تنفس مقيم عربي الصعداء عندما تلقى هاتفا سعيدا يخبره بأن بطاقة هويته المفقودة موجودة، لم تدم فرحة الرجل عندما طلب صاحب المحادثة مقابلا ماليا كبيرا نظير إعادة البطاقة، وفي موقع ثان كان أحد الآسيويين يتلقى مكالمة مشابهة بخصوص بطاقة هويته المسروقة في أحد مراكز التسوق جنوبي جدة، عاود المجهولان اتصالاتهما بالضحيتين مع تأكيدات لهما بعدم إبلاغ السلطات الأمنية والحرص على التواصل بعيدا عن العيون. ومضت الأمور كالمعتاد قبل أن يتقدم المقيمان ببلاغات رسمية منفصلة إلى غرفة عمليات إدارة دوريات الأمن عن تعرضهما لابتزاز من لصين. وطلبت الجهات الأمنية من صاحبي البلاغين الابتعاد عن المراكز الأمنية والحرص على دخول مفاوضات ومساومات مع الثنائي المتهم في إجراء قصدت به سلطات الأمن استدراج المتهمين. أنهى المقيم العربي مفاوضاته مع المساوم الأول وتقرر اللقاء في أحد المواقع جنوبي جدة، فيما كان رجال الأمن وعناصر سرية يحيطون بالمكان، وفي ساعة الصفر وصل المتهم لاستلام قيمة الصفقة وتسليم الهوية المسروقة، ولم يشعر بنفسه إلا محاطا برجال الأمن الذين شلوا حركته واقتادوه إلى مركز الشرطة، وبعد ساعات من سقوط الأول جاء المساوم الثاني للقاء ضحيته قرب أحد المساجد قبل أن يجري اتصالات هاتفية معه للتأكد من عدم وجود مخاطر تهدد إكمال الصفقة التي لم تكتمل بعد سقوطه في يد الأمن، تابع العمل الأمني مدير إدارة دوريات الأمن، فيما أشرف على الفرق الأمنية مدير غرفة العمليات، وأكد الناطق الإعلامي في شرطة جدة العميد مسفر الجعيد أن المساومين من جنسية أفريقية وتم ضبطهما في حالة تلبس قبل إحالتهما للتحقيق في الجهة المختصة، مؤكدا على جميع المقيمين ضرورة الإبلاغ عن الوقائع المماثلة.