رفع الرئيس العام لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي الشيخ الدكتور عبد الرحمن السديس أحرّ التعازي, وأصدق المواساة لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبد العزيز- حفظه الله- وللأسرة المالكة, والشعب السعودي, والأمتين الإسلامية والعربية في وفاة الأمير نايف بن عبدالعزيز- رحمه الله-, سائلا الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يلهم الجميع الاحتساب والصبر, وأن يعظم لهم المثوبة والأج, وألاّ يُرِي الجميع مكروهاً في عزيز لديهم, كما سأله سبحانه بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يرحم فقيدنا, ويجزيه خير الجزاء كفاء ما أبدى, ولقاء ما أسدى, وجزاء ما قدّم وأعطى, وأن يجمعنا به في عليين مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين إنه خير مسئول وأكرم مأمول. وقال: "إن لأميرنا المحبوب, وولي عهدنا المشبوب- رحمه الله- صفات حميدة, وأفعالاً مباركة مجيدة, فهو قامة عظمى, ورمز كبير, وطراز فريد, وركن ركين, ورجل الأمن الأول, حيث اتسم رحمه الله بصفات عديدة, وشمائل مديدة, من الحزم والشجاعة, والحلم والحكمة والقناعة, والحنكة في المواقف السياسية المتأزمة, والأحداث الشائكة, فقاد منظومة العمل الأمني في البلاد, وجعلها- بفضل الله- واحة أمن وأمان, ودوحة سلام واطمئنان, ترنوا إليها أبصار كل محبٍ مستهام, وتهوي إليها أفئدة الأنام, خصوصاً ما يتعلق بأمن المعتمرين والحجيج وخدمتهم, واستقرارهم وراحتهم, وحنكته الأمنية التي ناهزت على النصف قرن من الإنجازات التاريخية العظيمة, تنعم بها المملكة تَنَعُّم المنيف, وتعيش في ظلها الوريف, ولا أدل على ذلك من رئاسته لجنة الحج العليا, وإنشائه جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية التي أصبحت قلعة شماء, وصرح شامخ, وحصن من حصون المملكة الحصينة". وأضاف: "لقد كان- رحمه الله- قامة شامخة في الغيرة الدينية, والخبرة السياسية, والكفاءة الإدارية, والمهارة الأمنية" مبرزاً مناقبه التي سطرها التاريخ بمداد النور, وتمسكه الشديد بثوابت الدين والتصدي للمغرضين المشِّغبين, وتصديه للجريمة والإرهاب والمخدرات, فيأتي تأكيده دائماً على تحكيم الشريعة, والعناية بالعقيدة الإسلامية الصحيحة والسنة القويمة وربط الأمن بالإيمان, والاهتداء بهدى القرآن, ومنهج السلف الصالح, وتعزيز الأمن الفكري, والوسطية والاعتدال, ولجان المناصحة, وأعمال الإغاثة, ودعم هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, والدفاع عنها وعن رجالاتها, والتأكيد على خصوصية المرأة المسلمة في هذه البلاد المباركة".