أكد إمام وخطيب المسجد الحرام بمكة المكرمة، الشيخ الدكتور صالح بن محمد آل طالب؛ أن أبلغ العزاء في فقيد المملكة الكبير الملك عبدالله بن عبدالعزيز؛ هو أن خلفه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وهو كبير في نفسه وكبير في نفوس شعبه، محذراً من خطورة تداول الشائعات، وداعياً إلى وجوب البيعة. وقال "آل طالب": "سلمان الفأل والسلامة، والبلاد تستحضر تاريخه الطويل في القيادة والحكم والعزم والحزم، وتتفاءل بمستقبل نيّر وخادم خيّر يتضمن- كما عودها- إجلالاً لشرع الله وحملته وحفظ الشريعة وحماية جنابها، ودفع عجلة التنمية والتطوير في جميع المناحي، وقيادة سفينة البلاد في هذه الظروف المعقدة". وأضاف: "ليعلم الجميع أن هذه البلاد لا يوهنها فقد القادة وإِنْ جَلُّّوا، ولا يضرها رحيل الملوك وإن عظموا؛ لأن سر قوتها ومدد بقائها هو منهجها الذي تترسم وشريعتها التي تحكّم وتطبق". وحذّر "آل طالب" في خطبة الجمعة التي ألقاها اليوم بالمسجد الحرام بمكة المكرمة؛ من تداول وبث الشائعات المغرضة ونشرها. وقال: "كلما عظم الحدث ثارت حوله التكهنات وسرت خلاله الأكاذيب، وبثت الشائعات؛ فاحذروا أن تعينوا العدو على أنفسكم، خصوصاً مع سهولة تناقل الأخبار في هذه الأوقات؛ فإن لكم أعداء هذا سلاحهم، فلتكن أجهزتكم مدْفناً للشائعات والأقاويل، وليكن منهجكم وصية الله لكم: {وَإِذَا جَاءَهُمْ أَمْرٌ مِنَ الأَمْنِ أَوِ الْخَوْفِ أَذَاعُوا بِهِ وَلَوْ رَدُّوهُ إِلَى الرَّسُولِ وَإِلَى أُوْلِي الأَمْرِ مِنْهُمْ لَعَلِمَهُ الَّذِينَ يَسْتَنْبِطُونَهُ مِنْهُمْ وَلَوْلا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ لاتَّبَعْتُمُ الشَّيْطَانَ إِلَّا قَلِيلًا}. وتحدث إمام وخطيب المسجد الحرام عن البيعة بقوله: "من بركة الشريعة اجتماع الكلمة والتوافق في الأمر، وإذا بايع أهل الحلِّ والعقد حاكماً؛ انعقد له الأمر، ووجبت على الجميع طاعته في المعروف؛ ويكفي في البيعة انعقاد القلب بها وقبول النفس بالحاكم والرضا به؛ وذلك لمن لم تتيسر له البيعة المباشرة، وفي الحديث: "من مات وليست في عنقه بيعة مات مِيتَةً جاهلية". وأضاف: "البيعة من هدي الإسلام، وهي من معاني أمن الدول واستقرار البلاد، ومقتضيات أمر البيعة ولوازمها على المُبايَع والمُبايِع عظيمة عند الله وعند الناس.. أعان الله الجميع على القيام بحقها والوفاء بعقدها". وأردف الشيخ "آل طالب": "نشهد الله أنا بايعنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز على كتاب الله وسنة رسوله، نبايعه على السمع والطاعة، وعلي ما أمر الله به وأمر رسوله، ونبايع الأمير مقرن بن عبدالعزيز ولياً للعهد على السمع والطاعة، وعلى ما أمر الله به وأمر رسوله، ونبايع ولي ولي العهد الأمير محمد بن نايف- وفقهم الله وأعانهم وسددهم-".