هز انفجار عنيف وسط مدينة عدن وقتل سبعة أشخاص وأصيب عشرات آخرون أمس في مصادمات عنيفة بين قوات الأمن والجيش من جانب وعناصر تابعة للحراك الجنوبي من جانب آخر، فيما كشف أحمد الصوفي المستشار الإعلامي للرئيس اليمني عن استعدادات تجرى لترتيب سفر الرئيس علي عبدالله صالح إلى أمريكا بصفته رئيسا لليمن. وأفاد الصوفي أن واشنطن وافقت أخيرا على استقبال صالح بصفته رئيسا للدولة، موضحا أن ترتيبات تجري حاليا للاتفاق على برنامج الزيارة والأنشطة التي سيقوم بها خلالها من محاضرات وزيارات لمنظمات ولقاء مع الصحافيين. بيد أنه أشار إلى أنه لم يتم بعد تحديد موعد الزيارة التي كانت تصر أمريكا على أن تقتصر على الجانب العلاجي فقط. ونفى الصوفي ما تردد من أنباء عن اقتراح يحمله مبعوث الأممالمتحدة جمال بن عمر ويقضي بابتعاد صالح عن العمل السياسي وإخراجه وأعوانه المشمولين بالحصانة إلى خارج البلاد لمدة خمس سنوات. وقال هذا الأمر ليس واردا على الإطلاق ولا حديث عن إخراج الرئيس من بلاده. وإذا ما غادر السلطة سيظل رئيسا سابقا ولا حاجة لوساطة دولية لتحركاته. وفيما شهدت العاصمة اليمنية صنعاء هدوء نسبيا باستثناء المظاهرات السلمية الرافضة لمنح الحصانة لصالح وأعوانه، وقع في مدينة عدن أمس تبادل لإطلاق النار بين قوات الأمن والجيش من جانب وعناصر من الحراك الجنوبي الذي يسعى لفك الارتباط بين شطري اليمن من جانب آخر، وهو ما أدى إلى مقتل سبعة أشخاص منهم ضابط شرطة برتبة ملازم وجندي وخمسة متظاهرين وإصابة 26 آخرين بحسب محصلة أولية. وقال ناشطون في الحراك الجنوبي إن قوات الجيش والأمن أطلقت النار وقنابل الغاز المسيل للدموع لتفريق آلاف المتظاهرين الذين تجمعوا في مهرجان أقيم في ميدان العروض في حي خور مكسر. ومن جهتها أكدت الشرطة أنها تدخلت بسبب الطابع الحساس للميدان القريب من السفارات ومكاتب الأممالمتحدة ومقار الأمن. وقال مسؤول في الشرطة «سمحنا لهم في البداية بالتجمع ولكنهم بدؤوا ينتشرون فاضطررنا للتدخل. وطالب المتظاهرون بانفصال جنوب اليمن. وأعلنوا رفضهم منح حصانة قانونية للرئيس علي عبد الله صالح مقابل تخليه عن الرئاسة. ورفعوا لافتات كتب عليها «الحراك الجنوبي يقاطع الانتخابات الرئاسية» و «مبادرة دول الخليج لا تعنينا». ونظم المهرجان بمناسبة ذكرى 13 يناير «كانون الثاني» 1986 الدامية بين الفصائل المتنافسة داخل الحزب الاشتراكي الذي كان يحكم جنوب اليمن آنذاك. ورفعت خلال المهرجان صور زعيم الحراك الجنوبي حسن باعوم والرئيس الأسبق علي سالم البيض وعلم جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية.