ردت دمشق على قرار أنقرة بمنع تحليق الطائرات المدنية السورية في الأجواء التركية عبر التعامل بالمثل، طالبة منع تحليق الطائرات التركية فوق أراضيها، الأمر الذي استغربه وزير الخارجية التركي، خاصة وأن بلاده رسمت منذ فترة مسارات جديدة لطائراتها بعيداً عن سوريا. ونقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية عن وزارة الخارجية والمغتربين قولها في بيان صحفي: "بناء على قرار الحكومة التركية منع تحليق الطيران المدني السوري فوق الأراضي التركية قررت حكومة الجمهورية العربية السورية وعملاً بمبدأ المعاملة بالمثل منع تحليق الطيران المدني التركي فوق الأراضي السورية اعتباراً من منتصف ليل السبت 13/10/2012." وقال الوزارة في بيانها الصحفي إن حكومة الجمهورية العربية السورية "تأسف لقرار الحكومة التركية التصعيدي والذي يستهدف بالدرجة الأولى مصالح الشعب السوري." من جانبها، أوردت وكالة الأناضول التركية عن وزير الخارجية أحمد داود أوغلو قوله إن قرار دمشق "لا قيمة له لأن أنقرة اتخذت قرارا بذلك" قبل الخطوة السورية. وأضاف أوغلو، في تصريح صحفي أدلى به في محافظة قونيا وسط البلاد، التي يزورها لوضع حجر الأساس لأحد المشاريع، "إن تركيا اتخذت قرارا بالأمس، يقضي بإغلاق مجالها الجوي أمام الطيران المدني السوري، بعد إغلاقه أمام طيرانها العسكري، في وقت سابق." وتابع داود أوغلو قائلا، إن الحكومة التركية أبلغت دمشق أمس بالقرار، بعد التأكد من سوء استغلال النظام السوري للطيران المدني، وذلك لنقل مستلزمات عسكرية، مشددا على أن أنقرة لا يمكنها أن تسمح لنظام يحارب شعبه باستخدام المجال الجوي التركي." وكانت تركيا قد قررت الجمعة تحويل مسارات طائراتها المدنية لتجنب المرور بالأجواء السورية، وفي خطوة تعكس التصعيد المتزايد مع جارتها سوريا، في أعقاب قيام السلطات التركية بإجبار طائرة ركاب سورية على الهبوط في أحد مطارات العاصمة أنقرة، وتفتيشها حيث تم العثور على معدات عسكرية على متنها، مما أدى إلى تزايد التوتر بين الدولتين الجارتين. وأعلنت شركة الخطوط الجوية التركية عن المسارات الجديدة لطائراتها المدنية، المتجهة إلى مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، والتي تحمل الحجاج إلى الأراضي المقدسة، مشيرةً إلى أنها تعتبر الأجواء السورية "غير آمنة" للطائرات التركية، بحسب ما ذكرت قناة TRT التلفزيونية الرسمية. ويتعين على الطائرات التي تقل الحجاج المغادرين من الشطر الآسيوي لتركيا، باتجاه الأراضي السعودية، استخدام المجال الجوي للشطر الشمالي من جزيرة قبرص، الخاضع للسيطرة التركية، ثم المجال الجوي الأردني، قبل الدخول إلى الأجواء السعودية، بحسب المحطة التلفزيونية الوطنية. وكانت تلك الطائرات، بحسب المسارات المحددة لها قبل التغيير، تستخدم الأجواء السورية فوق مدينتي حلب والقامشلي، للوصول إلى الأجواء السعودية. أما بالنسبة للطائرات المغادرة من الشطر الأوروبي، فسوف تستخدم الأجواء المصرية للوصول إلى ميناء جدة، وفق ما ذكرت المحطة التلفزيونية ذاتها. إلى ذلك، نقلت وكالة أنباء الأناضول الرسمية عن رئيس مجلس إدارة الخطوط الجوية التركية، حمدي توبجو، قوله إن الطائرات التركية لم تعد تستخدم المجال الجوي السوري، منذ منتصف الأسبوع الماضي، مشيراً إلى أن الطائرات تمر من يمين أو يشار المجال السوري، وفق ما تقتضيه مسارات بعض الرحلات. واستخدمت السلطات التركية مقاتلتين من طراز "إف - 16"، لإجبار طائرة سورية مدنية، قادمة من العاصمة الروسية موسكو، على الهبوط في مطار "أسن بوغا" بأنقرة، الأربعاء الماضي، بعد تلقي معلومات استخباراتية تفيد بأن الطائرة تحمل على متنها معدات عسكرية وأدوات مشبوهة، لا تتوافق مع قواعد الطيران المدني. وقامت السلطات الأمنية بالمطار، بإجراء تفتيش دقيق على الطائرة، وصادرت بعض المواد والمستلزمات، التي يعتقد بأنها أجزاء لصواريخ، ليسمح لها لاحقاً بمغادرة المطار بركابها، في حين تم التحفظ على المستلزمات، التي تمت مصادرتها لإجراء فحوصات عليها.