من مقر البعثة الدبلوماسية الأمريكية الواقعة في حي السفارات ، ومن بوابة طبع عليها النسر الأمريكي الشهير خلف هذه البوابة تقدم في 2011 (110) آلاف شخص طلباً للدخول للولايات المتحدة . وفي زيارة إلى السفارة الأمريكية لوفد إعلامي يمثل «الرياض» والزميلات «الشرق الأوسط» و«الحياة» و«عرب نيوز»، وبعد الإجراءات الأمنية المتبعة في السفارة استقبلنا عدد من المسؤولين في المكتب الاعلامي والقنصلي بوّد مضوا بنا إلى المكان الأهم ، وهو مبنى استقبال طلبات الفيزا او التأشيرة. لم يكن هناك في هذا المبنى إلا شخص واحد يرتدي شماغاً وينتظر الدور ليتقدم بطلبه. انطلق بنا القنصل وعدد من المساعدين إلى الخطوة الأولى في مشوار منح التأشيرة الأمريكية وهي البصمة في هذه الغرفة يوجد ثلاثة شبابيك يقف من خلفها موظفون مهمتهم هي التأكد من المعلومات الموجودة في الاستمارة وأخذ البصمة الخاصة بك، يتم ذلك في اليوم الذي حددته لك السفارة عن طريق الانترنت، بعد التحقق والبصمة يتجه المتقدم إلى المرحلة الثانية وهي قاعة كبرى حيث مقاعد كثيرة ومتراصة بجانب بعضها البعض وهناك أكثر من 10 شبابيك تتم فيها المقابلة وهي أهم مراحل الحصول على الفيزا، وهناك يتم طرح أسئلة على المتقدم على شاكلة الغرض من الزيارة والدول التي تمت زيارتها في السابق، نائب القنصل في السفارة ديفيد راتشفرد يؤكد أن تاريخ السفر والزيارات لبعض البلدان التي لا تربطها علاقات جيدة مع الولاياتالمتحدة ليست معياراً لقبول او رفض الطلب. أخذنا المسئولون للمكاتب الخلفية حيث يتم التحقق من المعلومات ومناقشة الطلبات وفي الخلف مكاتب كثيرة وموظفون من جنسيات وأعراق مختلفة وهناك خلف الشباك جهاز كومبيوتر عن طريقه يرى المسؤول المعلومات الخاصة للمتقدم بطلب الحصول على الفيزا. توجهنا لمكتب القنصل العام الأمريكي جلين كيسر، حيث رحب بنا مرة أخرى وقدم لنا القهوة العربية والأمريكية ، كان هناك بعض المجلات على طاولة الضيوف في مكتبه منها المجلة الشهيرة نيويوركر و STATE ومجلة الدبلوماسي الصادرة من معهد الدراسات الدبلوماسية في المملكة ومجلة الخدمات الخارجية الامريكية. أتيحت الفرصة للأسئلة بعد هذه الجولة وكان المجيب هنا القنصل روبن بسّا رئيس قسم التأشيرات لشؤون غير الهجرة . يجيب القنصل بسّا عن السؤال العريض ومهم لدى كل المتقدمين لماذا يرفض الطلب ؟ الإجابة على حد قول القنصل أن السبب المهم للمتقدم بطلب الحصول على التأشيرة أن يثبته هو عدم هجرته للولايات المتحدة ، لذا فعليه أن يدلل على صلات قوية تربطه ببلده ، ويعلل سبب رفض طلبات الطلاب الراغبين في الدراسة لأميركا ، قائلاً معظم طلبات تأشيرات الطلاب ترفض بسبب عدم قدرتهم على إقناع المسؤول بأنه محضر بشكل جيد للدراسة والتأشيرة ، وأعني بذلك انه لم يعبأ الطلب بشكل جيد ولم يظهر أي إثبات لتغطية كلفة دراسته مالياً أو لم يحضر سجله الأكاديمي سواء كانت دراسته السابقة في كلية أو جامعة. لكن ماذا عن من يعتريه الخجل او الارتباك في المقابلة، يشير القنصل بسّا فيما يخص إقناع القنصل الأمر لا ينطبق على الراغبين بالدراسة بل أيضاً لراغبين في الحصول على تأشيرة عمل أو سياحة ، فالمسؤولون القنصليون الذين يقومون بالمقابلة مؤهلون للتحدث باللغة العربية . ويؤكد هنا أنهم - أي القنصليون - ليسوا موجودين لرفض طلبات الخجولين ، ومع ذلك فهذه اللحظة (لحظة المقابلة) ليست لحظة الخجل هي عملية أشبه بعملية التسويق وعليه إقناع القنصل بالحصول على الفيزا ، إذا كان المسؤول القنصلي ليس على اقتناع بالطلب لخلل ما فسوف يرفض التأشيرة مؤقتاً ريثما يتسنى للمتقدم الحصول على الأوراق او الأشياء الإضافية التي من شأنها إقناع القنصل والتي بموجبها يمنح التأشيرة للمتقدم. ويوجه كلامه للمتقدمين قائلاً: الرسالة التي يجب أن يعيها المتقدمون هو أنه ليس عليهم أن يكونوا خائفين أو خجولين بل عليهم أن يأخذوا الأمر بجدية. وحول أسباب عدم وجود أي تواريخ متوقعة لمنح التأشيرة والذي من شأنه جعل المسافر للولايات المتحدة أكثر تحكماً في تفاصيل سفره كالإقامة والتذاكر ، يجيب القنصل روبن بسّا بشكل قاطع قائلاً لا يوجد أي شخص يستطيع أن يقول لك متى ستكون التأشيرة جاهزة، لأن كل حالة تعامل على حدة. ليس بوسعنا أن نقول لك متى ستنتهي التأشيرة ، لكن يعود بسّا ليوضح : إن لم يكن هناك أي داعي لإجراءات إدارية إضافية فسوف تكون الفيزا جاهزة في أسبوع واحد . وإذا كان الطلب يحتاج لإجراءات إضافية فالأمر سوف يحتاج لعدة أسابيع للحصول عليها ، ولهذا نطلب من الطلاب أن يتقدموا بالحصول على موعد قبل ثلاثة أشهر من موعد الدراسة المتوقع. ويستشهد بسّا بالمثل الأمريكي أو كما يقول نأخذ بتوصية " الأم " لأولادها " كونوا حاضرين " . ويشير القنصل الأميريكي هنا إلى معلومة قيمة عندما يلفت إلى أن معدل منح التأشيرة في أسبوع هو ثلاث من كل 4 أشخاص . وبناء عليه فمن صالح الجميع ان يتقدم الشخص بالحصول على التأشيرة حالما يعلم بوجوب سفره لأي غرض.