بعد أن ضرب الإعصار ساندي ساحل الولاياتالمتحدة المطل على المحيط الأطلسي ليل الاثنين مسببا انقطاع الكهرباء والاتصال بالانترنت لجأ ملايين السكان إلى تويتر باعتباره مصدرا للأنباء وفي الوقت ذاته خدمة طوارئ ظلت تعمل طوال الليل حتى رغم تعطل بعض المواقع وغرق أجزاء كبيرة من مانهاتن في الظلام. لكن موقع تويتر للتواصل الاجتماعي أصبح أيضا أرضا خصبة لمروجي الشائعات والصور التي تم التلاعب بها باستخدام برنامج فوتوشوب بما في ذلك تغريدة كاذبة ليل الاثنين عن أن الطابق الذي يجري فيه التداول في بورصة نيويورك غرق تحت كميات كبيرة من المياه. وأصدرت البورصة نفيا لكن هذا حدث بعد أن تداول التغريدة عدد لا حصر له من المستخدمين وأذاعته شبكة سي.ان.ان. مما يوضح كيف أن تويتر أصبح المصدر المهم للمعلومات لكنه المصدر المليء بالأخطاء أيضا. لكن بعد عام من تسليط الأضواء على تويتر لدوره في جهود الإنقاذ في اليابان بعد أمواج المد العاتية (تسونامي) عزز موقع التواصل الاجتماعي من استخدامه على نطاق واسع بين المواطنين مع لجوء أجهزة الحكومة ووسائل الإعلام والسكان الذين لديهم احتياجات معينة له في الأوقات العصيبة. وخلال ليل الاثنين عندما كان الإعصار يضرب نيويورك تكالب المواطنون الذين لم يتمكنوا من الوصول إلى خدمة الطوارئ بسبب انشغال خطوطها على حساب إدارة الإطفاء على تويتر لتقديم طلبات للحصول على معلومات أو المساعدة لأقارب وأصدقاء محاصرين. وقالت ريتشيل هورويتز وهي متحدثة باسم تويتر "علمنا من العاصفة ومن تسونامي (في اليابان) أن تويتر كثيرا ما يتحول إلى شريان حياة". وقالت جانيت ساتون وهي أخصائية في علم الاجتماع بجامعة كولورادو -حصلت على تمويل من مؤسسة العلم الوطنية ووزارة الأمن الداخلي لدراسة استخدامات مواقع التواصل الاجتماعي في مواجهة الكوارث- إن أجهزة الحكومة ظلت متشككة إلى وقت قريب بشأن استخدام مواقع التواصل الاجتماعي خلال الكوارث الطبيعية. وأضافت "هناك مشكلة كبيرة متعلقة بما إذا كانت تبث معلومات صحيحة ودقيقة... لكن إذا لم تكن جزءا من استخدامها فسيفوتك الكثير." لكن بحلول وقت متأخر من يوم الاثنين بدأ تداول صور زائفة على نطاق واسع بما في ذلك صورة لعاصفة كبيرة تتركز حول تمثال الحرية وصورة لقرش في حي سكني أغرقته المياه. بل إن هذه الصورة ظهرت في مواقع التواصل الاجتماعي بالصين. وقالت هورويتز المتحدثة باسم تويتر "لا نعدل المحتوى ولا نريد حقا أن نصبح في وضع يجعلنا نقرر أي المحتوى الذي يمكن قبوله وأي المحتوى الذي لا يمكن قبوله". لكن بن سميث رئيس تحرير في شركة بزفيد الإعلامية والتي كشفت عن أكاذيب تم الترويج لها عبر تويتر إن مصداقية الموقع لن تتأثر بسبب مروجي الشائعات لأن المواطنين الصالحين كثيرا ما يصوبون الأخطاء ويكشفون الأكاذيب. وأضاف سميث "كانوا يقولون إن الكذبة ستقطع نصف العالم قبل ظهور الحقيقة لكن في عالم تويتر لم يعد هذا صحيحا... الأكاذيب تنكشف حقا بسرعة".