استخدمت الولاياتالمتحدة الجمعة، 18 فبراير / شباط 2011، حق النقض (الفيتو) ضد مشروع قرار لمجلس الأمن الدولي يدين البناء الاستيطاني الإسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وذلك بعدما رفض الفلسطينيون سحب نص مسودة أعدتها الدول العربية. وصوّت الأعضاء الأربعة عشر الآخرون لصالح مشروع القرار، لكن الولاياتالمتحدة صوّتت ضده وأسقطته. وكان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قد أكد الجمعة تصميمه على التوجه إلى مجلس الأمن لاستصدار قرار يدين الاستيطان الإسرائيلي، رغم محاولة الرئيس الأمريكي باراك أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون ثنيه عن ذلك.. فبعد أقل من 24 ساعة من مكالمة هاتفية أجراها معه أوباما، تلقى عباس الجمعة اتصالا من كلينتون تطرقت فيه إلى موضوع التوجه إلى مجلس الأمن لإدانة الاستيطان الإسرائيلي الذي أدى استمراره إلى نسف مفاوضات السلام الفلسطينية الإسرائيلية بعد أسابيع قليلة من استئنافها في ايلول / سبتمبر الماضي برعاية أمريكية. وقال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة في بيان إن "الرئيس عباس بحث مع كلينتون موضوع التوجه إلى مجلس الأمن بخصوص النشاطات الاستيطانية". وأضاف أن "الموقفين الفلسطيني والعربي بشأن المشروع المقدم لمجلس الأمن الدولي لإدانة الاستيطان الإسرائيلي في الأرض الفلسطينية لا تغير فيه". وأكد مسؤولون فلسطينيون أن أوباما هدد الفلسطينيين باتخاذ إجراءات ضدهم إذا أصروا على التوجه إلى مجلس الأمن وحذر من عواقب الإقدام على خطوة مماثلة. وقال أحمد مجدلاني عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية في تصريح ل (فرانس برس) إن "الرئيس أوباما هدد أمس باتخاذ إجراءات ضدنا وهذا ليس جديدا، فمنذ أكثر من أسبوع ونحن نتلقى تهديدات أمريكية". وأضاف لدى دخوله إلى اجتماع للقيادة الفلسطينية لبحث هذا الموضوع أن التهديدات التي تحدث عنها أوباما "مفادها أنه إذا مضينا باتجاه مجلس الأمن سندفع أوساطا من الكونغرس لإعادة النظر في المساعدات الأمريكية التي تتلقاها السلطة الفلسطينية من الولاياتالمتحدة". وكان مسؤول فلسطيني رفض الكشف عن اسمه قد قال في وقت سابق ل (فرانس برس) إن "الرئيس أوباما هدد خلال اتصاله الخميس بالرئيس عباس باتخاذ اجراءات ضد السلطة الفلسطينية إذا اصر المسؤولون الفلسطينيون على التوجه إلى مجلس الأمن لإدانة الاستيطان والمطالبة بوقفه". وأضاف أن أوباما قال لعباس "ستكون هناك عواقب على العلاقات الفلسطينيةالأمريكية إذا واصلتم خطواتكم للتوجه إلى مجلس الأمن وتجاهلتم مطلبنا بهذا الخصوص، ولا سيما أن لدينا مقترحات بديلة"، في إشارة إلى اقتراح إصدار بيان رئاسي غير ملزم عن مجلس الأمن يدين الاستيطان، ولكنه لا يرغم إسرائيل على وقفه.واعتبرت كلينتون الخميس أن قرارات مجلس الأمن الدولي "ليست السبيل الصحيح" للتقدم نحو تحقيق الحل القائم على دولتين في النزاع الإسرائيلي الفلسطيني. ودرجت الولاياتالمتحدة على استخدام حق النقض (الفيتو) في مجلس الأمن ضد أي مشروع قرار يدين إسرائيل إلا أنها تجد نفسها في وضع حرج هذه المرة كونها تطالب هي أيضا إسرائيل بوقف الاستيطان لإعطاء فرصة لاستئناف عملية السلام. وقبل ساعات من اجتماع للقيادة الفلسطينية التي تضم اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واللجنة المركزية لحركة فتح لتدارس القضية بعد اتصال اوباما بالرئيس عباس، اكد مسؤول فلسطيني على تصميمها التوجه إلى مجلس الأمن. وقال النائب بسام الصالحي الامين العام لحزب الشعب الفلسطيني والذي يشارك في اجتماعات القيادة الفلسطينية إن "المساعي التي تبذلها الإدارة الأمريكية بما فيها الاتصال المطول الذي أجراه الرئيس أوباما البارحة مع الرئيس أبو مازن تهدف الى الالتفاف على عزم القيادة الفلسطينية على المضي في توجهها الى مجلس الأمن لاستصدار قرار يدين استمرار الاحتلال والاستيطان". وأضاف الصالحي في بيان أن "القيادة الفلسطينية عازمة على المضي قدما في توجهها هذا مدعومة من قبل المجموعة العربية وعدد كبير من دول العالم". وكان مسؤولون فلسطينيون قد أعلنوا في وقت سابق الخميس أن القيادة الفلسطينية رفضت ضغوطا وعرضا أمريكيا لثنيها عن التوجه إلى مجلس الأمن الدولي للمطالبة بوقف الاستيطان الإسرائيلي. وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي لوكالة فرانس برس إن "الإدارة الأمريكية تقدمت بعرض إلى سفير فلسطين (في الأممالمتحدة رياض منصور) والمجموعة العربية لثنينا عن التوجه إلى مجلس الأمن لإدانة الاستيطان الاسرائيلي في الأراضي الفلسطينية، وخاصة في القدسالشرقية والمطالبة بوقفه". وأضاف أن العرض الذي قدمته واشنطن "عبر سفيرتها في الأممالمتحدة (...) ورفض من قبل القيادة الفلسطينية والمجموعة العربية" يتضمن "استبدال التصويت على مشروع القرار الفلسطيني والعربي ببيان من رئاسة مجلس الأمن صيغته غير ملزمة لإسرائيل". ويؤكد البيان "رفض الاستيطان بشدة دون إدانته ويعبر عن اجماع مجلس الأمن بما فيه الولاياتالمتحدة وينتقد مواقف إسرائيل، وخاصة عدم تنفيذ خريطة الطريق وينتقد مواصلة الاستيطان فقط".