انقسم الشارع اليمني أمس بين مؤيد للنظام ومعارض له، بعدما احتشد مئات الآلاف من أنصار الطرفين في تظاهرات "يوم الغضب" شملت صنعاء والعديد من المناطق، باستثناء عدن التي شهدت مواجهات بين المتظاهرين وقوات الأمن. وتجمع أنصار المعارضة في مهرجانات أمام جامعة صنعاء، مطالبين بالتغيير، والتزام حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم بإعطاء ضمانات لتنفيذ اتفاق فبراير العام قبل الماضي، وإبعاد المؤسسات الأمنية والعسكرية عن الهيمنة الأسرية، وإلغاء الإجراءات الانفرادية من قبل الحاكم. ورفع المشاركون في المهرجانات التي أقيمت أمام جامعة صنعاء وكانت الأكبر التي تنظمها المعارضة منذ سنوات بحضور قادة المعارضة، لافتات تطالب الرئيس علي عبدالله صالح بالتنحي عن السلطة والرحيل بعد حكم استمر ما يزيد عن ثلاثة عقود. وفرضت السلطات حزاما أمنيا مشددا على محيط العاصمة وعززت من نقاط التفتيش على مداخل المدينة ومخارجها. كما منعت بعض السيارات الوافدة من الدخول إلى العاصمة لأسباب تتعلق بحيازة ركابها ملصقات ولافتات تتضمن عبارات مناهضة للرئيس صالح وللنظام. وأغلق أصحاب المحلات والمطاعم ومعامل التصوير المنتشرة في الشارع الرئيسي الذي يتوسط حي الجامعة الجديدة أبوابها أمام المتظاهرين وأخليت معارض السيارات خوفا من اندلاع أحداث عنف محتملة. وعزز هذه المخاوف ما تضمنه خطاب الرئيس صالح أول من أمس من تحذيرات من أحداث عنف وتخريب قد تتخلل الفعاليات الاحتجاجية لأحزاب المعارضة وإعلانه أن الدولة لن تحاسب أي مواطن يضطر للدفاع عن عرضه وماله في مواجهة أعمال التخريب والنهب. وفي ميدان التحرير تجمع عشرات الآلاف من المتظاهرين المؤيدين للرئيس صالح الذين وصلوا من منطقة باب اليمن والمناطق المجاورة لها حيث حمل المتظاهرون صوره ولافتات تضمنت عبارات التأييد له. ولم تتخلل المظاهرات الاحتجاجية والمسيرات المضادة أية أحداث عنف باستثناء تعرض أحد المتظاهرين المعارضين لكدمات في وجهه إثر محاولته تثبيت ملصقات منددة بالنظام على واجهة إحدى السيارات، مما دفع ركابها إلى ضربه. وفي عدن، كبرى مدن الجنوب، أغلقت قوات الأمن والجيش كافة الطرق المؤدية إلى مديرية صيرة بمحافظة عدن التي شهدت مسيرة شارك فيها الآلاف من أنصار المعارضة. واستحدثت قوات الأمن والجيش عشرات نقاط التفتيش في مدخل مناطق عدن، ومنعت المركبات والمواطنين من التنقل، كما نشرت الدبابات في معظم المناطق الحساسة بالمدينة والتي حالت دون وصول المواطنين إلى مناطق التجمعات. وأطلق بعض الجنود الرصاص الحي في الهواء لتفريق المتظاهرين، مما أدى إلى إصابة شخصين في منطقة كريتر واعتقال 30 آخرين في كل من الشيخ عثمان وخورمكسر. وحمل المتظاهرون أعلام دولة الجنوب السابقة ولافتات منددة بالنظام وعبارات تطالب الرئيس بالرحيل. وفي الضالع (جنوب) نظمت المعارضة تظاهرة في منطقة سناح، والتي وصل إليها أنصارها من مناطق مختلفة في كل من دمت، جبن، والحشا، فيما أقام الحراك الجنوبي تجمعات في إطار فعالياته الأسبوعية، طالب فيها بإطلاق سراح المعتقلين من أنصاره، وداعياً إلى الانفصال عن دولة الوحدة. وتجمع عشرات الآلاف من أنصار المعارضة في كل من تعز، لحج، حضرموت، مأرب ذمار، وإب، فيما كانت محافظة الحديدة الوحيدة التي شذت عن القاعدة، حيث شهدت مسيرة مؤيدة للنظام وللرئيس صالح. وفي صعدة لم تنجح المعارضة في إقامة مهرجان لها فيها. من ناحية أخرى، تلقى الرئيس صالح اتصالاً هاتفياً من الرئيس الأميركى باراك أوباما مساء أول من أمس، بحثا خلاله العلاقات الثنائية ومتابعة المستجدات في المنطقة. كما تلقى صالح أمس رسالة من وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون نقلها السفير الأميركي لدى اليمن جيرالد فاير ستاين، تناولت العلاقات الثنائية والتعاون المشترك.