فاجأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو مستمعيه في لجنة الخارجية والأمن في الكنيست الإسرائيلي، ومعهم الفلسطينيون والعرب بقوله إن إسرائيل "كانت مستعدة لتمديد فترة تجميد البناء في المستوطنات لثلاثة أشهر أخرى، لكن الرئيس باراك أوباما أسقط هذا الخيار واستبدل به خيار المفاوضات الموازية، أي مفاوضات (تقريب وجهات النظر) بين الجانبين في مواضيع الحل النهائي". علماً أن الاعتقاد السائد لدى الفلسطينيين والدول العربية وكثير من الإسرائيليين أن نتنياهو هو من رفض وأفشل جهود الأميركيين في هذا الشأن، وهو ما أدى إلى انهيار كامل للمفاوضات بين الجانبين. واتهم نتنياهو الفلسطينيين بعرقلة العملية السلمية، وقال إن ائتلافه الحكومي وأي اتفاقات في إطار هذا الائتلاف، لن تمنعه، كما يعتقد، من التوصل إلى اتفاق مع الفلسطينيين. وأردف قائلا "قمنا بخطوات عديدة لدفع عملية السلام، جمدنا الاستيطان مدة 9 أشهر، وكنا مستعدين لتمديده 3 أشهر أخرى، إلا أن الفلسطينيين لم يتقدموا قيد أنملة"، حسب ما نقلت عنه صحيفة "الشرق الأوسط"، على صدر الصفحة الأولى لعدد الثلاثاء 4-1-2011. ومضى يقول: "لقد التقيت مع (الرئيس الفلسطيني محمود عباس) أبو مازن أكثر من مرة، ولم أجد أي تغيير في مواقفه خلال هذه اللقاءات". وأكد نتنياهو، في سياق تقرير قدمه أمس إلى لجنة الخارجية والأمن البرلمانية، أن المحاولات لدفع عملية السلام من جديد مستمرة، وأن مبعوثين أمريكيين سيصلون إلى البلاد في منتصف هذا الشهر في مسعى لتقليص الفجوات بين مواقف الجانبين من القضايا الجوهرية. واعتبر أن واشنطن لن تكون شريكة لأي اتفاق سلام يتم فرضه على الجانبين، واصفا مثل هذا الاتفاق، بأنه "محكوم عليه بالفشل". كما توقع نتنياهو الفشل سلفا لأي تحرك فلسطيني للحصول على اعتراف دولي بالدولة الفلسطينية، باعتبار أن "الكونغرس الأميركي يعارض ذلك". وادعى نتنياهو أنه اجتاز نقطة اللاعودة فيما يتعلق بعملية السلام مع الفلسطينيين، متسائلا "ما إذا كان الفلسطينيون قد اجتازوا هم أنفسهم هذه النقطة". وقال إنه يسعى للتوصل إلى سلام شامل مع جميع أطراف النزاع في العالم العربي وليس مع الفلسطينيين فقط. إلا أن الحكومة الفلسطينية قللت من أهمية تلك التصريحات، إذ نقلت الصحيفة عن كبير المفاوضين الفلسطينيين صائب عريقات قوله إن "هذا كلام لا صلة له بالواقع وقف الاستيطان التزام إسرائيلي، وليس طلبا أمريكيا". وأضاف عريقات "إنه (نتنياهو) يحاول أن يلعب لعبة علاقات عامة ويجرب اللف والدوران بأن يلقي اللوم على الأمريكيين والفلسطينيين وأن هذا هو مفتاح المفاوضات، ولن نسمح لنتنياهو أن يعيدنا إلى نقطة الصفر أبدا من خلال بدء مفاوضات جديدة من جديد". متابعات