- إبراهيم مرفت رعى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، أمير منطقة جازان الأحد، 29 ذو الحجة لعام 1434ه الموافق للثالث من نوفمبر لعام 2013م، حفل توقيع اتفاقية تحالف مقاولي جازان للتدريب والتوظيف "مهارات" بين شركة أرامكو السعودية والمؤسسة وتدشين معهد "مهارات" التدريبي بالحقو بمنطقة جازان. ويهدف هذا التعاون الذي يضم المؤسسة وأرامكو السعودية ومقاوليها الثمانية الذين عهد إليهم بتنفيذ مشروع مصفاة جازان، إلى العمل ضمن إطار شراكة استراتيجية لتدريب وتوظيف خمسة آلاف شاب سعودي من منطقة جازان على مهن وحرف صناعية إنشائية متنوعة على مدى أربع سنوات، حيث سيشكلون جزءاً مهماً من الأيدي العاملة الماهرة التي ستقوم بتنفيذ مشروع المصفاة. وبذلك ستكون هذه الأيدي العاملة من أبناء المنطقة مؤهلة بفضل ما ستكتسبه من تدريب وخبرة على المشاركة في المستقبل في تنفيذ المشاريع الصناعية الأخرى في منطقة جازان ومن ثم في المملكة بشكل عام. وقد حضر الحفل كل من الدكتور علي بن ناصر الغفيص، محافظ المؤسسة ، وسعادة المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح، رئيس أرامكو السعودية وكبير إدارييها التنفيذيين، وعدد من كبار المسؤولين في منطقة جازان وأعضاء المجلس البلدي فيها ورجال الأعمال، بالإضافة إلى عدد من المسؤولين في كل من المؤسسة وأرامكو السعودية والشركات المتحالفة في معهد "مهارات". وبهذه المناسبة ثمن صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن ناصر بن عبدالعزيز، دور أرامكو السعودية في دعم اقتصاد المملكة بشكل عام وتنمية المنطقة على وجه الخصوص، ولا سيما في مدينة جازان الاقتصادية، عبر إنشاء مصفاة جازان لتكرير الزيت الخام، والقيام بأعمال البنى التحتية في مشروع المدينة الاقتصادية، وغيرها من المشروعات والأعمال، متوجة ذلك بهذه المبادرة الوطنية لتنمية الموارد البشرية وتطوير الشباب السعوديين من أبناء منطقة جازان، عبر قيادتها تحالفاً مع مقاوليها وحثهم على تدريب وتوظيف السعوديين من أجل تنفيذ أعمال مشروع المصفاة، حسب العقود المبرمة معهم. وكذلك ثمّن سموه تعاون المؤسسة لدعم هذا التحالف عبر إتاحتها المرافق اللازمة لهذا المركز التدريبي الجديد، وإشرافها العام على أعماله. وقال في هذا الشأن: "هاهي بواكير ثمار الخير تدنو لنقطفها من مشروع مدينة جازان الاقتصادية الواعد والعملاق. وذلك بفتحها الآلاف من الفرص التدريبية والوظيفية لأبناء منطقة جازان، مما سيساعدهم في تحقيق طموحاتهم نحو مستقبل أكثر إشراقاً". وأضاف: "لقد كان لتطلعات الدولة نحو بناء اقتصاد قوي تعتمد فيه المملكة بعد الله على أبناء الوطن المتسلحين بالمعرفة، انعكاس واضح في مدينة جازان الاقتصادية وغيرها من المدن التنموية التي سبقتها، والتي تبشر في مجموعها بالخير العميم على مستقبل أبناء المملكة". وخلال الحفل دشن سموه المعهد الذي يلتحق به أكثر من 500 متدرب حالياً، كما أطلق الموقع الرسمي للمركز، وتجول في أرجائه ومرافق التدريب التابعة له، واستمع إلى شرح موسع عن آلية إلحاق الشباب السعوديين فيه وخطة تدريبهم. وكان سموه الكريم قد شهد خلال الحفل توقيع أرامكو السعودية مع المؤسسة اتفاقية تأسيس تحالف مقاولي جازان للتدريب والتوظيف، ويشار إليه اختصاراً "معهد مهارات"، وهو كيان نظامي مستقل، غير ربحي للتدريب والتوظيف في منطقة جازان. وكان قد وقع اتفاقية تأسيس المركز من جانب المؤسسة محافظ المؤسسة، الدكتور علي بن ناصر الغفيص، كما وقعها من جانب أرامكو السعودية، رئيس الشركة وكبير إدارييها التنفيذيين، المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح. كما وقع الاتفاقية رؤساء الشركات الثمانية المتحالفة وهي: شركة هونداي، و إس كي، و جاي جي سي، و هيتاشي، و بتروفاك، و هنوا، و تي آر، والعجمي. وبموجب هذه الاتفاقية ستقوم أرامكو السعودية باستغلال مرافق المؤسسة التدريبية الواقعة في منطقتي الحقو والدرب في جازان وتقديم برامج تدريبية نظرية وعملية فيها تحت مظلة المعهد على مدى ثلاث سنوات. فيما سيقوم المقاولون الثمانية المعتمدون لتنفيذ مشروع مصفاة جازان والفرضة البحرية التابعة لها، ضمن التزامهم بموجب هذه الاتفاقية بتسجيل 5000 شاب سعودي في البرنامج التدريبي، وتحمل تكاليف تدريبهم بمساندة من صندوق الموارد البشرية، وتوظيفهم بعد اجتياز البرنامج التدريبي خلال سنوات تنفيذ مشروع المصفاة حتى عام 2017م. وسيدير معهد مهارات للتدريب والتوظيف فريق متخصص بقيادة أرامكو السعودية والمؤسسة بمشاركة من تلك الشركات العالمية الثمان، كما يتبع مجلس إدارة المركز لجنة تقنية تضم ممثلين عن الشركاء تقرر برامج ومسارات التدريب بعد استقراء احتياجات الشركات المنفذة الآنية والمستقبلية، وتحظى برامج التوظيف بدعم صندوق تنمية الموارد البشرية. وبهذه المناسبة أكد محافظ المؤسسة الدكتور علي بن ناصر الغفيص، في كلمة له ألقاها خلال الحفل، أن هذه الشراكة الاستراتيجية مع أرامكو السعودية تأتي في إطار توجّه ورؤية المؤسسة في بناء شراكات استراتيجية مع قطاعات الأعمال الكبيرة المحلية والعالمية في مجال التدريب التقني والمهني التي يتم من خلالها تنفيذ برامج تدريبية لإعداد وتأهيل القوى الوطنية في مجالات قطاعات الأعمال المختلفة. وقال الغفيص: "إن المؤسسة نجحت حلال الفترة الماضية في التنسيق والعمل مع القطاع الخاص وشركائه في الدول الصناعية لبناء شراكات استراتيجية في إنشاء وتشغيل معاهد تدريب متخصصة تضمن المواءمة بين المخرجات وحاجة السوق وتبدأ بالتوظيف المباشر في عدة مجالات تقنية ومهنية". من جانبه اعتبر المهندس خالد بن عبدالعزيز الفالح في كلمته بهذه المناسبة أن هذا المشروع يأتي منسجماً مع إحدى ركائز استراتيجية الشركة وهي بناء وتوطين قطاع طاقة وطني متكامل وحيوي وفاعل ومنافس، يلبي كل ما تتطلبه صناعة الطاقة في المملكة، بل وينافس في الأسواق العالمية بما يقدمه من منتجات وخدمات. وقال: "لا يقتصر التوطين في ذلك على قطاعات الزيت والغاز، والقطاعات التحويلية مثل التكرير وما يُبنى عليه من الصناعات البتروكيميائية فحسب، بل و يتجاوز ذلك إلى قطاعات تصنيع المعدات والمواد والقطاعات الخدمية مثل المقاولات والإنشاء والتدريب والخدمات الإدارية، مما يعطِي فرصًا في إيجاد استثمارات جديدةٍ ورائدة في اقتصادنا الوطني، وفرصاً وظيفية غير مسبوقة في اقتصادنا". ودعا في ختام كلمته مؤسسات القطاع الخاص إلى تنفيذ مبادرات مماثلة على هذا الصعيد، مؤكداً على الفوائد الكبيرة التي ستنعكس من خلال تلك المبادرات على هذه المؤسسات والاقتصاد الوطني بشكل عام وأبناء الوطن في تحقيق سبل جديدة لعيش كريم. وقال: "إنني أدعو إلى تحويل هذا المبادرة المحلية إلى مبادرة وطنية على مستوى المملكة تحت مُسَمّى "مبادرة تأهيل الشباب السعودي لوظائف قطاع الإنشاء"، تتم بلورتها وإدارتها من فريقٍ من الجهات الحكومية المعنيّة، والشركات الكبرى، وقطاع المال والأعمال السعودي، تسعى لأن يكون لكل المشروعات الكبرى نواة تدريبية، كمركزنا هذا، يُعِدُّ المواطن السعودي لفرصٍ ضخمة في هذه المشروعات، على أن تتم بلورة وإدارة هذه المبادرة من فريق مشترك من القطاعين، القطاع العام بمؤسساته التدريبية المتعددة والقطاع الخاص ممثلاً بمجلس الغرف السعودية".