شدد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، خلال الزيارة التي يقوم بها حالياً إلى كوريا الجنوبية على أهمية رؤيته لعالم يخلو من الأسلحة النووية، مضيفاً أن على كوريا الشمالية وإيران النأي بنفسهما عن هذا النوع من الأسلحة أو مواجهة "خطوات قاسية" من المجتمع الدولي. وفي محاضرة ألقاها في جامعة هانكوك للدراسات الأجنبية بالعاصمة سيؤل التي قصدها لحضور مؤتمر دولي حول الأمن النووي قال أوباما إنه لن يكون هناك من "مكافآت" تجنيها كوريا الشمالية مقابل استفزازاتها، ولوح بأنها ستدفع ثمن هذه الخطوات بالمزيد من العزلة عن المجمع الدولي. وأضاف الرئيس الأمريكي أن العقوبات القاسية المفروضة على إيران أبطأت تقدمها النووي، ولكنها لم تنه كل مصادر القلق، مضيفاً أن ملف طهران سيخضع للمزيد من البحث خلال اجتماعات ينوي عقدها مع قادة روسيا والصين. ولم يوضح أوباما نوعية الخطوات التي قد تستهدف إيران في حال عدم امتثالها لمطالب المجتمع الدولي حيال ملفها النووي، ولكنه قال: "على إيران التحرك بالكثير من الجدية وبشكل سريع من أجل ضمان الالتزام بواجباتها." وبالنسبة لكوريا الشمالية، قال أوباما إن الولاياتالمتحدة ليس لديها أي نوايا عدائية تجاه بيونغ يانغ، وهي ملتزمة بالسلام،" ولكنها دعاها بالمقابل إلى مراجعة تصرفاتها والإدراك بأن السنوات الماضية التي شهدت فرض الكثير من العقوبات عليها أظهرت خطأ مسارها النووي. وتابع بالقول إن كوريا الشمالية "بإمكانها مواصلة السير في هذا الطريق، إلا أننا نعرف نهايته، ونهايته هي المزيد من الأحلام الضائعة والعزلة وابتعاد الشعب الكوري الشمالي عن الكرامة والفرص التي يستحقها." وكان أوباما قد قام الأحد بزيارة إلى المنطقة المنزوعة السلاح الفاصلة ما بين كوريا الجنوبية وجارتها الشمالية في خطوة تهدف من خلالها واشنطن لتأكيد التزامها بأمن سيؤل، وسط ارتفاع حدة التوترات حول خطة الدولة الشيوعية لإطلاق صاروخ بعيد المدى. وخاطب أوباما حشدا من القوات الأميركية خلال زيارة إلى المنطقة المنزوعة السلاح التي تفصل بين الكوريتين قائلا لهم "أيها الرفاق المرابطون على حدود الحرية،" معبرا عن فخره بالدور الذي يضطلعون به، كما قال إن الفوارق بين الكوريتين واضحة للعيان على مستوى الحرية والازدهار. ومن المتوقع أن يشارك أوباما لاحقاً في المؤتمر الذي يستمر لمدة يومين 53 من قادة العالم من بينهم الرؤساء الكوري الجنوبي لي ميونغ باك، والصيني هو جينتاو، والروسي ديمتري ميدفيديف، ورئيس الوزراء اليابانى يوشيكو نودا و4 من رؤساء المنظمات الدولية بمن فيهم الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون. ويهيمن على القمة نبأ إعلان كوريا الشمالية عن اعتزامها إطلاق قمر صناعي في أبريل/ نيسان المقبل، في مهمة "لمراقبة كوكب الأرض"، على متن صاروخ طويل المدى محلي الصنع، في خطوة من شأنها أن تضع الدولة الشيوعية في مواجهة دولية جديدة، وقد تؤدي إلى إعادة التوتر لشبه الجزيرة الكورية. واتفقت واشنطن وبيونغ يانغ الشهر الماضي، على أن تقوم الأخيرة بتعليق تجاربها النووية، وإطلاق الصواريخ طويلة المدى، وأنشطة تخصيب اليورانيوم، على أن تقوم الولاياتالمتحدة بتقديم مساعدات غذائية إلى الدولة الشيوعية.