كشفت مختصة في مجال التسويق أن بعض أصحاب الأعمال يستغلون الظروف المادية التي تمر بها بعض العاملات لديهم، ومن ذلك المواطنات البائعات في بعض المحال التجارية، ويجبرونهن على استخدام مفاتنهن، من أجل جذب المزيد من الزبائن. وحذّرت فاديا الفواز المدير المساعد لقسم التسويق بإحدى مؤسسات العلاقات العامة والإعلام، رؤساء أقسام التسويق في القطاع الخاص من الاعتماد على استخدام أساليب البيع التي ترتكز على "غنج المرأة" أو استخدام مفاتنها سواء "الجسدية أو الحسية". وأشارت إلى أن بعض المسؤولين في مؤسسات القطاع الخاص العاملة في مجال البيع بالتجزئة وبعض شركات الخدمات، يلجأون إلى إجبار العاملات لديهم على استمالة الزبائن بالوسائل التي لا يقرها الذوق العام في المجتمع المحلي؛ الأمر الذي يلقى استجابة من قلة من العاملات اللاتي يعانين ظروفا معيشية صعبة، مؤكدة أنه لا يمكن لمتخصصة في التسويق أكاديميا أن تمارس مثل هذه التجاوزات التي تتعارض مع النظريات العلمية. وأضافت: "يجب على البائعات غير المتخصصات أكاديميا أن يدركن مدى التزام المجتمع وحفاظه على القيم، وهذه القناعة يجب أن تقودهن إلى القناعة نحو عدم جدوى استخدام مثل هذه الأساليب، فضلا عن أن استخدام أساليب الاستمالة المرتكزة على إثارة الزبائن تكشف "الإفلاس المهني" للعامل في مجال التسويق أيا كان جنسه". ودعت جميع العاملات في مجال التسويق إلى عدم السكوت على المديرين الذين يبحثون عن "أصوات ناعمة" أو عن "مظهر لفات"، وإبلاغ الجهات المعنية عن كل مسؤول في قطاع الأعمال يمارس ضغوطا على العاملات بغرض "إبداء زينتهن" أثناء وقت العمل الرسمي، مشيرة إلى أن المسؤولين غير المهنيين هم أحد أهم الأسباب التي تقف وراء تصوير واقع هذه المهنة على غير حقيقته، مؤكدة أن مهنة التسويق مهنة قائمة على الموهبة والعلم، وهي العمود الفقري للمنشأة، مبينة أن التسويق الجيد يسبقه تخطيط جيد قائم على استخدام النظريات العلمية وتطبيقها بما يتلاءم مع طبيعة العمل، وهو لا يقتصر -كما يظنه عامة الناس- على أعمال التردد على العملاء بهدف استقطابهم لشراء منتج ما. وفي الإطار ذاته عبّرت مجموعة من طالبات سنة التخرج في قسم التسويق بجامعة الدمام عن أسفهن حيال ما وصفنه ب"النظرة المغلوطة" من قبل المجتمع إزاء مهنة التسويق التي شوهتها بعض الدخيلات على المهنة في السوق السعودي تحت رضوخ بعض المؤسسات العاملة في القطاع الخاص للأفكار الوافدة من خارج الوطن العربي. وقالت مجموعة من الطالبات على هامش ملتقى (التسويق لغة العصر وبوابتك إلى التوظيف السعودي) الذي نظمته جامعة الدمام، وحضرته مجموعة من سيدات المجتمع ومستثمرات سعوديات أمس الأحد، في مقر الجامعة، إنهن يعانين من النظرة القاصرة تجاه تخصصّهن الأكاديمي الذي سيدعم الاقتصاد السعودي، موضحات أن ما درسنه طوال أربعة أعوام جامعية، أهلهن لإعداد الدراسات والبحوث في مجال الاستشارات التسويقية وإدارة المنتجات في الشركات وتقييمها. وأكدن أن التخصص يضمن لهن الاعتماد على أنفسهن لفتح مشاريعهن الخاصة في حال عدم توفر الوظيفة المناسبة في إحدى الشركات الكبرى، في الوقت الذي يرى بعض أفراد المجتمع عدم ملاءمة التخصص لجهلهم بحقيقة العمل في هذا المجال واعتقاد أن خريجة قسم التسويق لن تتجاوز مسمّى "مندوبة مبيعات". وذكرت مروة البلوشي طالبة في السنة الرابعة في قسم التسويق، أن نظرة المجتمع تختصر عمل خريجات القسم على أداء دور ال "بائعة"، في حين أن مجال التسويق واسع ولا يمكن حصره في وظيفة تتبع لمؤسسة ربحية ، إذ يدعم تخصص التسويق مجالات عدة مثل مؤسسات القطاع الثالث (القطاع الخيري). وقالت الطالبة مها الشمري إن النظرة الخاطئة لم تؤثر على توجهات ذويها الذين لم يعارضها منهم أحد عندما قررت خوض غمار الدراسة في هذا التخصص، مستدركة: "رغم نظرات التعجب التي كانت تجدها من البعض في محيطها عند علمهم بتخصصها، إلا أنها استطاعت إقناع كثيرين بأهميته"، حتى بات البعض يطالبها بالتعريف بأهميته عند بناتهن المقبلات على الدراسة الجامعية بعد أن تبين لهم أن هذا التخصص يعد اللبنة الأساسية لإنشاء أي مشروع تجاري وعماد أي شركة يتم إنشاؤها.