كشفت دراسة أمريكية حديثة عن عقار جديد يضاعف من العمر المحتمل لمريض سرطان الجلد الحاد الذي يعرف بالورم الميلانيني أو الورم الأسود، ومن المعروف أن هذا الورم ينتشر في مناطق عدة من الجسم وغالباً ما يكون قاتلاً. وغالباً ما تحدث الإصابة بهذا الورم الأسود نتيجة حدوث تحور في فيتامين BRAF، وتبين أن عقار Zelboraf (vemurafenib) الذي سبق أن أقرته هيئة الغذاء والدواء الأمريكية العام الماضي يعمل على منع هذا التحور ويقتل الخلايا السرطانية. وصرح الباحث وأستاذ الطب بمركز Vanderbilt-Ingram للسرطان بأمريكا الدكتور جيفري سوسمان قائلا: "لقد أثبتنا أن هذا العقار نجح في زيادة العمر الافتراضي لمجموعة كبيرة من المرضي ليصل إلى 16 شهر وهي المدة التي تفوق ما ظهر في تجارب سابقة". إن العمر الافتراضي لمريض الورم الميلانيني في المرحلة الرابعة تتراوح بين 6 إلى 10 أشهر، وبعض العقاقير أطالت هذه الفترة إلى 11 شهر ، وقال سوسمان: "إلا أن هذه هي المرة الأولي التي نجد عقار يطيل هذه الفترة لستة عشر شهراً". وأضاف سوسمان أن جميع أفراد عينة البحث كانوا في المرحلة الأخيرة من المرض (المرحلة الرابعة)، ويأمل سوسمان أن يكون العقار أكثر فاعلية عند تجربته على مرضى في مراحل المرض الأولى، وعلق قائلا: "إذا ما تمكنا من استخدام هذا العقار في وقت مبكر نأمل أن يتسبب في شفاء المرضى الذين لا يجدون طريقة أخري للعلاج". وتم نشر نتائج هذه المرحلة الثانية من التجربة التي أجريت لتقييم تأثير وأمان العقار بجريدة "نيو إنجلاند" الطبية. وقام فريق البحث لأكثر من عام بمتابعة حالة 132 مريض ممن يعانون من انتشار مرض سرطان الجلد الميلانيني والذي أصبح لا علاج له بالجراحة، وتناول هؤلاء المرضى أقراص Zelboraf مرتين باليوم واستجاب أكثر من نصف المرضى أفراد العينة للعقار، كما بيَّن الباحثون. وهذه الاستجابة تعني انكماش حجم الأورام بنسبة 30% بينما لم يظهر 14% من المرضى أي استجابة للعلاج مما يعني استمرار تطور المرض لديهم، وفي دراسات السابقة لم يستجيب أكثر من 10% فقط من المرضى لأي علاج متاح، وتبين أن المشكلة أو العائق الوحيد لهذا العقار هو أن الورم في النهاية يصبح مقاوم للعلاج، كما أصيب بعض المرضى بنوع من السرطان الحرشفي للجلد، وقال الباحث: "إلا أن هذا النوع من السرطان لا ينتشر أبداً ويسهل إزالته بالجراحة لهذا يجب ألا يوقف هؤلاء المرضي العلاج الأساسي". وتتضمن التأثيرات الجانبية للعقار آلام بالعضلات والمفاصل والتي يسهل التعامل معها مع معظم المرضى، حيث بعضهم يصابون بتغيرات في الجلد بما في ذلك حساسية الجلد و الطفح الجلدي كما يصاب البعض بحساسية كبيرة للضوء، لهذا يجب أن يحذر المرضى من التعرض لضوء الشمس المباشر وأن يستخدموا كريمات الحماية من أشعة الشمس عند التواجد خارج المنزل في يوم مشمس، حسب ما أفاد سوسمان. وتبلغ تكلفة العقار ما يقرب من 10 آلاف دولار أمريكي شهرياً، ولكنه مثل معظم علاجات السرطان الأخرى غالي الثمن وما يزيد من تكلفته هو أن المريض ربما يظل يتناوله لفترة غير محددة. وعلقت أخصائية علاج السرطان بمستشفى لينوكس هيل بنيويورك الدكتورة ميشيل جرين قائلة أن هذه الدراسة تمثل نقله هامة في علاج هذا المرض الذي يعد كحكم بالإعدام على الشخص الذي يصاب به، وصرحت: "بالرغم من أن تحسن العمر الافتراضي ليس بالطويل إلا أن الأمل في أن يعطي هذا العلاج في مراحل أولي من المرض، فقد يعني هذا زيادة معدلات النجاة أكثر"، وتأمل هيل في التوصل لعلاج شافي لمرض سرطان الجلد الميلانيني في القريب العاجل. يُذكر أن هناك ما يقرب من 70 ألف شخص أمريكي يصابون بمرض سرطان الجلد من نوع الأورام الميلانينية كل عام، ويموت منهم ما يقرب من 8 آلاف شخص.