نتقلت إلى رحمة الله فجر اليوم ، الطفلة ” جوزاء ساحب الشمري ” ذات الخمسة أعوام ، بعد معاناة مع المرض أبقتها أسيرة لأجهزة التنفس الصناعي بمستشفى رفحاء المركزي ، لتسدل الستار على مشهد جديد من مسلسل الإهمال الطبي . الطفلة التي ولدت معاقة بخطأ طبي لاتزال التحقيقات حوله دائرة بمكاتب وزارة الصحة ولجانها المتعددة ، انسحبت من مسرح الحياة هذا اليوم ، حيث ووري الثرى على جثمانها الطاهر بمقبرة رفحاء ، بعد أن أديت عليها صلاة الظهر وسط حضور حاشد ، وتعاطف كبير من المتابعين لحالتها الصحية . رحيل جوزاء يعيد فتح ملفات الأخطاء الطبية والاهمال الاداري في مستشفيات المملكة ، فقد ولدت معاقة نتيجة خطأ طبي ، وبقيت في مستشفى ضعيف الامكانات بسبب اهمال إداري ، وعدم توفر سرير في المستشفيات ذات الامكانيات المتقدمة ، وعدم تجاوب من الجهات المعنية بعد نشر قضيتها وتداولها كقضية رأي عام . غادرت جوزاء وتركت خلفها ” أطباء ” مهملون ، وإداريون يجيدون تبادل الاتهامات والتنصل من المسؤوليات ، وأب مكلوم أعيته الحيل في انهاء معاناة استمرت خمس سنوات ، ينام ويصحو على سماع أنينها الذي يقطع نياط قلبه ، يطارد المسؤولين بحثاً عن حل ويعود ليجدها تتفحص عينيه بحثاً عن أمل ، بعد مسلسل ” ضياع ” طويل شاهدته على مسرح الحياة ، قررت جوزء الانسحاب وغادرت إلى جوار رب رحيم ، وبقيت آلام الحزن والفراق تعصر فؤاد والدتها ، ونسي المتسبب ما فعل . والد الطفلة طلب من أولياء الأمر فتح تحقيقات عاجلة فيماحدث ، كما طلب أن نحمل رسالته لرئيس هيئة مكافحة الفساد يقول والد الطفلة الذي بدأ حزيناً لايستطيع كبت عبراته : إنا لله وإنا إليه راجعون ،لقد بقيت جوزاء أربعة أسابيع على أجهزة التنفس الصناعي في مستشفى رفحاء المركزي تنتظر الحصول على سرير في أحد المستشفيات الكبرى ، لكن ذلك لم يتحقق بعد أن طرقت جميع الأبواب لوضع حد لمعاناة صغيرتي . وقال : أتمنى أن يقوم رئيس هيئة مكافحة الفساد الأستاذ محمد الشريف بتشكيل لجنة عاجلة لكشف حقيقة ماحدث بين مستشفى رفحاء المركزي ومستشفى الملك فهد التخصصي ومحاسبة المتسبب . كماكشف والد جوزاء ملابسات تكفل أحد الأمراء بسرير لجوزاء ، وهي القضية التي تداولها الهاشق تاغ المخصص لحالة ” جوزاء ” وقال : بعد نشر معاناة ابنتي اتصل بي أحد الأمراء وأكد استعداده للوقوف بجانبي وعرض علي التكفل بعلاج الطفلة جوزاء ونقلها بالإخلاء الطبي إلى مستشفى متقدم وكانت كلماته بمثابة البلسم الشافي الذي خفف عني كل آلام الحزن والسهر . ويضيف أبلغني أحد الأطباء بمستشفى رفحاء المركزي بتحسن حالة الطفلة جوزاء وقال لي من الممكن نقلها بطائرة الإخلاء إلى أي مستشفى متقدم و بعد أن أخبرني الطبيب بذلك قمت بالاتصال على المكتب الخاص بالأمير فرد لي أحد العاملين بالمكتب وقلت له رأي الطبيب المشرف على حالتها وطلبت منه إبلاغ الأمير بذلك ولكن للأسف رد علي بأن الأمير يطلب مني إحضار قبول من أحد المستشفيات ويتكفل هو بأمر طائرة الإخلاء الطبي علما بأن جميع المستشفيات التي تمت مخاطبتها لم ترد بالموافقة. وعن مقابلته لوزير الصحة لأجل إنقاذ ابنته قال ” توجهت لوزير الصحة لمقابلته إلا انني لم اتمكن من ذلك ، بحجة تواجده في اجتماع وتمت احالتي لمستشاره الدكتور عبدالمحس الدخيل حيث أطلعته على الحالة وأكد أنه أمر بمخاطبة مستشفى رفحاء المركزي ورد عليهم المستشفى بتقرير مفصل عن حالة الطفلة ولكن لم يتغير أي شي. من جهته أوضح مدير مستشفى رفحاء المركزي بالنيابة عبدالله بن فرحان الشمري بأن المستشفى تلقى خطابا من مدير علاقات المرضى بوزارة الصحة يطلب توضيحا عن حالة الطفلة جوزاء موكدا أنه تم الرد علية بتقرير طبي،وعن أسباب الوفاة قال الشمري بأن الطفلة تعرضت لصدمة تسممية أدت لتوقف القلب والتنفس.