز اللقب للمرة الثانية في تاريخه بعد 1984، إذ تقدم بفارق رباعية قبل مباراة الإياب المقررة بعد غد الاثنين في برشلونة. وباتت امال برشلونة بتحقيق سداسية تاريخية أخرى، بعد الأولى في عهد المدرب بيب غوارديولا، فائقة الصعوبة نظرا للفارق الكبير في النتيجة. وكان برشلونة، قد أحرز لقبه الرابع هذا الموسم الثلاثاء الماضي في الكأس السوبر الأوروبية على حساب مواطنه اشبيلية 5-4 بعد التمديد في تبيليسي عاصمة جوريجا، بعد تتويجه بألقاب الدوري والكأس المحليين ودوري أبطال أوروبا. بيد ان الفريق الباسكي دمر ضيوفه خصوصا في الهدف الأول الذي سجله ميكيل سان خوسيه من تسديدة بعيدة من 47 مترا مستفيدا من تشتيتة خاطئة بالرأس للحارس الألماني مارك-اندريه تير شتيغن (13). وهذه أول مرة منذ 14 عاما يتلقى فيها برشلونة أربعة أهداف في مباراتين على التوالي، علما بأنه احتاج إلى 13 مباراة الموسم الماضي لتلقي 8 أهداف في شباكه. وهذه أسوأ خسارة لبرشلونة منذ ان صفعه بايرن ميونيخ الالماني في نصف نهائي دوري الأبطال 2013 (4-صفر و3-صفر). وظهر برشلونة متعبا من مباراة اشبيلية الأخيرة التي دامت 120 دقيقة في تبيليسي (5-4 بعد التمديد)، اذ لم يكتسب لاعبوه فورمتهم المعهودة، فأجرى المدرب لويس انريكي عدة تغييرات على تشكيلته الأساسية خصوصا الناحية الدفاعية، فلعب البرازيلي ادريانو ومارك بارترا والبلجيكي توماس فرمايلن اساسيين بالإضافة إلى سيرجي روبرتو ورافينيا وبدرو رودريغيز، فيما بقي البرازيلي نيمار غائبا بسبب الإصابة ودخل الكرواتي ايفان راكيتيش والقائد اندريس اينيستا في الشوط الثاني، وبقي جيرار بيكيه وسيرجيو بوسكيتس على مقاعد البدلاء. وكان برشلونة خجولا بالرد على الهدف الأول الاستعراضي، فحصل على ركلة حرة نفذها نجمه الأرجنتيني ليونيل ميسي جميلة في المقص الأيمن صدها الحاري غوركا ايرايزوز ببراعة (45). مطلع الشوط الثاني، صنع الضيوف فرصتين بارزتين، فسدد بدرو الذي يعيش فترة حرجة مع النادي لإبعاده عن التشكيلة الأساسية، في العارضة من مسافة قريبة (51)، ثم حقق الحارس ايرايزوز انجازا كبيرا مبعدا تسديدة ميسي الجميلة بعد تمريرة من الاوروغوياني لويس سواريز. لكن أخطاء برشلونة الدفاعية تواصلت في الشوط الثاني، فبعدما تفوق سابين ميرينو على البرازيلي داني الفيش، رفع الأول كرة جميلة الى اريتز ادوريز الذي سددها بقوة في شباك تير شتيغن هدفا ثانيا (53). وفي فاصل تشتيت دفاعي لا يليق ببطل أوروبا، استغل ادوريز الفرصة وسدد بيمناه الهدف الثالث للفريق الباسكي (62). وحصل المهاجم المخضرم على فرصة استكمال الهاتريك بعدما قدم الحكم ركلة جزاء لبلباو في الدقيقة 68 اثر دفعة من الفيش على بورخا اتشيتا سددها ادوريز أرضية في الزاوية اليمنى لبرشلونة. وتحمل انريكي، الذي أجرى 5 تغييرات على مباراة اشبيلية الأخيرة، مسؤولية الخسارة بعد المباراة قائلا: "لعبنا قبل ثلاثة أيام، أجريت الكثير من التغييرات على التشكيلة الأساسية وأتحمل المسؤولية كما العادة. ارتأيت انه يجب حماية اللاعبين، فليس الوقت المناسب من الموسم لازيد الحمل عليهم". وعبر انريكي عن قلقه من هشاشة دفاعه الذي تلقى 8 أهداف في مباراتين: "تلقي هذا الكم من الأهداف يقلقني، بالإضافة إلى رؤية هذا العدد من الاخطاء في اللعب، سنحلل كل ذلك ونحاول تصحيح الأمور. كرة القدم هي لعبة أخطاء. الغريب إننا تحولنا من فريق يتلقى أهداف قليلة إلى أخر يتلقاها بسهولة". وبرغم حظوظ بلاوغرانا الضئيلة في مباراة العودة بقي انريكي متفائلا: "إذا كان هناك أي فريق قادر على تحقيق لك، فهو برشلونة. فلننتظر الاثنين، سنسعى بكل قوتنا". اما الأرجنتيني خافيير ماسشيرانو لاعب وسط برشلونة فقال: "خلقوا 4 او 5 فرص وسجلوا أربعة أهداف. الأمر ليس طبيعيا خصوصا مقارنة مع ما حققناه الموسم الماضي. لكن لا تدفوننا بسرعة، يمكننا قلب النتيجة". ورأى بطل المباراة اريتز ادوريز: "نحن راضون جدا. هذا نهائي ونعرف مدى صعوبة الفوز على برشلونة. لكن تبقى مباراة العودة والأمر سيكون صعبا. برشلونة على أرضه هو الأفضل وبإمكانه تحقيق اي شيء".