عادت سيدة سعودية إلى حالتها الطبيعية بعد 7 دقائق من إجراء عملية جراحية نادرة ودقيقة في العين، بعد معاناة مع الدموع التي كانت تذرفها عيناها طوال 24 ساعة، ولأكثر من عام لانسداد القنوات الدمعية. وأوضح الدكتور محمد حنتيرة الطبيب المعالج أن المريضة كانت تشكو من انسداد شديد في القناة الدمعية، أو ما يسمى علميا بالنتوءات الدمعية، حيث كانت الدموع تتدفق بصورة شبه مستمرة من العين لعدم القدرة على التحكم فيها. وأضاف أن الدموع نوعان؛ الأساسية، والانعكاسية، وعرف الأساسية بأنها تلك التي تفيض من عيون جميع البشر وتفرزها الغدة الدمعية وتصرف من العين بانتظام، عن طريق مجرى الدموع وهي تتسلل إلى داخل الأنف, والحلق، ووصف النوع الثاني (الانعكاسية) بأنها التي تحدث نتيجة انفعال، حيث يتحكم الجهاز العصبي فيها، أو كونها نتيجة تعرض العين لزيادة في الضوء أو لمادة تؤدي إلى تهيج العين مثل النشادر أو البصل ,أو بعض الغازات أو الكيماويات. وأشار الى أن هناك أسباب متعددة لكثرة نزول الدمع، بعضها له علاقة بالقناة الدمعية والتي تصل العين بالأنف مما يؤدى إلى انسداد جزئي لهذه القناة آو كلي، إضافة إلى وجود تحسس داخل العين،وخصوصاً عند التعرض للتيار البارد والمواد المهيجة. وبين الدكتور حنتيرة أن للدموع عدة وظائف منها, غسيل العين من أية أتربة أو ميكروبات، يمكن أن تصل إلى الجزء الأمامي من العين وهي مهمة جداً لتغذية القرنية وبياض العين. وأكد أن الدموع إذا قل إفرازها أو جفت لأي سبب، فإن ذلك يسبب مشاكل للقرنية, ما يؤدي للإصابة بجفاف العيون وهو ما يعد حالة مرضية, يجب معالجتها بالاستعانة بالدموع الصناعية, المتمثلة في عقار القطرة، وتستخدم حسب الحالة، كما أن للدموع أهمية كبيرة في عملية انكسار الضوء وحدة الإبصار، فمصاب جفاف الدموع يعاني عادة من ضعف الإبصار . وأوضح أن الإصابة بأي مرض من أمراض الجزء الأمامي من العين, عادة ما تصاحبه دموع أمراض القرنية, وأمراض الملتحمة، إلى جانب إن حالة جفاف العين تؤدي إلى تزايد الدموع، وفي حالة جفاف العين, تكون الدموع الأساسية قليلة, فينتج عن ذلك جفاف القرنية وهنا تظهر الدموع الانعكاسية في محاولة للتعويض وبالرغم من وجود فرق بين مكونات الدموع الأساسية والانعكاسية، فالأولى مركزة تحمل كل المزايا, إما الثانية فإنها تحتوي على نسب اقل من الفوائد الخاصة بالعين ولا تقوم بنفس الوظائف. وأكد أن الادعاء أن كثرة الدموع تؤذي العين غير صحيح فمن حكمة الله سبحانه وتعالى أن لكل جزئية من مكونات الدموع فائدة، وليس لكثرتها أي تأثير على قوة الإبصار, كما يتصور البعض. وقال إن بعض الحالات المرضية الناتجة عن انسداد مجرى العيون، وتدفق الدمع لمدة شهور وسنوات دون توقف فقد يؤدي إلى تليين في الجفن الأسفل, يعقبه تباعد الجفن عن العين وهنا يستلزم التدخل الجراحي لإعادة الجفن لوضعه الطبيعي.