عبدالله طفل سعودي كان يعاني ضعفاً في رجلَيْه ولا يستطيع المشي, احتضنه سلطان الخير في بادرة إنسانية خالدة، حمله بين ذراعيه، قبَّله والتقط صوراً معبِّرة معه، كذلك طلب عبدالله صوراً أخرى قائلاً: (بَعَد واحدة). لقد كان فرحاً وهو يداعب سلطان ويُعبِّر عن شعوره نحوه ويقول: (أنا أحبك)، ويرد عليه سلطان بكل أبوة وحنان (وأنا أحبك بعد). قلّة أولئك الرجال الذين يتقلدون مناصب رفيعة ويحملون هماً وطنياً وعربياً وإسلامياً وعالمياً ولا ينسون مَنْ هم في حاجة إلى المساعدة أو العلاج أو السكن، غير أن سلطان يتصدى لهم ويمنحهم من وقته وجهده نصيباً كبيراً. سافر عبدالله إلى ألمانيا للعلاج على حساب سلطان الخير هو ومرافقوه، وعاد إلى المملكة معافى ويقود كرسيه المتحرك بكل ثقة وتفاؤل، ولسانه يلهث بالدعاء لسلطان الخير. بكى عبدالله كثيراً عندما علم بوفاة سموه - رحمه الله -. يقول والده (بكى عبدالله اليوم بكاءً لا يوصف، والله لم نره طوال حياتنا رغم مرور أقسى الظروف علينا بمثل هذا التأثر، فكانت الوفاة صدمة قاسية له ولنا). يقول عبدالله (والدي سمو ولي العهد سلطان - رحمه الله - كان أباً لي ولكل الناس، فقد حملني بيديه الكريمتين وأنا طفل). عبدالله يبلغ الآن نحو 11 سنة. وأضاف (كنت أحلم برؤيته مرة أخرى بعد أن كبرت، وأنا أشعر بحزن كبير وألم في داخلي لأنني كنت لا أعرف سموه، وشعرت بالأمان بوجوده. أسأل الله أن يرحم الأمير سلطان، وأن يكتب لي الشفاء أنا وكل معاق). بهذه الكلمات العفوية أنهى عبدالله معاناته مع المرض، لكنه لم يفقد الأمل في أن يقابل سلطان الخير في الفردوس الأعلى من الجنة. رحم الله سلطان الخير أبا خالد؛ فمواقفه الإنسانية كثيرة، سوف يخلدها التاريخ بمداد من ذهب في صفحات الراحلين بأجسادهم الباقين بأفعالهم وإنجازاتهم الكبيرة.. فإلى جنات الخلد ونعيم مقيم، وإنا لله وإنا إليه راجعون. هذه قصة من قصص عديدة لسلطان الخير مع أبناء شعبه ومواطنيه، وما خفي عن أعيننا وأسماعنا أعظم. لواء دكتور متقاعد