وصل إلى العاصمة العراقية بغداد أمس وفد المملكة إلى القمة العربية برئاسة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية ومندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير أحمد بن عبد العزيز قطان، وذلك للمشاركة في اجتماعي وزراء الاقتصاد والمال والخارجية إضافة إلى لقاء القمة الثالثة والعشرين التي ستعقد بعد غد (الخميس). وعبر وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري عن سعادته بمشاركة المملكة في القمة على أي مستوى. تبدأ الاجتماعات التحضيرية للقمة اليوم بلقاء المجلس الاقتصادي والاجتماعي لإعداد مشروعات القرارات الاقتصادية والاجتماعية قبيل لقاء وزراء الخارجية غدا لوضع اللمسات النهائية على جدول الأعمال لتقديمه للقادة الذين يلتقون بعد غد (الخميس) وسط أوضاع أمنية غير مستقرة تشكل هاجسا للجميع. وفي وقت توالت فيه اعتذارات عدد من القادة عن حضور القمة الثالثة والعشرين، إذ انضم أمس للمعتذرين رسميا حتى الآن رؤساء اليمن وموريتانيا والجزائر، وصل رئيس جزر القمر، وأكد رئيسا الصومال وجيبوتي حضورهما. وتوقع الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي مشاركة تسعة أو عشرة من القادة العرب في قمة بغداد، لافتا إلى أن معدل حضور القادة العرب في القمم السابقة تراوح بين 9 إلى 17 ملكا وأميرا ورئيس دولة. وعن جدول أعمال القمة، أوضح أنه يتضمن الوضع في سورية، القضية الفلسطينية، مسألة جعل منطقة الشرق الأوسط خالية من أسلحة الدمار الشامل، الملف النووي الإيراني والترسانة النووية الإسرائيلية، موضوع الإرهاب، إضافة الى إعلان بغداد. وحول استعدادات العراق لاحتضان القمة قال «لقد فوجئنا بالمستوى العالي في مجالي الأداء والتنظيم». ومن جهته قال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري في مؤتمر صحافي أمس أن بلاده ترحب بمستوى تمثيل المملكة العربية السعودية في القمة، قائلا «أيا كان هذا المستوى فإنه يمثل المملكة بقياداتها ومكانتها ونفوذها، ولذلك نحن سعداء بمشاركتها». وأضاف «كل دولة لديها سيادتها فهناك دولة خليجية ستحضر على مستوى رئيس البلاد، وأخرى على مستوى رئيس مجلس الشورى، وأخرى على مستوى آخر، ونحن نتفهم ذلك.. وهذا لا يزعجنا». وأوضح زيباري أن القمة ستناقش الأزمة السورية التي قال إن لها تشعبات دولية وإقليمية. وأضاف «كيف يمكن لقمة ألا تبحث الوضع السوري مع كل ما يحصل من انتهاكات واعتداءات وما نشاهده». وتابع «أعتقد أن طرح الموضوع على القمة سيكون أمرا بناء وإيجابيا وليس شعارات. والهدف من طرح الموضوع السوري هو البحث في كيفية مساعدة الشعب السوري ومعالجة الأزمة المستفحلة، ولذلك نعرب عن كل تقديرنا للمعارضة السورية التي عليها أن تتوحد وتلملم أمورها ويكون لها موقف وراية واحدة». وأردف «نحن لدينا اتصالات معهم ودعيناهم أكثر من مرة إلى العراق قبل هذا الموضوع، وبعد القمة هم أهلا وسهلا». واستبعدت مصادر عربية مشاركة المجلس الوطني السوري أو أي وفد يمثل المعارضة السورية في القمة العربية أو اجتماعاتها التحضيرية، غير أنها رأت أنه ربما يسمح للوفد بالوصول إلى بغداد وتسليم مذكرة تعكس موقفه ورؤيته. وتوقعت المصادر نفسها خلافات بين الدول العربية حول الملف السوري الذي ستتقاذفه على الأرجح الأهواء، خاصة أن لبنان أعلن أنه «لن يسمح بصدور أي قرار ضد النظام السوري» . ورجح رئيس إدارة مجلس الجامعة العربية السفير محمد الزايدي في تصريح له تبني قمة بغداد القرار الصادر عن المجلس الوزاري العربي في دورته المنعقدة في العاشر من مارس الحالي دون أية تعديلات كبيرة عليه إلا أنه لم يستبعد أن تسعى بعض الدول العربية لإجراء تحديث للقرار بحيث يتضمن التأكيد على وحدة المعارضة السورية خلال المرحلة المقبلة باعتبارها عنصرا فاصلا في إنجاح أي تحركات وجهود لإجراء تغييرات للأوضاع في سورية.