أعلن المجلس الوطني للرقابة على الانتخابات أمس حصيلة التقرير النهائي للانتخابات، متضمنا الكثير من الحيثيات منها رصد 18 ملاحظة ومقترحا. وأكد رئيس المجلس الوطني للرقابة على الانتخابات البلدية الدكتور ماجد محمد قاروب على أهمية البدء الفوري للتحضير لانتخابات الدورة المقبلة التي ستشهد دخول المرأة مرشحا وناخبا، متوقعا أن يقفز عدد الناخبين من مليونين إلى أربعة ملايين ناخبة وناخب مع دخول المرأة في العملية الانتخابية. وأفاد قاروب في مؤتمر صحافي أمس جرى فيه إعلان نتائج التقرير النهائي لسير العملية الانتخابية، أن التوصيات أخذت بعين الاعتبار، موضحا أن ثقافة الانتخاب فيما يخص المجالس البلدية تعتبر جيدة ومقبولة، لكنها كثقافة عامة في المجتمع لا تزال في المربع الأول. وكشف رئيس المجلس الوطني للانتخابات أن سير العملية الانتخابية في مجملها كانت شفافة ونزيهة وحيادية ولم ترصد فيها أية حالات فساد، رغم رصد العديد من الملاحظات التي لم تؤثر في مجمل العملية، فضلا عن رصد تأخر الاقتراع في عشرة مراكز من أصل 752 مركزا نتيجة لتزاحم التدافع لضيق المساحات. وقال القاروب، «سيلتقي أعضاء المجلس الأحد المقبل صاحب السمو الملكي الأمير الدكتور منصور بن متعب وزير الشؤون البلدية والقروية؛ لتسليمه نسخة من التقرير». وأبان رئيس المجلس الوطني للرقابة على الانتخابات أن هناك عددا من الملاحظات المتكررة في مختلف المناطق والمراكز، تمثلت في البيئة خارج مركز التصويت، إجراءات التصويت، سلوكيات الموظفين، ومواد ومستلزمات الاقتراع، موضحا أن المواد كانت متوافرة في معظم المراكز، ولم يكن هناك نقص يعوق عملية الانتخابات، فضلا عن سلوكيات الناخبين التي كانت جيدة جدا تصل إلى درجة المثالية في بعض المراكز، فيما عدا بعض الممارسات التي حدثت بسبب الزحام والتدافع من قبل الناخبين، كما حدث في عشرة مراكز من أصل 752 مركزا. وأفصح قاروب، أن أبرز نتائج مراقبة الانتخابات تتمثل في عدم كفاية عملية التوعية الإعلامية بكل أشكالها للمرشحين والناخبين، عدم ملاءمة بيئة بعض المراكز الانتخابية، نظرا إلى الاعتماد على استخدام المدارس والدور المستأجرة بدلا من المباني الحكومية، استخدام الجوال داخل بعض مراكز الانتخاب، عدم حمل بعض الموظفين في بعض المراكز الانتخابية بطاقاتهم التعريفية بصورة واضحة وبارزة، ضيق مساحة بعض المراكز الانتخابية، وغياب أجهزة التكييف الملائمة داخل بعض المراكز، فضلا عن أنه لم تكن هناك أية خصوصية للعجزة وذوي الاحتياجات الخاصة وكبار السن، ولم يتوافر في المراكز الانتخابية أي من خدمات الضيافة كالماء البارد، والبوفيه، وعدم تنظيم الخروج بعد عملية التصويت، ورجوع بعض الناخبين عن طريق مسار الدخول نتيجة ضعف الإرشاد في بعض المراكز، فضلا عن عدم إلمام بعض الناخبين بإجراءات الاقتراع. وفيما يخص التوصيات قال قاروب، «من أهم التوصيات التي يرى المجلس ضرورة التنبيه إليها لكي تتم العملية الانتخابية المقبلة على أكمل وجه ضرورة تكثيف التوعية الحقوقية المنهجية للمجتمع بكل فئاته وشرائحه وعلى جميع المستويات وبجميع الوسائل والطرق من قبل كافة الجهات الحكومية، الاهتمام بشكل أكبر ببيئة المراكز الانتخابية وتصميمها وتجهيزها وتنظيمها لتناسب العملية الانتخابية، تجهيز أماكن خاصة لكبار السن والمعوقين وذوي الاحتياجات الخاصة، توفير مواقف لسيارات الناخبين، وتوفير كافتيريات المياه الباردة». واقترح رئيس المجلس الوطني للانتخابات جملة من التوصيات لتفعيل العملية الانتخابية في دورتها المقبلة، منها تكثيف اللقاءات والندوات التي تناقش دور المجالس البلدية وأهميتها في المستقبل لترسيخ حق المواطن في ممارسة حقوقه في مجال الترشيح، تفعيل اللقاءات والندوات التي تكشف للمنتخبين والمعينين في المجالس البلدية مهمات عمل المجلس البلدي وضوابط قراراته الموضحة في نظام البلديات والقرى ولائحته التنفيذية لممارستها بالشكل القانوني السليم الذي يحقق الغاية والهدف من إنشاء المجالس البلدية. وأضاف قاروب، أن غياب منظومة المجتمع المدني كان محل الاستغراب والدهشة رغم دعوتها للمشاركة، داعيا إلى تسليط الضوء على المسؤولية الاجتماعية للشركات المساهمة والكبرى التي عزفت عن كل صور المشاركة والسماح لموظفيها الخروج للإدلاء بأصواتهم واعتبار ذلك اليوم إجازة عن العمل لمصلحة المجتمع والوطن، توسيع نطاق عمل المجلس في المستقبل بعد أن حصل على خبرة تراكمية لدورتين ليشمل كافة مراحل عملية الانتخابات ابتداء من وضع تعديلات قانون الانتخابات البلدية وقيد الناخبين والحملات الدعائية وعدم قصر عمل المجلس على عملية الاقتراع والفرز.