أوضح مدير مركز الفلك الدولي المهندس محمد شوكت عودة أن العام 2013 يتميز بظواهر فلكية جميلة قل أن تتكرر، فسيبدأ العام بظاهرة فلكية نادرة جدا وهي ظهور مذنب لامع جدا لدرجة أنه قد يرى بالعين المجردة بوضوح حتى من داخل المدن الملوثة ضوئيا، وقد اكتشف المذنب في شهر حزيران/يونيو 2011م، وأطلق عليه اسم "بان ستارز" نسبة إلى اسم منظومة التلسكوب التي تم اكتشافه بها والموجودة في هاواي في الولاياتالمتحدة. وفي ذلك الوقت كان المذنب لا يرى إلا بواسطة التلسكوبات الفلكية العملاقة، وبمرور الوقت ومع اقترابه من الأرض والشمس فإن لمعانه أخذ بالازدياد بمرور الأيام، فهو الآن يرى باستخدام تلسكوبات الهواة المتوسطة من الصحراء، وفي شهر كانون ثاني/يناير المقبل من المتوقع أن يصبح مرئيا باستخدام المناظير الصغيرة، في حين أن رؤيته ستصبح ممكنة بالعين المجردة ابتداء من شهر شباط/فبراير. أما العرض الحقيقي سيكون في الأسبوع الأول من شهر آذار/مارس، فعندها سيكون المذنب لامعا جدا لدرجة أنه يرى بالعين المجردة حتى من داخل المدن الملوثة ضوئيا. وعلى الرغم من صعوبة التنبؤ الآن بلمعانه في ذلك الوقت، إلا أن آخر الحسابات تشير إلى أنه سيكون لامعا جدا لدرجة أنه سيرى بالعين المجردة حتى في وضح النهار، وإن صدقت هذه التوقعات فإن هذا المذنب سيكون ألمع مذنب عرفته الأرض في القرن الحادي والعشرين! وستكون أقرب مسافة بينه وبين الأرض يوم 05 آذار/مارس 2013م حيث سيكون على بعد 165 مليون كم، في حين أنه سيكون في أقرب مسافة من الشمس يوم 10 آذار/مارس 2013م حيث سيكون على بعد 45 مليون كم منها. ومن المتوقع أن يكون المذنب ألمع ما يمكن في الفترة ما بين 09 و 11 آذار/مارس. ومن الجدير بالذكر أن المذنب سيقضي معظم وقته مرئيا من نصف الكرة الجنوبي فقط، إلا أنه سيبدأ بالظهور في نصف الكرة الشمالي ابتداء من أواخر شباط/فبراير، وعندما يصبح شديد اللمعان في الأسبوع الأول من شهر آذار/مارس فإنه سيرى قريبا من الأفق الغربي بعد غروب الشمس. أما الحدث الفلكي الثاني المميز في عام 2013 سيكون في شهر شباط/فبراير، وهو مرور كويكب قطره 60 مترا بالقرب من الأرض على مسافة قريبة جدا تبلغ 27 ألف كم من سطح الأرض، وسيكون هذا الكويكب المسمى DA14 أقرب للأرض من الأقمار الصناعية المستخدمة للبث التلفزيوني، وعادة ما يصنف أي كويكب يمر بالقرب من الأرض بمسافة أقرب من القمر وهي 380 ألف كم بأنه خطر نوعا ما. وقد تم اكتشاف الكويكب في شهر شباط/ فبراير من عام 2012م. وبشكل عام فإن كويكب بهذا القطر حتى وإن تغير مساره واتجه نحو الأرض فإنه على الأغلب سينقسم إلى عدة أجزاء وسيتلاشى قبل وصوله للأرض، ولكنه سيحدث انفجارا في طبقات الغلاف الجوي العليا ذات آثار تدميرية، فعام 1908 اصطدم كويكب مشابه لهذا الكويكب بالأرض في منطقة تونغوسكا في سيبيريا، أدى إلى تدمير منطقة من الغابة التي سقط فوقها تساوي 2000 كم مربع، حيث تلاشت الحياة في تلك المنطقة نتيجة للانفجار الذي حصل فوق المنطقة، ولم يصل من الكويكب أي جزء إلى الأرض. على كل حال تشير الحسابات إلى أن مرور الكويكب هذا ليس خطرا هذه المرة، إلا أن جاذبية الأرض عند اقترابه منها قد تؤثر على مداره وبالتالي تزداد احتمالية أن يصطدم بالأرض في العبورات القادمة. من الأحداث المميزة أيضا هو اقتران كوكب الزهرة مع المشتري يوم 28 آيار/مايو، والاقتران هو أن يقع كوكبان بالقرب من بعضهما البعض في السماء كما يبدو لنا من الأرض، ومما يميز هذا الحدث هو أن كوكب الزهرة هو ألمع جرم في السماء بعد الشمس والقمر، بل إنه يرى نهارا بالعين المجردة إذا عرف الراصد مكانه بالضبط في السماء، وأما المشتري فهو الجرم الألمع في السماء بعد الزهرة! فهذا الاجتماع هو لألمع جرمين في السماء على الإطلاق بعد الشمس والقمر، وستكون المسافة بينهما أقل من درجة واحدة، وهذه مسافة قريبة جدا. ولرؤية هذا الحدث، ما على الراصد إلا النظر إلى الجهة الغربية بعد غروب الشمس وحلول الظلام، وسيرى وقتئذ جرمين أبيضين لامعين جدا بالقرب من بعضهما البعض. وبالنسبة لخسوفات القمر عام 2013، سيكون هناك خسوف شبه ظل للقمر يوم 25 نيسان/إبريل وخسوف آخر يوم 18 تشرين أول/أكتوبر، وسيكون الأول مشاهدا من وسط وغرب آسيا وإفريقيا في حين سيكون الثاني مشاهدا من أفريقيا والمحيط الأطلسي. إلا أن خسوفات شبه الظل تكون غير ملاحظة بالعين المجردة. أما كسوفات الشمس، فهناك كسوفان للشمس عام 2013، الأول كسوف حلقي يوم 10 آيار/مايو يرى من المحيط الهادىء وأجزاء من أستراليا. وأما الكسوف الآخر فهو كسوف نادر يسمى بالخليط، ويسمى الكسوف خليطا إذا كان يرى كليا من منطقة ويرى حلقيا من منطقة أخرى، وسيحدث يوم 3 تشرين ثاني/نوفمبر وسيشاهد من الجزيرة العربية وأفريقيا والمحيط الأطلسي. إضغط على الصورة لمشاهدة الحجم الكامل