يؤكد خبراء الصحة أنه بإمكان الصائم الاستفادة من صيام شهر رمضان المبارك في تطهير جسمه وتخليصه من السموم وتجنب الاختلال في النظام الغذائي عن طريق إتباع نصائح التغذية السليمة. ويشدد هؤلاء الخبراء على أهمية الألياف والبروتين خلال وجبتي الطعام الرئيسيتين في رمضان، الإفطار والسحور، والتي تتوفر في الحبوب الكاملة والفاكهة والخضار، وكذلك الزبادي، والبيض، والمكسرات، والجبن. كما أن تناول التمر خلال وجبة الإفطار بدلاً من الحلوى الغنية بالدهون والسكر، يساعد الصائم على تقليل محيط الخصر وإنقاص الوزن كما حذروا من التعرض للشمس، حيث يزيد التعرض الكثير للشمس خلال النهار من جفاف الجسم، لذلك يفضل اللجوء للأماكن الباردة، وتناول الفاكهة في وجبة السحور، وتجنب شرب القهوة والشاي لأنهما يحتويان على الكافيين الذي يزيد إدرار البول وبالتالي فقدان الجسم للسوائل. الحالات الخاصة. بالنسبة للسيدات الحوامل، تجب استشارة الطبيب بخصوص احتياجات الجسم للصيام. أما مرضى السكري فينبغي استشارة الطبيب بخصوص إمكانية الصيام والسيطرة على نسبة السكر في الدم. كما أن شهر رمضان يعتبر شهر صيانة وعلاج للجهاز الهضمي، حيث أنه يعطي هذا الجهاز الحيوي راحة لأكثر من 14 ساعة يوميا ولمدة شهر كامل، حيث يقوم خلالها الجهاز بتنظيف أجزاءه المختلفة. ولذلك يجب أن ننتهز هذه الفرصة التي تأتينا مرة كل عام لعمل صيانة لهذا الجهاز، من خلال تناول الطعام الصحي المعتدل في وجبتي الإفطار والسحور، دون الإفراط في الأكل. ويشار هنا إلى أنه وأثناء الصيام يعاني الجسم من الحرمان، ويحاول الاعتماد في طاقته وحاجته على سكر الغلوكوز الموجود في وجبة السحور، إلا أن هذه الوجبة لا تستطيع تلبية احتياجاته من الطاقة والسكر الكافي إلا لساعات محدودة. بعدها يقوم الجسم باستخدام المواد السكرية ثم الدهنية المخزونة في أنسجة الجسم، فتذوب الدهون الزائدة، وبعد الصيام ومع تناول وجبة الإفطار يزداد تدفق الدم المحمل بالغذاء والأكسجين إلى جميع أنسجة وخلايا الجسم، فتتجدد خلاياه وتزيد قوته ونشاطه. ولكي نحدث التوازن المطلوب في وجبتي الفطور والسحور، يجب علينا مراعاة الكثير من الأمور: - وجبة الإفطار يجب أن تكون خفيفة وتحتوي على ال 6 مركبات الغذائية الأساسية. - يجب التعجيل بالإفطار، لأن تأخيره يزيد من انخفاض سكر الدم. - يجب البدء بتناول التمر، حيث أن المعدة والأمعاء فارغة، ولهم قدرة عالية على الامتصاص السريع للمواد السكرية، مما يؤدي إلى رفع نسبة السكر في الدم، وعدم الإحساس بالدوخة والتعب. - تعتبر التمرة الواحدة المتوسطة الحجم بديلا عن حصة فواكه، وتوفر 50 سعرة حرارية، وينصح للصائم بتناول على الأقل ثلاث تمرات يوميا، ويفضل عدم تناول فواكه أخرى معه في نفس الوقت. - يفضل بعد تناول التمر شرب اللبن أو الماء، ثم القيام بصلاة المغرب، وبعدها يمكن تكملة الإفطار. - يجب أن تحتوي وجبة الإفطار على أطعمة سهلة الهضم والامتصاص، مثل العصائر الطبيعية، حتى تساعد على رفع نسبة السكر في الدم بسرعة. - يجب أن تحتوي مائدة الإفطار على المواد الكربوهيدراتية المعقدة، مثل حبوب القمح والشوفان والبقوليات كالعدس والدقيق والأرز، لأنها تعطي شعورا طويلا وسريعا بالشبع، كما أنها تستغرق حوالي 8 ساعات ليتم هضمها، بينما الأطعمة سهلة الهضم تحتاج ما بين 3-4 ساعات. - يجب أن تحتوي وجبة الإفطار على الفيتامينات والمعادن الموجودة في الخضروات مثل السبانخ والأعشاب الخضراء والملوخية، والفواكه بدون إزالة القشر منها، والفواكه المجففة مثل المشمش والتين والخوخ. - يجب التقليل من الأطعمة المقلية، لأنها قد تسبب عسر الهضم والحموضة، وحرقة المعدة، بالإضافة إلى زيادة الوزن. - يجب الاهتمام بالسلطات الخضراء لأنها تساعد على تنشيط حركة الأمعاء وتسهل الإخراج، وتحمي من سرطان القولون. - الحليب ومشتقاته من الأطعمة المفضلة في وجبة السحور. - ينصح باستهلاك 2-3 أكواب من الماء على الأقل في وجبة السحور، مع الحرص على شرب كميات صغيرة متفرقة من الماء بين وجبتي الإفطار والسحور. - الإقلال من الملح والأغذية المالحة، حيث أنه كلما ارتفع استهلاك الملح، كلما ازداد الشعور بالعطش والحاجة للماء. - تجنب الحلويات الدسمة، لما لها من خطورة على أمراض القلب والشرايين، ويفضل استبدالها بالفواكه المجهزة الطازجة أو المجففة.