وصل إلى بغداد امس وفد المملكة إلى القمة العربية برئاسة سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية ومندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية السفير أحمد بن عبد العزيز قطان وذلك للمشاركة في اجتماعي وزراء الاقتصاد والمال والخارجية العرب إضافة إلى اجتماع القمة العربية الثالثة والعشرين التي ستعقد بالعاصمة العراقية بغداد يوم الخميس وقال وزير الخارجية العراقي هوشيار زيباري إن بلاده "ترحب بمستوى تمثيل السعودية وايا كان هذا المستوى فانه يمثل المملكة بقياداتها ومكانتها ونفوذها ولذلك نحن سعداء بالمشاركة" واضاف في مؤتمر صحافي في بغداد امس ان قضية سوريا التي تشهد منذ اكثر من عام موجة احتجاجات غير مسبوقة "مطروحة على جدول القمة"، الا ان "الوضع في البحرين ليس على جدول الاعمال".واوضح انه "في سوريا الوضع مختلف، لان الموضوع السوري اكثر الحاحا وله تشعبات دولية واقليمية، وتابع " سندعم مسارا سياسيا وتغييرا سياسيا يقود نحو تغيير النظام بطريق سلمية، وهو تغيير بقيادة سورية".وبشأن اللجنة الخاصة بالملف السوري، اكد الوزير العراقي ان "قطر تترأس هذه اللجنة وستستمر في ذلك".وقال "كيف يمكن لقمة الا تبحث الوضع السوري مع كل ما يحصل من انتهاكات واعتداءات وما نشاهده. اعتقد ان طرح الموضوع على القمة سيكون امرا بناء وايجابيا وليس شعارات".واضاف ان الهدف من طرح الموضوع السوري هو البحث في "كيفية مساعدة الشعب السوري ومعالجة الازمة المستفحلة، ولذلك نعرب عن كل تقديرنا للمعارضة السورية التي عليها ان تتوحد وتلملم امورها ويكون لها موقف وراية واحدة".وتابع "نحن لدينا اتصالات معهم ودعوناهم اكثر من مرة الى العراق قبل هذا الموضوع، وبعد القمة هم اهلا وسهلا". وقال حول تمثيل البلاد العربية فى القمة إن "كل دولة لديها سيادتها فهناك دولة خليجية ستحضر على مستوى رئيس البلاد، واخرى على مستوى رئيس مجلس الشورى، واخرى تحضر على مستوى آخر، ونحن نتفهم ذلك وهذا لا يزعجنا".وتنطلق اليوم ببغداد الاجتماعات التحضيرية للقمة العربية باجتماع المجلس الاقتصادي والاجتماعي على مستوى وزراء المال والاقتصاد العرب ، والذى يرأسه وزير التجارة العراقي خير الله بابكر وذلك لاعداد الملف الاقتصادي والاجتماعي المعروض على القمة، فيما أنهت بغداد استعداداتها اللوجستية والأمنية. وصرح السفير محمد بن ابراهيم التويجري الأمين العام المساعد لدى الجامعة العربية للشؤون الاقتصادية أن الجامعة العربية اتخدت كافة الاجراءات للانتهاء من كافة التجهيزات الخاصة باستكمال اجراءات الاتحاد الجمركي العربى بنهاية العام الحالي، ليتم تطبيقة فى عام 2015 وذلك حسب ما نص عليه قرار قمة شرم الشيخ الاقتصادية 2011 والذي ينص على ضرورة الانتهاء من الجداول التفصيلية اللازمة.وقال انه اذا لم تستطع الجامعة العربية الانتهاء من هذه الامور في عام 2012 فلن نستطيع انجاز الاتحاد الجمركي العربي في 2015 ولهذا فان الجامعة العربية تعمل بكل جهد من خلال تكثيف الاجتماعات الخاصة بلجان الاتحاد الجمركي لانجاز الجداول التفصيلية الخاصة الحاكمة للسلع المتبادلة بين الدول العربية ، مؤكدا أن هناك ارادة سياسية لدى الدول العربية لانجاز هذا المشروع.وأوضح التويجرى أن هناك عددا من الملفات المطروحة على المجلس الاقتصادي والاجتماعي منها الملف الاجرائي الذى يشمل متابعة تنفيذ قرارات القمم السابقة سواء الدورية أو الاقتصادية ومدى التزام الدول العربية بالتنفيذ وماهية الصعوبات التي واجهت تنفيذ بعض القرارات.وأشار إلى أن هناك ملفات جديدة مطروحة على قمة بغداد تتمثل في الاستراتيجيات للأمن المائي و الحد من مخاطر الكوارث، مشيرا إلى أنه من خلال هذه الاستراتيجية سيتم طرح انشاء آلية للانذار المبكر خاصة أن الدول العربية ليس لديها مثل هذه الآلية المهمة. وقال إن مثل هذه الآلية تمثل أهمية كبيرة للتنبؤ بالزلازل والفيضانات والاستشعار بها قبل أن تحدث واتخاذ الاجراءات الاحترازية اللازمة لانقاذ ما يمكن انقاذه ،ونأمل الموافقة على هذه الاستراتيجية من قبل القادة العرب. وحول المأمول عربيا من قمة بغداد خاصة في الشق الاقتصادي قال السفير التويجري ان الموضوعات المطروحة على قمة بغداد فيما يتعلق بالشق الاقتصادي قضايا مهمة حيث تعرض الجامعة العربية تقريرا شاملا حول المشاريع الكبرى التي تم اقرارها في القمم السابقة والعراقيل التي تعترض تنفيذ بعضها من اجل الحصول على موافقة القادة العرب على تذليل هذه الصعوبات ، موضحا أن أهم الآمال المطروحة هو ما يتعلق بتوسيع افاق الاستثمار بين الدول العربية خاصة ان هذا الموضوع سيكون مطروحا بقوة على قمة الرياض الاقتصادية 2013 ويتوقع أن يفرض الملف السورى نفسه بقوة على قمة بغداد خاصة فى ظل استمرار تدهور الأوضاع الأمنية والانسانية، واستمرار الثورة الشعبية التى اندلعت منذ ما يزيد عن عام، بالإضافة إلى النظر فى اعادة هيكلة الجامعة العربية بما يتوافق مع الحراك الشعبى والثورى العربى خلال العام الماضى. وسيسبق مؤتمر القمة بيومين اجتماع وزراء الاقتصاد العرب وبيوم واحد اجتماع وزراء الخارجية العرب.وتشهد اغلب الشوارع الرئيسة والقريبة من المنطقة الخضراء اجراءات امنية مشددة غير مسبوقة، حيث تم تأمين المنطقة الخضراء والأماكن المحيطة التى تشهد فعاليات القمة بأكثر من 100 ألف جندي، ويتوقع أن تشارك أكثر من 100 مروحية فى عملية التأمين. و قال الأمين العام المساعد لجامعة الدول العربية أحمد بن حلي في لقاء بثته قناة العراقية شبه الرسمية امس ، إن "تسعة أو عشرة رؤساء دول عربية سيحضرون قمة بغداد"، مضيفاً أن بعض الأطراف "لا تريد لقمة بغداد أن تعقد لا في موعدها ولا في مكانها، إلا أن الجامعة العربية ربحت هذا التحدي وقررت عقدها ببغداد".