لو تأملنا في البيعة لوجدناها عقداً بين طرفين، بين الحاكم والمحكوم والمبايَع والمبايع وهي عقد وكالة بين أفراد الأمة وولي الأمر بالقيام بما فيه صلاح الناس. وتثمر البيعة عن لزوم المسلمين عامة في البيعة وعدم المفارقة والمحافظة على المصالح العامة والخاصة وفيها صلاح للناس والبلاد وفيها وقاية المسلمين بأنفسهم من الفتن ودخولهم في ساحة الأمان والنجاة، ومن عقيدة المسلم من أهل السنة والجماعة أن لا يموت وليس في ذمته بيعة، وبالأمس القريب كانت الرياض العاصمة على موعد مع تظاهرة عامة هتفت لها ألباب النساء قبل الرجال وتغنت بها حناجر الأطفال قبل الشباب على موعد بعد أن كانت في العاصمة المقدسة التظاهرة لم تكن جديدة واحتفالياتها كانت إحتفاء بخادم الحرمين الشريفين، أما بيعته الحقيقية فقد تمت بعد وفاة خادم الحرمين الملك فهد رحمه الله. إن المشهد الذي سطره الأمير سلمان أمير المنطقة وأهاليها ماهو إلا جزء من تعبير أكبر تكنه القلوب والحناجر، أجل إنه مشهد على مرأى الجميع ومسمع من الدنيا مشهد رائع تجسدت فيه روح الولاء والطاعة وتجسدت فيه إحياء شعيرة من شعائر الولاية العامة في الإسلام وهي تمثل حدثاً تاريخياً ودينياً وحضارياً، في تاريخ المملكة فيها أنموذج الديموقراطية نحن أهالي الرياض والمحافظات التابعة لها بايعنا خادم الحرمين الملك عبدالله بن عبدالعزيز وولي عهده صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن عبدالعزيز على السمع والطاعة كما بايعه قاطنو المملكة أجمعهم. قال عبادة بن الصامت رضي الله عنه (بايعنا رسول الله صلى الله عليه وسلم على السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره وعلى أثره علينا وعلى ألا ننازع الأمر أهله وعلى أن نقول بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم)أخرجه مسلم. إن هذه البيعة كانت نموذجاً إحتذى به المسلمون بعد عهد النبوة وها نحن نقول بايعنا الملك عبدالله وولي عهده الأمين على المنشط والمكره حتى لا نكون كالذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم «من خلع يداً من طاعة لقي الله يوم القيامة لا حجة له، ومن مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة الجاهلية» أخرجه مسلم. إن البيعة بالولاء والطاعة التي نظمتها الرياض ترحيباً بالمليك سبقتها بيعات متعددة حينما بايعه الأمراء والمشايخ والوزراء وأعضاء مجلس الشورى وشيوخ القبائل وعامة المجتمع.