لم يجد المواطن ناصر عطا الله الراشد مكانا لإيواء أبنائه الستة وأمهم بعد خروجه من منزله لعدم قدرته على سداد الإيجار، أفضل من خيمة مهترئة نصبها في الهواء الطلق في حي العزيزية في مكةالمكرمة. وكما ذكرت "عكاظ" في عددها اليوم السبت فقد وضع المواطن خيمته أمام مستشفى النور التخصصي، وكانت محتوياتها لا تتجاوز غطاءين ومجموعة من الأواني وملابس أطفال ممزقة، وأضاف أن الخيمة تحمي عائلته من الشمس نهارا والبرد ليلا وتحميه من جشع ملاك المباني السكنية. وقال الراشد «كنت أعمل سائقا حكوميا، لكني وقعت في فخ ديون مقدارها 50 ألف ريال في حين راتبي لم يتجاوز الثلاثة آلاف ريال، وبسبب ذلك دخلت في حالة اكتئاب وغبت عن العمل 15 يوما، فصلت بسببها من العمل، بعدها تكالبت عليّ الظروف وأصبحت عاجزا عن سداد إيجار المنزل، فرفض مالكه إعطائي فرصة لجمع المبلغ، فوجدت نفسي مع عائلتي في الشارع". وأضاف الراشد «في العام الماضي لم يتمكن أبنائي من الذهاب للمدرسة لعدم مقدرتي على تلبية احتياجاتهم وشراء مستلزمات المدرسة، ما تسبب في ضياع مرحلة دراسية كاملة في عمرهم، وحاولت أن أتقدم إلى الجمعيات الخيرية أو الضمان الاجتماعي، إلا أن جميع الأبواب أغلقت في وجهي». وقال بعبرة «كل هذه الظروف أوصلتني إلى هذه الحالة، ومن شدة ما أشعر به من آلام القهر والذل، أصبت بمرض نفسي وأتعاطى علاجا لذلك منذ أشهر، لكن لدي أمل أن تزول هذه الغمة، ويعود أهلي إلى منزل طبيعي مثل بقية الناس".