أكدت المصورة السعودية الأميرة ريم الفيصل أن اعتمادها في تجربتها الفوتوغرافية على التصوير بالأبيض والأسود، يعود إلى أنه أكثر قرباً في التعمق من معاني الأشياء، خصوصاً أن الألوان قد تبهر وتشغل المصور عن التعمق في المعنى. وأضافت خلال أمسية في نادي الرياض الأدبي، ونظمها نادي فوتوغرافيي الشرق الأوسط مساء أول من أمس: «أحاول بالأبيض والأسود أن أفصل المتلقي عن طبيعة بيئته المعتاد عليها فيخرج عن المعتاد، ويبدأ يبحث في ما وراء الطبيعية والإنسان وما هو الإحساس والتجلي الموجود في هذا المكان»، مشيرةً إلى أنها تعتمد على غربتها عن المكان في التقاطاتها، إذ لا تصور ما تألفه عينها من أماكن، أو أحياء، وأشخاص. وذكرت أنها تستوحي تصويرها من الثقافة الإسلامية، التي تعتبر عمود موضوعها الفني بالدرجة الأولى، ثم من ثقافة البدو الرحل، ما يدفعها لوصف رحلة التصوير ب«البداوة الحديثة». وتابعت: «استمرار اعتمادي على التصوير الفيلمي، كونه وسيلتي الأكثر روحانية وأداتها الخاصة، التي أعبر بها، والفيلم يرمز لمصورين معينين يعملون من الناحية الروحانية لتصوير الإنسان على الفطرة، الذي لم ينطبع عليه أي شيء كالطفل». وأكدت أن الفيلم أصعب من الكاميرا الرقمية، «ولا يوجد «محمضون» احترافيون لدينا، لكنها طريقة إبداعية، ولا أرى أنني أستطيع أن أختلق شيئاً من الرقمي حالياً»، لافتةً إلى أن عدداً من الرسامين الذين يستخدمون الفرشاة، يستعملون الأدوات القديمة جداً، بحيث يصنع ألوانه بنفسه، وهذا صعب جداً، لكنها طريقة إبداعه وتفرده. وتطرقت الأميرة ريم الفيصل إلى تجربتها في تصوير الحج، التي خرجت إليه ثلاث مرات كأول مصورة سعودية صورت الحج والحرمين الشريفين، مضيفةً: «كنت أبحث عن الذات المؤثرة على الدولة السعودية ما هي ذاتها وشخصيتها، وأعتقد أن الحج شخصية المملكة والجزيرة، إضافة إلى أنني أريد أن أصور مكاناً يأتي الناس إليه فقط من أجل الله». من جانبه، أوضح المشرف على نادي فوتوغرافيي الشرق الأوسط عيسى عنقاوي أنه كان مرافقاً للأميرة ريما الفيصل في عدد من رحلات التصوير. واستعرض في شهادته عدداً من المواقف الطريفة والصعوبات التي واجهت الفيصل في رحلات تصويرها الداخلية. وقدم رئيس نادي فوتوغرافيي الشرق الأوسط يونس السليمان هدية تذكارية للأمير عمرو الفيصل عبارة عن صورة مطبوعة لآخر لقاء بين الملك فيصل، وبين الملك عبدالله بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير نايف بن عبدالعزيز، كما قدم النادي العضوية الفخرية الأولى لها في النادي، ودرعاً تذكارية بهذه المناسبة.