قر مسؤول سوداني بارز بفشل الجهود الرامية إلى الحفاظ على وحدة السودان، في اعتراف حكومي بأن الجنوب سينفصل على الأرجح بعد الاستفتاء المقرر إجراؤه الشهر القادم. ونقلت وكالة السودان للأنباء عن نافع علي نافع مساعد الرئيس السوداني عمر البشير قوله في كلمة ألقاها في الخرطوم، إنه من المتوقع أن يختار الناس في جنوب السودان الانفصال في الاستفتاء المرتقب تنظيمه يوم 9 يناير/كانون الثاني المقبل، لافتا إلى أن كافة الجهود والسبل المبذولة قد عجزت عن الحفاظ على وحدة البلاد. كما نقلت الوكالة عن نافع تأكيده على ضرورة الركون إلى الحقائق والوقائع وعدم خداع النفس أو التشبث بالأحلام، مشيرا في هذا الصدد إلى أن انفصال الجنوب صار أمرا مرجحا لأنه يمثل توجه الحركة الشعبية لتحرير السودان التي يدعمها الغرب كله. وقد يمثل هذا الإعلان تغيرا في توجه حكومة الخرطوم بعدما قال الرئيس البشير في السابق إنه سيدافع من أجل الوحدة حتى اللحظة الأخيرة، كما هدد أعضاء في حزب المؤتمر الوطني الحاكم بعدم الاعتراف بنتيجة الاستفتاء. ولم يتبق سوى 24 يوما على الموعد المقرر للتصويت في الاستفتاء الذي نصت عليه اتفاقية السلام الموقعة عام 2005، والتي أنهت حربا استمرت عقودا بين الشمال والجنوب. ويتوقع محللون منذ فترة طويلة أن يختار الجنوبيون الانفصال عن الشمال عدوهم إبان الحرب الأهلية، وإقامة أحدث دولة في القارة الأفريقية. واتهم زعماء جنوبيون الرئيس السوداني وحزبه الحاكم بالتآمر من أجل تعطيل الاستفتاء لإبقاء سيطرتهم على نفط الجنوب. وأمضى الجانبان شهورا في التفاوض على كيفية تقاسم عائدات النفط إذا انفصل الجنوب إلى جانب قضايا أخرى، دون إحراز تقدم. وهناك مخاوف من أن خلافات ممتدة على ملكية مناطق منتجة للنفط متنازع عليها، وأماكن الحدود المشتركة بين الشمال والجنوب، قد تشعل الحرب من جديد. المصدر: رويترز