إن الطبقة الدمعية الرقيقة التي تغسل العين هي في الحقيقة مركب معقد تتكون من ثلاث طبقات. الطبقة الأعمق هي طبقة مخاطية تفرز من قبل خلايا خاصة في الملتحمة والغدة الدمعية. وهي تعطي ثباتا لطبقة الدمع وتقوم بلصقها إلى الملتحمة والقرنية. أما الطبقة المتوسطة المائية فتشكل 98% من الطبقة الدمعية وتنتج بصورة رئيسية عن الغدة الدمعية والغدد الدمعية الملحقة، وهي تحتوي على املاح وبروتينات مختلفة إضافة إلى الأجسام المضادة. أما الطبقة الخارجية الأبعد فهي الطبقة الشحمية التي تنتج بشكل رئيسي من قبل غدد خاصة تسمى بغدد (ميبوميوس) في الأجفان ووظيفة هذه الطبقة تأخير تبخر الدمع من سطح العين. تتحرك الدموع إلى النقطة الدمعية في ركن العين القريب من الانف على حافة الجفن وتسير عبر قنوات صغيرة جدا إلى كيس الدمع ومن ثم عبر القناة الدمعية الأنفية إلى الأنف. ضيق قناة الدمع والتهاب كيس الدمع: يعتبر انسداد القناة الدمعية الأنفية الخلقي أو ضيق المدمع أشيع اضطراب في الجهاز الدمعي ويحدث بنسبة تصل إلى 6% من الاطفال حديثي الولادة. وينجم عادة عن فشل في الخلايا التي تشكل القناة الدمعية القريبة من الانف حالما تدخل إلى الأنف. قد توجد أعراض منذ الولادة واحيانا لا تصبح الحالة واضحة حتى يتطور إنتاج الدموع بشكل طبيعي. تشمل الأعراض زيادة الدموع وجريان الدمع الزائد على الجفن وقد تحدث حساسية في الجلد على الوجه مابين الانف والعين بسبب الحك الناجمين عن سيلان الدمع والمفرزات لدى الاطفال الاكبر سنا .و إذا كان الانسداد في القناة الدمعية تاماً فإن هذه العلامات قد تكون شديدة أو مستمرة. أما إن كان الانسداد جزئياً فقط فقد تكون القناة الدمعية قادرة على افراز الدموع في حده الادنى والاساسي لرطوبة العين . أما في الفترات التي يزداد فيها إفراز أو زيادة انغلاق النهاية البعيدة للقناة الدمعية الأنفية في حالات التعرض للبرودة أو الرياح أو أشعة الشمس فإن جريان الدمع قد يصبح واضحاً وقد يزداد. ربما يتطور لدى الأطفال المصابين بالتهاب حاد والتهاب في الكيس الدمعي (التهاب كيس الدمع أو التهاب في النسيج المجاور (التهاب ما حول الكيس) أو نادراً قد يتطور التهاب النسيج حو الحجاج والجفنين إلى مضاعفات شديدة الأعراض. تكون منطقة الكيس في حالة التهاب كيس الدمع متورمة ومحمرة ومؤلمة وقد يكون لدى المرضى علامات الالتهاب شديدة . المعالجة المبدئية للانسداد في القناة الدمعية البسيط دون وجود أي التهابات مترافقة هي التمسيد او التدليك برفق على المنطقة مابين حد العين الداخلي وجدار الانف الجانبي 2- 3مرات يومياً عادة، وقد يحتاج احيانا إلى غسيل الأجفان باستخدام الماء الدافئ. تستخدم المضادات الموضعية في حال وجود إفرازات من العين تدل على وجود التهاب معين. تزول معظم الحالات عفوياً حيث تشفى 96% من الحالات قبل ان يكمل الطفل عمر السنة. أما بالنسبة للحالات التي لم تشف تلقائيا حتى عمر السنة فيمكن إجراء سبر للقناة الدمعية حيث تتحسن حوالي 90% من الحالات بعد هذا الاجراء. ويكرر معظم أطباء العيون عند الأطفال عملية السبر البسيط مرة أو مرتين قبل إجراء وضع الأنابيب أو إجراء العمليات الجراحية . يحتاج التهاب كيس الدمع الحاد أو التهاب النسيج الخلوي إلى المعالجة السريعة باستخدام المضادات الحيوية. وفي مثل هذه الحالات تستطب عادة أشكال محددة من التدخل الجراحي للقضاء على المشكلة . تظهر التكتلات المخاطية احيانا وهي ظاهرة غير عادية لعدم انفتاح الكيس الدمعي الذي يكون مسدوداً من الناحية القريبة والبعيدة ويمكن أن تشاهد عند الولادة أو بعدها بفترة قصيرة على شكل كتلة مزرقة اللون تحت الجلد حيث يجب أن تشمل المعالجة المبدئية استخدام الكمادات الدافئة مع التمسيد والتدليك اللطيف للكيس الدمعي وعند ظهور أبكر علامة للالتهاب يتم إجراء السبر لتوسيع القناة الدمعية . من المهم التذكر بأنه ليس كل الدموع عند الرضع والاطفال ناجمة عن الانسداد للقناة الدمعية. فقد تكون الدموع علامة على التهاب داخل العين أو الاحتكاك الخارجي مثل الاحتكاكات التي تصيب القرنية وهي الجزء الشفاف الامامي من العين أو قد تكون بسبب وجود جسم غريب داخل العين كذرات الغبار او غيرها . التهاب الغدة الدمعية: التهاب الغدة الدمعية غير شائع عند الأطفال وقد يحدث في حالات النكاف او مايسمى بأبو كعب حيث يكون في هذه الحالة حاداً وثنائي الجانب ويختفي خلال عدة أيام أو أسابيع. قد تسبب المكورات العنقودية وهي احد انواع البكتيريا التهاب الغدة الدمعية الصديدي. يترافق التهاب الغدة الدمعية المزمن مع أمراض عامة اخرى تصيب اجهزة الجسم الاخرى. وقد تحدث تلك الأمراض تضخما في الغدد الدمعية واللعابية مثل مايحدث في مرض او متلازمة ميكوليكز. نقص الدموع وجفاف العين : قد يحدث النقص الواضح في الدمع كعيب خلقي في احدى العينين او في كلاهما أو يترافق مع تشوهات أخرى في الجهاز العصبي. الخلل المكتسب في أي طبقة من طبقات الدمع يمكن أن يؤدي لحدوث جفاف العين. وتشمل الاضطرابات المكتسبة الشائعة التي قد تؤدي إلى نقص الدمع أو عدم ثباته متلازمة جوغرن ومتلازمة ستيفنس جونسون ونقص الفيتامين A والتراخوما والحروق الكيماوية والإشعاع وقد يؤدي أي نقص في الدمع إلى تقرح القرنية أو عتامتها او حدوث الالتهابات المتكررة. تشمل المعالجة إصلاح الاضطراب المستبطن إن كان ذلك ممكناً والتقطير المتكرر لمستحضرات الدموع الصناعية المتوفرة كقطرات للعين.