احتياجات الصائم الغذائية تكاد توازي احتياجاته عندما يكون غير صائم ..لذلك يشترط على من يريد الاستفادة من صومه ألا يكون شرها عندالافطار والسحور، ويستحسن ان يفارق الطعام وهو يشتهيه . بهذه الكلمات الغذائية القيمة يشير الينا الدكتور محمد ديب استاذ ورئيس قسم علوم الغذاء والتغذية عن الاصول التي يجب ان يتبعها الصائم في رمضان فيقول : يمكن للصائم تنظيم وجباته في الافطار و السحور بوسائل عدة منها : ان يكون مكونات الافطار سهلة الامتصاص لكي لاتسبب الارباك للمعدة وقد قال صلى الله عليه وسلم " إذا أفطر أحدكم فليفطر على تمر فإنه بركة ، فإن لم يجد فالماء فإنه طهور " .والتمر غني بسكر الفواكه أي " الفركتوز " ..وهو سهل الامتصاص ويصل الى الدم بسرعة ويرفع من معدل سكر الدم الذي عادة ما يكون منخفضا عند الصائم ومن ثم يروي جسمه ويشعر بالهدوء، ويبعد الشعور بالجوع ويساعد على النشاط فإذا لم يتوفر التمر فيمكن تناول عصير الفواكه الطازج اوعرق السوس او التمر الهندي . ومن المفيد شرب الماء بعد التمر لتعويض مافقدته انسجة الجسم من الماء اثناء الصيام سواء على هيئة تعرق أو بول وهنا يجب الاشارةالى ضرورة الاعتدال بشرب الماء في بداية الافطار حتى لا تمتلئ المعدة بالماء، وبعدها يفضل تناول الشوربات الساخنة بكمية معتدلة لتهدئة المعدة ومساعدتها على إفراز الانزيمات الهاضمة ، كما يجب تجنب تناول التوابل كالشطة والفلفل قدر الامكان، لأنها تهيج المعدة، وتهيج الغشاء المخاطي للمعدة فتؤدي الى زيادة الحموضة وتحرض على شرب الكثير من الماء اثناء تناول الطعام، مما يخفف من تركيز العصارة الهاضمة وتبطئ عملية الهضم ، واضافة الى احتقان الغشاء المخاطي للقناة الهضمية والتهابه ، وقد تحدث فيه تقرحات أو تهيج الغشاء المخاطي للمستقيم والشرج وأيضا المجاري البولية واحيانا بعض أنواع الحساسية .. كذلك يجب تجنب كثرة المواد الدهنية لأن هضمها يستغرق وقتا طويلا ، وجهدا اكبر وتؤدي كثرتها الى أمراض كثيرة .منها امراض الشرايين والقلب، وهنا يشير الى اهمية تناول الزيوت الغنية بالاحماض الدهنية غير المشبعة ، كزيت الزيتون والذرة خلال شهر رمضان المبارك، لانها تمنع من حدوث ارتفاع حمض البول وتقلل الكوليسترول في الدم " يفضل أن تكون نسبة الزيوت النباتية الى الشحوم " 2 : 1 كما يجب عدم اتخام المعدة بالطعام قال تعالى " وكلوا واشربوا ولاتسرفوا " ، فيجب عدم التهام كميات تفوق الحد الطبيعي وعدم الاسراف في تناول الاطباق الرمضانية الدسمة والحلويات ، ويجب تناول الخضار والفاكهة الطازجة ، التي تؤمن باستمرار لحدوث العلميات الحيوية في خلايا الجسم وابدأ دائما بمضغ الطعام جيدا لتتمكن الانزيمات ، الموجودة في اللعاب من العمل ولكي يتفتت الطعام بشكل ناعم جدا . ويجب ان تكون وجبة الافطار شاملة العناصر الغذائية المختلفة وذلك للحصول على الغذاء المتوازن وعدم الخلط بين المواد المتعارضة ، كما يجب ان تكون شراب الشاي خفيفا ومضافا اليه النعناع الذي يحتوي على زيت طيار لينبه المعدة ، وبالنسبة للقهوة لاينصح بتناول اكثر من 12 فنجان مع ملاحظة ان المداومة على تناول المشروبات الغازية يسبب ارتباكاً في الهضم . أما وجبة السحور فيجب ان تكون قبل الامساك عن الطعام بنصف ساعة حتى لاتطول فترة الصيام ، وخفيفة ما امكن كاللبن والجبن واللحم المسلوق والفول والفواكه، او الخضار وقليلة المحتوى من الدهون ومعتدلة بكمية السكريات حتى لايحصل زيادة في افراز بعض الهرمونات كالانسولين، كما يجب ألا تحتوي على اطعمة مقلية، ويجب الانتباه ليس فقط الى نوعية وجبات الطعام .التي يتناولها الصائم فحسب بل الى طريقة إعداد تلك الوجبات .