في الوقت الذي يختال فيه فيروس "كورونا" في عدد من مستشفيات جدة، صرح الدكتور جواد محجور مدير إدارة الأمراض المعدية والوبائية بمنظمة الصحة العالمية أن الإعلان عن بضع عشرات من حالات الإصابة ب"كورونا" في مدينة واحدة لا تشكل هاجساً بالنسبة للمنظمة.. واعتبر محجور فيروس "كورونا" تحدياً يواجه المنظمة، لعدم وجود معلومات كافية عنه وكيفية انتقاله ومصدره إن كان الإنسان أو الحيوان، لافتاً إلى أنهم يعملون مع وزارات الصحة للحد من انتشاره، وإيجاد الدواء المناسب لعلاجه. جاءت هذه التصريحات من مسؤول المنظمة الدولية بعد أيام من عقد اجتماع عن طريق الأقمار الصناعية "تيلي كوم" عبر الهاتف بين بعض أعضاء اللجنة الوطنية للأمراض المعدية وخبراء من منظمة الصحة العالمية في جنيف والقاهرة، حول استعراض حالات فيروس "كورونا" التي ظهرت في محافظة جدة، وتم التأكد من أن الإجراءات التي اتخذت تتماشى مع طبيعة ونمط المرض. وخلال الاجتماع، أكد أعضاء اللجنة الوطنية للأمراض المعدية أن هناك تنسيقا دائما ومستمرا بين اللجنة العلمية ووزارة الصحة من جهة ومنظمة الصحة العالمية من جهة أخرى، حيث تقوم الوزارة واللجنة بتزويد المنظمة بكل ما هو مستجد، كما سيتم الإعلان عن أي مستجدات تهم المجتمع والعالم. وقد زودت وزارة الصحة المنظمة الدولية في جنيف بالحالات التي تم تسجيلها حيث تم منذ منتصف مارس 2014 تشخيص 37 حالة إيجابية لفيروس كورونا في 5 مستشفيات بمحافظة جدة وذلك بعد فحص 2517 عينة لمرضى ومخالطين ومازال العمل جاريا لإجراء المزيد من الفحوصات للحالات المشتبه بها والمخالطين، علما بأنه سجلت حالتان أخريان في محافظة جدة قبل هذا التاريخ. في هذه الأثناء، قال الدكتور سعيد العمودي مدير إدارة المختبرات وبنوك الدم في صحة جدة إنه يعتقد أن الطبيب المصري الذي اكتشف فيروس "كورونا" منذ نحو عامين وتم ترحيله، كان وراء انتشاره لمخالفته المعايير الدولية للمختبر الذي أجريت فيه زراعة الفيروس. وقال: تقدم إلينا الطبيب المصري الذي كان يعمل في أحد المستشفيات الخاصة بجدة منذ عامين مؤكدًا أنه اكتشف فيروس "كورونا"، وبعد زيارتنا للمختبر وجدنا جملة من المخالفات، من أهمها أن المختبر غير مطابق لمعايير منظمة الصحة العالمية في المختبرات التي يتم فيها زراعة الفيروسات بحيث تكون آمنة. وقال العمودي: إن من أهم هذه الشروط أن يكون المختبر في الطابق الأرضي حتى لا ينتشر في الجو، كما يجب أن تكون هناك خاصية الضغط السالب لضمان عدم تسربه، إضافة إلى عدم دخول أشعة الشمس داخل غرفة المختبر، ووجود جهاز شفط الهواء إلى غير ذلك من المعايير، بينما كان واقع المختبر مخالفًا تمامًا لتلك المعايير، لذلك تمت التوصية بإغلاقه. وأضاف: أحد يعلم ماذا حدث بعد زراعة الفيروس واكتشافه قبل عامين، فقد يكون حضّن في الجو، وأصبح الناس حينئذ حاملين للمرض، لافتًا إلى أن الطبيب تم إبعاده عن المملكة بعد مخالفته أنظمة الوزارة بإرساله عينة لحامض نووي لأحد المرضى لمختبر في هولندا لتأكيد النتيجة دون أخذ الإذن من الجهات المختصة.