الأحداث التي يمر بها العالم العربي، من لبنان إلى الوثائق الفلسطينية والمظاهرات في تونس ومصر، تهيمن على العديد من الصحف العالمية أيضاً. الاندبندنت كتب روبرت فيسك في الصحيفة البريطانية تحت عنوان "حقيقة جديدة تدعو لبزوغ فجر جديد في العالم العربي" يقول: الوثائق الفلسطينية المسربة مدمرة أكثر من وعد بلفور. والسلطة الفلسطينية (ويجب وضع كلمة سلطة بين قوسين) كانت ومازالت مستعدة ل"التخلي عن حق العودة" لنحو 7 ملايين لاجئ فلسطيني مما بات يعرف الآن بدولة إسرائيل، إلى دولة ربما تشكل أقل من 10 في المائة من فلسطين الانتدابية. وفيما تتكشف هذه الوثائق، يدعو الشعب المصري إلى سقوط الرئيس المصري حسني مبارك، فيما تم في لبنان تعيين رئيس وزراء مدعوم من حزب الله، هذه الأمور نادرة الحدوث في العالم العربي. هآريتس تحت عنوان "عريقات: أمريكي وبريطاني مسؤولان عن تسريب الوثائق الفلسطينية" كتبت الصحيفة الإسرائيلية تقول: زعم كبير المفاوضين الفلسطينيين، صائب عريقات أن مواطناً أمريكياً يعمل لصالح قناة الجزيرة، وآخر بريطاني، وهو مسؤول سابق في المخابرات البريطانية ومسؤول في الأممالمتحدة حالياً، قاما بتسريب وثائق الشرق الأوسط السرية. وأوضح عريقات أن الصحفي الأمريكي بقناة الجزيرة كان يعمل لصالح وزارة الخارجية الأمريكية،، واسمه كلايتون سويشر، وأنه كان يعمل كحارس أمني "بودري غارد" إبان إدارة الرئيس الأمريكي بيل كلينتون. أما البريطاني فهو ألاستير كروك، المسؤول السابق في جهاز المخابرات البريطانية M16، والمستشار في الممثلية العليا للشؤون العامة والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، ويعتبر من المقربين من المسؤولين في حركة حماس. لوس أنجلوس تايمز كتبت تحت عنوان "الضفة الغربية: السلطة الفلسطينية ضد الجزيرة.. بدأ مفعول حملة السيطرة على الأضرار" تقول: إن السلطة الفلسطينية أخذت تحشد قواها الخفية والظاهرة لمواجهة الأضرار الناجمة عن الوثائق التي نشرتها الجزيرة على شاشاتها، ووصلت إلى حد اتهام القناة القطرية وأمير قطر بالتآمر ضد النضال الفلسطيني من أجل الاستقلال. ورغم أن الجمهور الفلسطيني منقسم إزاء قناة الجزيرة، إلا أن كثيرين يعتقدون أن القناة القطرية بالغت في تغطيتها للوثائق. وقال أحمد سليم، الطالب الجامعي الذي يدرس إدارة الأعمال، والذي توجه إلى مقر الرئيس الفلسطيني محمود عباس في رام الله مع آلاف آخرين لإظهار تأييدهم له عقب نشر التقارير: "الوقت ليس مناسباً للدخول في صراع داخلي.. قيادتنا ترتكب الأخطاء.. ولكننا نستطيع رؤية أنها لم تتنازل عن أي شيء، وإلا فلماذا لم يتم توقيع أي اتفاق مع إسرائيل حتى الآن؟" وأضاف سليم أنه يعتقد أن قناة الجزيرة لم تعرض الوثائق بصورة موضوعية، مشيراً إلى أنه ليس مؤيداً قوياً لعباس، إلا أن الجزيرة حولت المسألة إلى معركة شخصية مع عباس والفلسطينيين بشكل عام، وهذا ما دفعه إلى الانضمام للآلاف من الفلسطينيين دعماً للزعيم الفلسطيني.