نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، أطلق أمير منطقة مكةالمكرمة الأمير خالد الفيصل مساء أمس فعاليات سوق عكاظ في دورته الرابعة في تظاهرة ثقافية شهدها عدد كبير من المثقفين والأدباء العرب والمهتمون بالشأن الثقافي والتاريخي والاقتصادي، وقام بتكريم شاعر عكاظ لهذا العام الشاعر اللبناني شوقي بزيع وألبسه بردة عكاظ التي صممها المصمم يحيى البشري، كما كرم الفائزين بجوائز السوق "لوحة وقصيدة"، و"الخط العربي والتصوير الضوئي"، و"شاعر عكاظ للشباب"، كما قام الأمير خالد بوضع حجر الأساس لخيمة سوق عكاظ إيذاناً ببدء الأعمال الإنشائية، حيث ستقام على مساحة قدرها أربعة آلاف متر مربع تقريباً، وتضم قاعة كبرى تتسع لما يزيد عن ثلاثة آلاف شخص، إضافة لقاعات الانتظار والمكاتب والخدمات المساندة، التي تنفذها "شركة بن لادن" بتكلفة مالية بلغت نحو 36 مليون ريال، ويستغرق تنفيذها ثمانية أشهر بحيث تكون جاهزة بدءاً من الموسم المقبل. وتخللت حفل تكريم الفائزين كلمة الافتتاح التي ألقاها وزير الثقافة والإعلام الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة، قال فيها: أود في مفتتح كلمتي هذه أن أتقدم بأسمى آيات الشكر إلى مقام خادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز على الرعاية الكريمة لسوق عكاظ، تعبيراً عن اهتمامه برعاية الثقافة والفنون والآداب، وعنايته الفائقة بتنمية العمل الثقافي في بلادنا، وإلى سمو ولي العهد الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وسمو النائب الثاني الأمير نايف بن عبدالعزيز، على مؤازرتهما للحركة الثقافية في المملكة العربية السعودية. وأضاف: ليس من اليسير على من اصطفت الكلمات على لسانه شعراً أن يستشرف اليوم لحظة طالما استشرفها أسلاف له من شعراء العربية في تاريخها الطويل، يقف حيث يقفون، ويتنسم هواء طالما تنسموه، ويكاد يسمع وقع خطاهم، وها هي ذي كلماتهم تختلط بكلماته، وإنني أرى من وراء حجب الزمان خيمة النابغة الذبياني وعن يمينه حسان بن ثابت، وعن شماله الخنساء يحكمانه في شعريهما. وتحت تلك الأجمة فتية تبدو على سيمائهم علائم النجابة والشرف يتقارضون الشعر بحرا بحرا، وسرعان ما يسكتون حينما برز ذلك الفتى البكري طرفة بن العبد، وما هو حتى أناخ ناقته الجمالية العوجاء المرقال، وأنشأ يقول كلاماً لا يصدر إلا عن نفس عزيزة أبية: إذا القوم قالوا من فتى؟ خلت أنني عنيت، فلم أكسل ولم أتبلد ولست بحلال التلاع مخافة ولكن متى يسترفد القوم أرفد وإن يلتق الحي الجميع تلاقني إلى ذروة البيت الرفيع المصمد ومنها عكاظية شماء حين ألقي في مهرجان تكريمه معنى من عكاظ، فقال: يا عكاظا تألف الشعر فيه من فلسطينه إلى بغدانه وها هو عكاظ الذي كان مجازا في قصيدة شوقي العظيمة يصبح حقيقة تاريخية حين أعاد خالد الفيصل إلى رفقائه من الشعراء هذه السوق على هذا الأديم العكاظي الذي ينضح بالشعر والحكمة، وكأنه يستحث الشعراء أن عودوا إلى (عكاظ) إذا ما ضن الزمان بالشعر، وأن أنيخوا ركائبكم في سوقه فهي عامرة بالشعر الأبي الحرون. بعد ذلك تم عرض فيلم عن شاعر عكاظ الشاعر اللبناني شوقي بزيع، الذي ألقى قصيدته الفائزة بالجائزة وعنوانها "مرثية الغبار"، أعقبها عرض لمسرحية موسم عكاظ الرابع عن الشاعر طرفة بن العبد في عرض افتتاحي وفقرة فنية. وكان في استقبال الأمير خالد الفيصل بموقع السوق في منطقة العرفاء بالطائف وزير التربية والتعليم، عضو اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ الأمير فيصل بن عبدالله بن محمد آل سعود، ووزير الثقافة والإعلام، عضو اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ الدكتور عبدالعزيز بن محيي الدين خوجة ومحافظ الطائف فهد بن عبدالعزيز بن معمر، وأمين الطائف المهندس محمد بن عبدالرحمن المخرج، ومدير شرطة منطقة مكةالمكرمة اللواء جزاء بن غازي العمري، وعدد من المسؤولين. وقد وصل إلى موقع السوق في معية الأمير خالد الفيصل رئيس الهيئة العامة للسياحة والآثار، عضو اللجنة الإشرافية العليا لسوق عكاظ الأمير سلطان بن سلمان بن عبدالعزيز، وفور وصولهما عزف السلام الملكي، ثم قام الأمير خالد ومرافقوه بجولة في "جادة عكاظ " التي تجاوز طولها الكيلومتر امتداداً من قبة النابغة حتى المسرح، حيث اطلع على المواقع على جانبي الجادة من محلات ومعارض وأركان للحرف اليدوية التقليدية واستمع إلى شرح عن الأعمال والبرامج والفعاليات التي تنفذ في الجادة من أعمال مسرحية "درامية" تاريخية متنوعة/ مسرح الشارع/ تمثل جوانب الحياة والأنشطة التي كانت تتم في سوق عكاظ قديما وتؤدى باللغة العربية الفصحى، إضافة إلى إلقاء الشعر العربي الفصيح وبخاصة المعلقات، وإلقاء الخطب، التي بنيت عليها شهرة سوق عكاظ، ويؤديها ممثلون محترفون وهواة على طول الجادة من بينهم عدد من أبناء الدول العربية وبخاصة سوريا، حيث أنتجت أشهر الأعمال التاريخية العربية وأمسيات أدبية وثقافية شارك فيها نخبة من المثقفين والأدباء والشعراء والإعلاميين وغيرهم. كما اطلع أمير منطقة مكةالمكرمة خلال جولته في الجادة على موقع يمثل أحد الأحياء التي كانت تقام في عكاظ، يحتوي على عناصر مختلفة من الحياة في عكاظ مثل بيوت الشَّعر المصنوعة من مواد خاصة بعكاظ ومجهزة من الداخل على الطراز العربي. وشاهد الأمير خالد ومرافقوه في الجادة عروضاً لنماذج من الحياة اليومية المعروفة في عكاظ قديماً مثل مرور القوافل والشعراء على الإبل والخيل وإلقائهم لقصائدهم وأدبهم في السوق باللغة العربية الفصحى، وعروضاً للألعاب الشعبية والرياضات التراثية ومحلات للحرف والصناعات اليدوية يعمل بها حرفيون وحرفيات من المملكة وبعض الدول العربية على تصنيع وبيع منتجاتهم بشكل حي ومباشر بمن في ذلك الحرفيون المرشحون لجائزة عكاظ للحرف اليدوية المقدمة من الهيئة العامة للسياحة والآثار. بعد ذلك زار الأمير خالد محلات الأسر المنتجة للمأكولات الشعبية، ومحلات بيع المأكولات، والمقاهي، وباعة المنتجات الزراعية والفواكه المنتجة في محافظة الطائف والمدن القريبة منها، إضافة إلى محلات عرض وبيع المقتنيات والقطع الأثرية وبيع الهدايا التذكارية التاريخية اليدوية (مثل المعلقات المكتوبة على رقاع من الجلد وغيرها، والصخور المنحوت عليها أبيات شعر من المعلقات) إضافة إلى عروض الفنون الشعبية من الفرق المشاركة في جائزة عكاظ. يذكر أن السوق يشهد اليوم ندوة بعنوان "من تجارب الكتاب" يشارك فيها الكاتب واسيني الأعرج من الجزائر، ويديرها الدكتور عبدالعزيز السبيّل، يليها ندوة نقدية بعنوان "شعر طرفة بن العبد" يشارك فيها كل من: الدكتور توفيق محمد الزيدي من تونس، والدكتور ظافر الشهري من السعودية، ويديرها الدكتور محمد الصفراني، يليها أمسية شعرية لشاعر عكاظ 1431 يديرها سعيد علي آل مرضمة.