قال الرئيس السوداني، عمر حسن البشير، إنه سيكون أول سوداني يعترف بجنوب السودان في حال صوت لصالح الانفصال خلال الاستفتاء المقرر يوم 9 يناير المقبل.وأضاف البشير مخاطبا آلافا من أنصار حزبه الحاكم خلال مهرجان خطابي في ولاية الجزيرة إن جنوب السودان سيكون محل ترحيب بصفته دولة شقيقة. وتابع البشير "نقول لإخواننا في الجنوب الآن إن الكرة في ملعبكم والقرار لكم. إذا أردتم الوحدة، فإنكم ستكونون أكثر من مرحب بكم لأننا إخوة".ومضى قائلا "وإذا رغبتم في الانفصال، فإنكم ستكونون أيضا محل ترحيب. ولأننا سنكون دولتين شقيقتين وجارتين، فسنساعد بعضنا بعضا ونكمل بعضنا بعضا في كل شيء".وقال البشير إن الخرطوم ستساعد الجنوبيين على بناء بلدهم لأنها ترغب في رؤية دولة تنعم بالأمن والاستقرار. وأوضح "نرغب في بلد مستقر وآمن. نحن مستعدون لدعم الأمن والاستقرار والتنمية في الجنوب. سندعم برامجهم ونساعدهم حتى يقفوا على أرجلهم ويصبحوا بلدا".وأضاف "سنتبادل المنافع والمصالح فيما بيننا". تمسك بالاستقلال وفي اطار التوجه الجنوبي قالت عضو بارز في الحزب الحاكم في جنوب السودان ان حزبها سيدعو للتصويت للاستقلال في استفتاء الجنوب، في تحد لمقولة ان الحكومة ستبقى محايدة.وتحدثت آن إيتو قبل ايام للصحفيين من على منصة تحمل شعار الانفصال في الاستفتاء المقبل على مصير الجنوب.وقالت: "بما ان الوحدة ليست جذابة فاننا نروج لما يريده شعبنا. اخترنا الدعوة لما يريده الناس. واذا بسطت كفك ترى 90 في المئة من الناس يلووحون".يمكن التنشغيل باستخدام برنامج "ريال بلاير"، او "ويندوز ميديا بلاير وتلك اشارة لرمز الانفصال في اوراق الاستفتاء في الجنوب وهو الكف المبسوطة.ومن المقرر ان يختار مواطنو جنوب السودان بين البقاء ضمن السودان الموحد او الانفصال في الاستفتاء على تقرير المصير الشهر المقبل. ويعتبر الاستفتاء على تقرير المصير اهم بنود اتفاقية السلام الشامل الموقعة بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان عام 2005.وقالت إيتو انها تعبر عن راي الجناح الجنوبي من الحركة الشعبية وملف جنوب السودان الذي يبدو فيه الاتجاه نحو الانفصال يشهد دورا غربيا واضحا لاجراء الاستفتاء ، حيث سبق وأن أكد الرئيس الامريكي باراك أوباما -خلال اتصال هاتفي مع رئيس حكومة جنوب السودان سلفا كير- على تمسك واشنطن باجراء الاستفتاء على تقرير مصير الجنوب "بسلام وفي موعده المقرر". وقال البيت الابيض في بيان آنذاك ن أوباما اتصل بكير -الذي يشغل منصب نائب الرئيس السوداني أيضا- واكد له "تمسك الولاياتالمتحدة بان يجري الاستفتاء بشأن تقرير مصير جنوب السودان بسلام وفي الموعد المحدد".ويأتي اتصال أوباما بكير قبل حوالي اسبوعين من الاستفتاء على تقرير مصير جنوب السودان المقرر في 9 من يناير المقبل.ويعتبر الاستفتاء أهم بنود اتفاق السلام الشامل الموقع بين الحكومة السودانية والحركة الشعبية لتحرير السودان عام 2005.وكانت الولاياتالمتحدة أحد أهم الجهات الراعية للاتفاق إلى جانب بريطانيا ودول افريقية أخرى.واشار البيان الى ان اوباما "حث كير على التعاون الكامل مع حزب المؤتمر (الحزب الحاكم في الشمال برئاسة عمر البشير) خلال الايام المقبلة لحل المسائل المتعلقة بتطبيق اتفاق السلام الشامل".كما حث أوباما كير ايضا على "اتخاذ اجراءات لمنع اي اعمال عنف".يذكر أن هناك مخاوف من اندلاع أعمال عنف في حال لم يوافق أحد الطرفين (حزب المؤتمر الوطني الحاكم في الشمال والحركة الشعبية الحاكمة في الجنوب) على نتيجة الاستفتاء.وبموجب استفتاء التاسع من يناير سيكون بمقدور الجنوبيين الخيار بين البقاء ضمن السودان الموحد أو الانفصال.لكن العديد من المراقبين يعتقدون أن الجنوب مقبل على الانفصال.وعلى الرغم من اقتراب موعد الاستفتاء إلا أن العديد من الملفات الحساسة لا تزال معلقة بسبب الخلافات بين الحركة الشعبية والمؤتمر الوطني.ولا يزال الجانبان يتبحاثان بشأن قضايا المواطنة وتقاسم الموارد الطبيعية ومنطقة أبيي الحدودية الغنية بالنفط وغيرها من الملفات.